الصبر

mainThumb

15-05-2011 12:28 PM


الإنسان في الحياة الدنيا لا تخلو حياته من المشاق والمكاره والمصائب كالمرض أو فراق عزيز عليه أو موت قريب له لذلك فقد أرشدنا ديننا الحنيف إلى التحلي بخلق الصبر حتى نعيش في راحة وطمأنينة . هذه الصفة التي يتسم بها المسلمون وتعتبر من صفاتهم وأخلاقهم التي يتميزون بها عن غيرهم.


فقد عّرف العلماء الصبر بأنه حبس النفس على ما تكره أو احتمال المكروه بنوع من الرضا والتسليم رغبة في الأجر والثواب من الله تعالى .


 الصبر هذا الخلق العظيم وهذه الصفة تجعل من صاحبها إنسان ذو مكانة عالية وعظيمة ويتزين بالوقار والاتزان والحكمة.
الصبر أيضا يعطى الإنسان الهيبة واحترام الآخرين له.


فالمسلم يحبس نفسه على ما تكرهه من عبادة الله وطاعته وهو  يحبسها دون معاصي الله تعالى فلا يسمح لنفسه باقترابها ، ويحبس نفسه على المصائب إذا نزل بها فلا يتركها تجزع ولا تسخط .


وكذلك الصبر على المعصية فالمغريات كثيرة للقيام بالمعصية لذلك نحتاج الى الصبر العظيم والاراده القوية لعدم الوقوع في المعصية.


**والصبر ليس كله محمود
فهناك صبر مذموم وهو الصبر الذي يجعل من الإنسان في ذل وهوان أو قد يؤدى إلى التفريط في الدين أو إضاعة بعض فرائض الدين .


فهذا رسول الله قدوتنا في الصبر فأنه صبر على أذى أهل مكة وأهل الطائف  رغم انه قادر على الدعاء عليهم بالهلاك ولكنه فضل أن يصبر عليهم رغبة في نيل الأجر من الله تعالى ورغبة في إسلامهم .


وهذا سيدنا أيوب عليه السلام يصبر على المرض سنوات عديدة و بالنهاية يدعوا ربه أن يكشف عنه السوء .


فقد ضرب لنا الصحابة الكرام رضوان الله عليهم المثل الأعلى في الصبر فاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر على إل ياسر وهم يلقون في الشمس الحارقة بصحراء مكة ويعذبوا ويحرمون من الطعام فلا يملك لهم إلا أن يقول: (صبراً إل ياسر فأن موعدكم الجنة )


وهاهو سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه يعذبه سيده من الصباح حتى المساء في الحر الشديد والرمال الملتهبة ولا يصده ذلك عن الإيمان بالله وحده .


والأمثلة كثيرة جداً من حياة الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام ومن حياة الصحابة رضي الله عنهم جميعاً.
 

 فصبر هؤلاء المؤمنين على دينهم وعلى التمسك به صبر محمود نالو به الأجر والثواب عندالله وهو الجنة ، فليكن لنا في هؤلاء القدوة الحسنه.



هذا هو الإيمان الحقيقي الذي لا يتغير بتغير الظروف والأحوال فلذلك جعل الله تعالى الصبر من محاسن الأخلاق التي دعانا إليها فأورد الله تعالى كثيرا من الآيات ألداله على الصبر فقال الله تعالى في سورة إل عمران  (( ياايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ))


وقال الله تعالى في سورة لقمان  ((واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور  ))


وقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) .


وقوله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وان أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)

وقوله عليه السلام : ( ما يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة )

وقوله صلى الله عليه وسلم : (يقول الله عز وجل : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه (عينيه ) فصبر عوضته منهما الجنه )

وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( من كظم غيظاً وهو قادرعلى يُنفذه دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق يوم القيامه حتى يخيره من الحور العين ما شاء )

فالصبر فضيلة يحتاج إليها المسلم في دينه ودنياه، الصَّبْرُ ضِيَاء وشعار الصالحين.

 ولنسال الله تعالى أن يلهمنا الصبر في السراء والضراء وفى العسر واليسر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد