الحل يا صديقي

mainThumb

09-06-2011 12:19 AM

سألني صديقي يوما ترى أين الحل عندما تشعر أن الفساد قد عم وأن اليأس من الاصلاح بدأ يسيطر على مدى خيالك وبالعكس تبدأ بسؤال نفسك أين مواطن الإصلاح والشعار المرفوع هو الشفافية. ترى أين الحل عندما ترى ان كافة أشكال القوانين توضع لكي لا تطبق ولكن ليتم التفنن بانتهاكها ، والشعار المأسسة. ترى أين الحل عندما تشعر أن هناك مسخ لكل أشكال التراث الأصيل حتى تجد نفسك لا تعرف اين ولدت ولا تستطيع ان تجيب عن ما هي التقاليد المعروفة لأي مناسبة في ميخلتك ، والشعار المحافظة على الهوية. ترى أين الحل ...................... لكل شيء.




قلت له يا عزيزي إننا نعيش مرحلة التناقض بين المكان والمكانة. قلت له يا عزيزي إنه زمن يجرى فيه الناس خلف أصحاب الضمائر المهترئة. بينما ذهب الصادقون ليقفوا بعيدين عن المشهد يتفرجون مقهورين. قلت له يا عزيزي إنه الزمان الذي تقدم فيه المتعالمون على العلماء. قلت له يا عزيزي يا ليت الزمان يعود. قال لي لماذا؟ قلت: زمان يا سيدي كانت الأرض أقرب واطيب وأطهر . زمان كان الخبز من الطابون أنقى بيد طاهرة كيد أمي.




زمان عندما كانت تمطر لتغسل الزيتون ونعرف أن الحر جاء لينضج العنب والتين والمشمش ويخرج الربيع وتحدد مواعيد حرث الأرض. كان لصلاة الفجر أمنها وآمانها وكان للصبح رائحة التين وزقزقة العصافير. عندما كنا نحمل حقيبة الكتب والسماء تمطر ثلجا وتلد البركة ونعرف انه من المستحيل أن ننسى الواجب.




تعلمنا بدون أي شعارات ان الوطن امك وأمك وطنك. زمان كنا نكتب شعر الحب ونكتب للآردن . كنا نحمي أنفسنا من البرد بصوبة الحطب خصوصا بخشب الزيتون ....... وبالاردن. ...... يآه كيف كان دفء الأردن، كأنه طفلك كلما نام اشتقت للعب معه، وعندما يصحو تطلب منه أن ينام ، مساكين اطفالنا. ترى من هو المسكين أنا أم الاردن. كنا نفترش شمس الربيع وكأننا لا نختلف عن الفراش وعن الدحنون فكله طهر بطهر، لا نعرف الحقد ولا نعرف شياطين السياسة. تربينا ان العروبة طهر والقومية وطن.




 لا نعرف ما الديمقراطية ولكن علمنا الاسلام أن لنا حقوقا وعلينا واجبات. زمان كنا نعزف اساطير الحب مع قطف الزيتون وجمع القطين ودبس العنب وصنع الزبيب والخبيصة وكل ما جادت بها الاياد الطاهرة. كنا نعشق نبع الفوار(في قرية سوف) ونشكل الآف القصص ونحن نسقي البستان. كنا نفترش السطوح وتحت الاشجار باحلك الليالي فالأمن قادم من حب الأرض والشجر والقرية والاردن. الحل يا عزيزي أن يعود الزمان أو نعود نحن.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد