سوريا الأسد والحقائق المذهلة

mainThumb

02-06-2011 12:27 AM

ملفات النظام السوري حافلة بالقمع والرعب وسفك الدماء لأربعة عقود متتالية ، سواء داخل سوريا أو خارجها. ورغم طائفية النظام إلا أن أحدا من مكونات الشعب السوري القومية أو الطائفية أو السياسية لم تفلت من بطشه بما فيها الطائفة النصيرية ذاتها والمنتمي اليها أركان النظام السوري التي يجري تخويفها من محيطها وتخوينها كلما حاولت الاحتجاج على أوضاعها البائسة ، ومن يطلع على تجليات الحقائق سيكفيه التساؤل عن مصير آلاف المفقودين والمنسيين في السجون السورية أو الملايين المشردة في العالم هربا من دموية النظام. حصيلة النظام السوري في الفساد والإفساد وخراب البلاد تفيض عن الحاجة سواء في السياسة أو الاقتصاد أو التجارة أو التعليم أو الثقافة أو الأمن أو العسكر أو التنمية أو الحكم أو الاستثمار أو الحريات الخاصة والعامة ...




 أما ملفاته في إلحاق أبلغ الضرر بالأمة فلا تخفى على أحد بدءً من الهيمنة على لبنان وضرب كافة القوى الوطنية والفلسطينية مرورا بابتزاز دول الخليج ماليا وانتهاء بالقتال تحت الراية الأمريكية والتحالف مع حزب الله وإيران الصفوية التي تطوعت في تسهيل احتلال أفغانستان واقترحت على الأمريكيين تكرار التجربة في العراق كما يقول الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي. بلغة سايكس – بيكو ، التي تروق لدعاة الممانعة والمقاومة والصمود والتصدي ، فالمعطيات المتوفرة عن كوارث النظام في شتى المجالات هائلة ومفزعة. وفي السياق يكفي ملاحقة النظام لمعاينة بعض الجرائم داخل سوريا أو خارجها .. جرائم سفكت أو تسببت بسفك دماء مئات الآلاف من البشر ..




جرائم نضعها، كما يرغب دعاة الممانعة والمقاومة، في ميزان المصلحة وليس في الميزان العقدي أو حتى الأخلاقي لنرى أية مصلحة وطنية أو قومية تحققت من المراهنة على النظام. فالنظام السوري هو الذي فتك بمدينة حماة حين قتل سنة 1982 في 17 يوم فقط أكثر من ثلاثين ألف مواطن. وهو الذي فتك بسجناء تدمر (27/6/1980) في مذبحة ذهب ضحيتها 813 سجينا أمكن معرفة أسماءهم. وهو الذي أوقع مذبحة أخرى ضد نزلاء سجن صدنايا ( 2008 ) الذين تمردوا على دوس المصحف الشريف، وذهب ضحيتها أكثر من 200 سجين، واستمرت وقائعها لأربعة أشهر وسط تكتم إعلامي رهيب، وتجاهل تام من القوى السياسية والاجتماعية خاصة تلك التي تتبنى المقاومة والتحرر من الظلم والاستعباد والاحتلال. النظام السوري أكثر من تلقى الإهانات من إسرائيل في عمق سوريا، وفوق القصر الرئاسي دون أن يرد مرة واحدة إلا ببيانه التاريخي المخزي والمذل والذي لم تتغير مفراداته منذ 35 عاما: « سوريا هي من يحدد مكان وزمان المعركة وسترد في الوقت المناسب ولن تسمح لأحد أن يفرض عليها زمان المعركة»!!!




 فأي مقاومة يتحدث عنها هذا النظام والأمة ما زالت تنتظر الرد، على الأقل، كرامة لأهل سوريا، ولو من باب ذر الرماد في العيون!!!! النظام السوري هو من أسقط هضبة الجولان خلال حرب العام 1967 وسلمها لقمة سائغة لإسرائيل، ثم حظر على أية جماعة مقاومة الانطلاق منها سواء لمقاتلة إسرائيل أو لتحريرها. وهو الذي أمَنها للعدو منذ احتلالها وإلى يومنا هذا دون أن يطلق منها طلقة واحدة خاصة بعد حرب العام 1973 حتى اشتهرت بكونها أشد الجبهات الساخنة برودة وأمنا. ومنذ هذا التاريخ، أيضا، لم يطلق النظام السوري أية طلقة باتجاه إسرائيل إلا إذا أجبرت إسرائيل بعض وحداته على ذلك في لبنان وليس في سوريا. وتبعا لذلك لم يخض أية حرب ضد إسرائيل.





النظام السوري تحالف مع جميع القوى الوطنية الفلسطينية واللبنانية وطحنها في نفس الوقت. فهو من تحالف مع الفصائل الفلسطينية ثم انقلب عليها وضربها ببعضها. وهو من أشعل الحرب الأهلية في لبنان. وهو من نفذ سلسلة من الاغتيالات ضد رموز الحركة الوطنية اللبنانية من كمال جنبلاط إلى معروف سعد. وهو من نفذ سلسلة اغتيالات لبعض قيادات الفصائل الفلسطينية. وهو عراب حرب السنتين ( 1975 ، 76). وهو من حاصر مخيم تل الزعتر لمدة 54 يوما ثم فتك به وقتل الآلاف من الأبرياء، عبر راجمات جراد ذات الأربعين صاروخا والتي بالكاد تسلمها من الاتحاد السوفياتي، موقعاً خمسة آلاف قتيل من شتى الأعمار.




 وهو من تحالف حتى مع حزب الكتائب اللبنانية المتحالفة مع إسرائيل ، وهو من ضرب حركة أمل الشيعية ثم تحالف معها ومع حزب الله وضربهما بالحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط ، وهو من حاصر، بواجهة حركة أمل، مخيمات برج البراجنة وصبرا وشاتيلا سنة 1985 وارتكب أفظع المجازر بحق الفلسطينيين الذين لم تجف دماءهم بعد من مجزرة صبرا وشاتيلا سنة 1982. وهو من شق منظمة التحرير الفلسطينية صيف العام 1983 وقتل أشهر وأنظف العسكريين الفلسطينيين، سعد صايل، في البقاع اللبناني، و علي أبو طوق وسمير الشيخ وغيرهم من ضحايا غدر النظام السوري الهمجي. نظام لم يقدم أي عون للفلسطينيين واللبنانيين خلال الغزو الإسرائيلي سنة 1982، لكنه شن، عبر أدواته الفلسطينية، حربا طاحنة ضد آخر معقل للفلسطينيين في البقاع اللبناني وطرابلس شمالا صيف العام 1983. ونجح فيما لم ينجح به الغزو الإسرائيلي في القضاء على آخر وجود سياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان.




بل أنه سحب لواءين من جنوده خلال الغزو تحت القصف الجوي الإسرائيلي ، دون أي غطاء أمني أو جوي، لتتفحم جثثهم على طول طريق ظهر البيدر ..وهي جريمة نكراء بحق الجيش السوري وكانت مجزرة قتل بها أكثر من 3000 جندي . قائمة طويلة من الجرائم والغدر لا تتسع لها في عالمنا العربي والإسلامي إلا جعبة النظام السوري ووحشيته .. نظام انفرد بالتحالف مع حسني مبارك والأمريكيين في قتال العراق ( 1991) وما زال يزعم بوقاحة وصلافة هو وأنصاره أنه نظام ممانعة ومقاومة .. نظام تظاهر ضده أهالي الجولان في سوريا وتحت الاحتلال ونزعوا ثقتهم به وانتصبت ظهورهم رفضاً وانتصارا لبني جلدتهم حتى لا يمتطيها كما امتطى، ولمَا يزل، ظهور الفلسطينيين وقضيتهم، لانتزاع شرعية سقطت في الداخل والخارج وتحت الاحتلال، ومع ذلك ثمة من يدافع عنه باستماتة!!!




 نظام لا يمتلك الأدوات والوسائل التقليدية في مواجهة الاحتجاجات الشعبية، ولا هو بحاجة إليها منذ استيلائه على السلطة سنة 1963. فمنذ اللحظة الأولى لمظاهرات درعا أطلق النار على المتظاهرين دون تردد. وحظر على وسائل الإعلام، كالعادة، تغطية الأحداث، وساق الأكاذيب التي تشمئز من هول فجورها مردة الإنس والجن. نظام وصف شعبه بالمتآمر والخائن كما فعل القذافي في وصف شعبه بـ « القطط والجرذان»!!!




وذهب لما هو أبعد من ذلك في إرهاب شعبه عبر توثيق عمليات القتل والإهانة وقطع الأرجل وأبشع أساليب التعذيب حتى ضد الأطفال، وبثها على وسائل الإعلام وإلصاقها بجماعات مسلحة مزعومة من هذا الصنف أو ذاك .. نظام طائفي وَجِسْ نجس شرير يخشى، إلى حد الهستيريا، كل من يحيط به. فلم يجد إلا تعبير « المؤامرة » كي يتوارى به خلف دمويته. وهو تعبير مرادف لتعبير « الفوضى الخلاقة» الذي جاء به دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق بديلا عن تعبير « المؤامرة» الذي لم يعد يجد له حتى موطئ قدم إلا لدى صانعيه السوفييت وورثتهم من الروس الذين يصرون، دون غيرهم من البشر، على الترويج للدور الأمريكي المشبوه في تفجير الثورات العربية. حرام أن يوجه النظام رصاصة أو قذيفة مدفع طوال40 عاما ضد إسرائيل .. وحلال عليه أن يصوب رشاشاته ودباباته ومدافعه نحو الصدور العارية فضلا عن أن تداس الظهور بالأقدام. مئات من الأبرياء قتلوا وسحلوا في الشوارع، بيد قوات الأمن وشبيحة النظام ولصوص الإجرام وقطاعي الطرق ، وليس في ساحات الممانعة والمقاومة. فمع فجر يوم الاثنين (27/4/2011) اقتحمت دبابات الفرقة الرابعة خلسة مدينة درعا البلد بعد أن سمحت إسرائيل بدخولها لذبح الدرعاويين لأن إتفاقية الهدنة تنص على عدم تواجد الدبابات السورية غرب الطريق درعا دمشق ، وشرعت بقصف وحشي طوال يومين خلًف مئات الشهداء وآلاف المعتقلين والمصابين في الشوارع دون أن يجرؤ أحد على إسعافهم. وعلق مصدر عسكري مسؤول، بحسب رويترز، على الهجوم الوحشي بالقول أنه جاء: « استجابة لاستغاثة أهالي المدينة»!!!





 فممن يستغيث أهالي درعا بالجيش؟ وأية استغاثة يقدمها الجيش لأهالي المدينة حين يقطع عنهم الكهرباء والمواد الغذائية والطبية ويدمر خزانات المياه فيها ويعزلها عن العالم؟ وما شأن المزروعات المثمرة حتى يحرثها بدباباته وآلياته ، وما شأن القتل للأطفال بدم بارد ، وما شأن قتل النساء في درعا وترويع الأهالي ، وما شأن حمص وبانياس ودوما وجبلة واللاذقية وغيرها من المدن والقرى التي تحاصرها الدبابات؟ هل استغاثت هي الأخرى بالجيش ليفتك بها حباً وكرامة بأهل الممانعة والمقاومة؟ لقد فعل الأسد وعصاباته في المدن السورية الثائرة ، مالم يفعله التتار والمغول في سوريا . استخفاف مقرف بعقول البشر .. لا حدود له إلا عند من يظنون، عبثا، أنهم يدافعون عن نظام الممانعة والمقاومة ضد شعب يدفع ضريبة شديدة القسوة من أجل مصالح موهومة ومشاريع غادرة لم تجني منها الأمة إلا الهزيمة تلو الهزيمة!!!




لكن إذا أصر هؤلاء على دعوتهم فليقولوا لنا من المسؤول عن شلالات الدماء المسفوكة ظلما، وملايين المشردين، وعشرات آلاف المفقودين، وعذابات أهل بلاد الشام من القهر والرعب وكل هذه المخازي والكوارث؟ من المسؤول عن قتل العشرات من الأبرياء يوميا؟ وعن تعذيب الأطفال وقلع أظافرهم بوحشية لا يمكن أن يتصف بها إلا من يستحقون، لقاء بشاعة فعلتهم، أشد أنواع العقاب والعذاب؟ أسئلة لأهل الممانعة:هل لديكم من العقل والدين والمشاعر لتتخيلوا مدى الألم الذي تعرض له أطفال درعا وفظاعة ما تلقوه من تعذيب لمّا انبرت حناجركم وأقلامكم في إصدار البيانات المزورة والمهرجانات المخزية والتصريحات المدوية والتحذيرات الصاخبة عن وجود مؤامرة على سوريا؟ هل هؤلاء الأطفال من أهل المؤامرة أم أهل الممانعة !!!!؟




 وإذا كان هذا هو حال الأطفال؛ فهل لكم أن تتخيلوا ما يصيب الشباب والنساء والشيوخ وهم تحت الاعتقال والتعذيب؟ لو كانت ضمائركم حية .. وقراءتكم صحيحة .. وتخليتم عن أنانيتكم .. ومزاعمكم في المصالح الساقطة.. لأدركتم أن نظاما دمويا .. وحشيا .. وفاشيا .. لا يمكن أن يهبكم حرية انتزعها من أعماق كل فرد .. أو يحقق لكم أمناً زرع محله جبالا من الخوف في شعبه .. أو يجلب لكم كرامة اغتصبها من أهلها .. أية مشروعية تستحقها مقاومة تستمد ديمومتها من شعب يسقط منه كل يوم عشرة شهداء على الأقل؟ أي مقاومة هذه التي تروم التحرر من الظلم بينما تعلن وقوفها إلى جانب نظام يسوم شعبه ألوان العذاب؟ وأي نظام هذا الذي يدعم المقاومة بينما يحرك دباباته ضد شعبه ، وأرضه المحتلة على بعد كيلومترات؟!!!




هل عقمت النساء في سورية ، إلى هذا الحد، أن يلدن عقلاء يتحلون بالشجاعة في قول الحق وردع الباطل؟ لا شك أنكم تابعتم سيول الكذب والجبن وفبركة الأشرطة المرئية أو تصويرها وبثها لإرهاب الشعب السوري ووأد ثورته. فهل شعرتم بحقيقة النفاق الذي تعيشونه؟ أو بحجم المهانة التي عليكم ابتلاعها؟ أم راقتكم تخاريف النظام، وقرّت أعينكم على مصيرٍ باتت تتقاذفه الدماء الغزيرة لأهل درعا وحمص وبانياس واللاذقية ودوما وجبلة والبيضة وتلبيسة ونوى وجاسم وانخل والمسيفرة والحراك والصنمين ونمر والحارة والغاريات وإزرع وخربة غزالة والطيبة والنعيمة وصيدا وكحيل وبصرى وغصم ومعربة وحماة ودمشق والدير وتلكلخ والعريضة وادلب وريف دمشق والقابون والقامشلي والحسكة الخ......؟ ؟ ثورتنا على النظام مستمرة ولن تتوقف أبداً حتى يسقط النظام العميل ، فنحن طلاب حرية وكرامة ولن نرضى عنهما بديلاً أبداً .عاشت درعا وعاشت سوريا والموت للنظام البعثي وللعصابة الأسدية . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد