حب الوطن بين الحقيقة والادعاء
الوطن بحاجة إلى الجوهر أكثر من المظهر.. إن الوطنية ليست مجرد احتفالات ومظاهر شكلية- ألحاناً وترانيم وطقوساً وشعارات لا تمت إلى الوطنية الصحيحة -، وليست مجرد مادة دراسية باسم "التربية الوطنية" تحولت إلى زائدة دودية في مناهج التعليم التي تعاني من التخمة أصلا.. إن الوطنية عقيدة فكرية وتربية نفسية نزرعها في نفوس أبنائنا.. إن العناية بتعزيز الانتماء الوطني النفسي أهم بكثيرمن هذه المظاهر.. فالوطنية نسيج متكامل من القيم، منها ما هو جوهر ولب، ومنها ما هو فروع وقشور.. جوهر الوطنية: بيعة في العنق، وأداء للحق، وولاء.. وعدم الخروج على ثوابت الآمة.. وثمة فروع وقشور تمثل صورة من صور العجز والقصور ربما تختلف فيها أنظار الناس، وربما يكون بعضها لصيقا بالوطنية. إن من الخطر أن تختطف الوطنية، وتبتدع لها معايير شكليّة، يفتن بها الناس ويمتحنون بها.. كيف تصبح مسألة جزئية كتعليق صورة أو تعليق علم أو احتفال بيوم الاستقلال محكًّا للمواطنة الصحيحة ؟!،
فمن قام بها فهو المواطن المخلص، ومن تحرّج منها فوطنيّتُه مشكوكٌ فيها، ليس عندهم وطنية أو لا يحبون الوطن؟.. ولو كان أميناً مخلصاً مطيعاً بالمعروف , نعم ربما نترك بعض المظاهرَ الشكلية تأثّماً لحرمتها لا كرهاً أو استخفافاً، ويبقى حب الوطن في قلوبنا ونربي عليه أبناءنا.. بل نشهد الله أن كثيرا من المواطنين الصالحين ؛ فيهم من الحب للوطن ما لو نزلت نازلة لبذلوا أرواحهم رخيصة دونه ودون قيادته , ولم يفروا كبعض المرتزقة الجبناء الذين لا يعرفون من حق الوطن سوى المظاهر الشكلية والكسب غير المشروع – اللصلصة - وأن كثيرا من ختياريتنا وعجائزنا عندهم من الحب والدعاء ما يغنيهم عن هذه الشكليات، لأنها محفورة في قلوبهم، وبيعة في أعناقهم.
وإن من التناقض العجيب اتخاذ البعض دعوى المواطنة وحب الوطن مطية لتسويغ أفكاره، ومحاصرة وإرهاب كل من يخالفه، ورميه بالإرهاب والتمرد على الوطن، وينسى هذا المتعسف صاحب الإرهاب الفكري أنه هو أول من ينقض دعواه بأطروحاته التي لا تخدم المصلحة الوطنية، ولا تتفق والأسس التي قامت عليها البلاد، واجتمع عليها شمل الوطن . إن الواجب علينا جميعاً أن نعزز قيم التعايش والعدل ونحذر من اتخاذ الوطنية لتصفية الحسابات والوشاية والتحريض، والاحتراب الداخلي الذي يفرح الأعداء المتربصين. نعم، ذلك أنه إذا ذكرت الوطنية اختزل معناها في طاعة عمياء ، تشعر الناس أنهم مجرد عبيد ، وهذا أمر ممجوج مشوّه للوطنية، إن الوطنية علاقة متبادلة بين راعي الوطن والرعية وبين الرعية أنفسهم.
إن طاعة ولي الأمر الواجبة بقيدها الشرعي دعامة ضرورية للمواطنة الصالحة، لكنها لا تعفيه من أداء حقوقهم لتحقيق الوطنية وتعزيز المواطنة، ولذا قال تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) ثم قال بعدها: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) فذكر ما يجب على الطرفين. إن للوطن حقاً على كل مواطن.. كما أن لكل مواطن حقاً على الوطن وولي أمره ومسؤوليه في كل موقع، وهو ما أكده قائد الوطن حفظه الله دائماً في وصيته بالمواطن، إن من حق كل مواطن أن تحفظ حقوقه وأن يعيش حياة كريمة وأن يجد وظيفة مناسبة ورعاية صحية لائقة مما يزيده حباً وولاءً وانتماءً للوطن. وهذه مسؤولية كل من وٍَِِلي أمراً من الأمور في شتى المجالات.
ونقول كذلك إن من خيانة الوطن أن يخونَ المسؤول أي مسؤول الأمانة، ويظلم الآخرين، ويستخفَ بالمسؤولية، أو يوظِّفها لمصالحه الشخصية؟! ولو علق صورة قائد الوطن فوقه وزين بها مكتبه، وجعل النشيد الوطني وِردَه اليومي. كلمة أخيرة أقولها لأبنائي الشباب يا شباب الوطن : الحب الحقيقي للوطن ليس في الفوضى اللامسؤولة ، والتشحيط والإخلال بالأمن في الطرقات وترويع الناس , وليس في الإزعاج والرقص وهز الوسط على الموسيقى الصاخبة في الشوارع أو قطع للإشارات المرورية وتجاوز السرعة القانونية في شوارع الوطن . أي وطن في العالم يفرح بمثل هذه النماذج !!!؟؟.
حب الوطن بالدفاع عنه وعن ترابه ودينه وقيادته ومواطنيه وليس بأذيتهم.. حب الوطن باحترام الكبير والعطف على الصغير، واحترام الجار واحترام النظام ونظافة الشارع وعدم مضايقة الناس وإحراجهم .. حب الوطن بالحرص على كل ممتلكاته والتعامل بأخلاق المسلم في كل مكان.. حب الوطن ليس يوماً في السنة فقط!! حب الوطن في كل يوم وفي كل حين. نسأل الله أن يهدينا سبيل الرشاد... وأن يجعلنا مواطنين صالحين.. مصلحين في أسرنا ومجتمعاتنا، إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين.
الاحتلال يشن غارات جوية على شمال وجنوب وشرق لبنان
الحوثيون: أجبرنا طائرات الاحتلال على التراجع باستخدام صواريخ محلية
ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بالسخيف
منتخب السيدات تحت 23 عاما يخسر أمام تونس
ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في تكساس الأميركية
288 شهيداً خلال 100 ساعة في غزة
ترامب: قريبون جداً من صفقة بشأن غزة
«الخادمة» .. التي خدمها الجميع
هل تتحطم أحلام غزة على صخرة أهداف نتنياهو
إشارات ضعيفة على إطلاق وساطة جديدة في السودان
هل تخلت إدارة ترامب عن حل الدولتين
توقعات بالتوصل إلى اتفاق بشأن غزة خلال 24 ساعة
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
توحيد فتحة عداد التكسي في الأردن .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
1039 قطعة أرض للمعلمين في سبع محافظات
مهم بشأن ارتفاع أسعار اللحوم والزيوت ومنتجات الألبان
غدًا .. تشغيل خطي نقل عمّان إربد وجرش رسمياً
بيان عاجل من السفارة الأميركية في عمّان