السعادة الدائمه (2)

mainThumb

13-06-2011 11:00 AM

في المقال الأول تحدثنا عن السعاده وحقيقتها وعرفنا أن سر السعاده يكمن في الايمان بالله تعالى وحبه وحب محابه والاجتهاد في طاعته وذكره والدعوة اليه (صدق الايمان) ، واذا علمنا ان الايمان هو سر السعاده فلا بد ان نعلم أن القلب مستودع السعاده وأن السعيد هو صاحب القلب السليم من الشهوات والشبهات واذا اصيب القلب بأي من هذه الأمراض أصيب صاحبه بنوع من الشقاوه ، وان السعادة مستقرها في صدر الانسان اينما كان وحيثما حل وصدق من قال( اينما ذهبت فانظر في داخلك فان السعادة منكم والشقاوة منكم).




 القلب السليم ينيب صاحبه الى الله ويتعلق به تعلق المحب المضطر الى محبوبه مع ادراكه بان لا حياة ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور الا برضاه وقربه والأنس به، فيه يطمئن واليه يسكن واليه يأوي وعليه يتوكل وبه يثق واياه يرجو،ومنه يخاف، فذكر الله قوته ومحبته والشوق لله حياته ونعيمه وسروره ولذته والالتفاف الى غير الله والتعلق بسواه داؤه، والرجوع الى الله دواؤه. أما عن السعاده والقدر(الركن السادس من أركان الايمان) ولا يصح ايماننا حتى نؤمن به، والنبي صلى الله عليه وسلم أرشد الأمه في القدر الى أمرين هما سبب السعاده: 1. الايمان بالأقدار فانه نظام التوحيد. 2. الاتيان بالأسباب التي توصل الى خيره وتحجزنا عن شره.




 أهل السعاده ييسرون لعمل أهل السعاده ، وأما أهل الشقاوه ييسرون لعمل أهل الشقاوه ، قال الله تعالى? فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى?الليل 5-10. يتصف السعداء بالقلب السليم والعقل العامل، والفكر الصحيح، والخلق الكريم ولكن هناك صفات مميزه لهم نوجزها فيما يلي: 1.عبادة الله وحده لا شريك له واتباع مرضاته واجتناب مساخطه، قال تعالى(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً ) النساء: 69 و70، وفي الصحيحين(البخاري5111، ومسلم 243)،





عن أبي موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه جعل الناس أربعة أقسام : أهل السعاده وهم ألقسم الأول :أهل الايمان والقرآن وهم خيار الناس ، والقسم الثاني ، أهل الايمان الذين لا يقرأون القرآنن وهم دونهم وأما أهل الشقا وه هم القسم الثالث : من أوتي قرآنا بلا ايمان والقسم الرابع : من لم يؤت قرآنا ولا ايمانا. 2. تلاوة القرآن الكريم مع التدبر والعمل فالقرآن والأيمان هما نور يجعله الله في قلب من يشاء من عباده ،وانهما أصل كل خير في الدنيا والآخره وعلمهما أجل العلوم وأفضلها. 3.الصدق مع الله تعالى ،حيث أمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين، قال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين) التوبة: 119.،




وقد قسم الله سبحانه وتعالى الخلق الى قسمين سعداء وهم أهل الصدق والتصديق ، وأشقياء وهم أهل الكذب والتكذيب. 4. الرحمه، حيث أن الرحمه لا تكون الا في السعداء، عن أبي هريره قال : سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول (لا تنزع الرحمه الا من شقي). 5. العلم الموجب للعمل، حيث لا يعرف الايمان الا بالعلم، ولا يعرف الصدق الا بالعلم،ولا تعرف الرحمه الا بالعلم ولا يعرف عمل الا ويسبقه علم،ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي كبشه الأنماري والذي رواه أحمد والترمذي والحاكم فيما معناه قسم السعداء الى قسمين، وجعل العلم والعمل بموجبه سبب سعادتهما، وقسم الاشقياء الى قسمين ،وجعل الجهل وما يترتب عليه سبب شقاوتهما. هذه الزم صفات السعداء فليبحث من يريد السعاده عن ذلك في نفسه والله المستعان.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد