الفتن الداخلية .. عنوان للمرحلة القادمة !

الفتن الداخلية  ..  عنوان للمرحلة القادمة !

09-07-2011 05:03 PM

يبدو ان الحديث عن دور بعض الاجهزة الأمنية في اثارة الفتن والمحن بين ابناء الشعب الواحد لم يعد امرا يخفى على احد ، فبعد فشلها في تطويق وتطويع الحراك الشعبي المطالب بالاصلاح ومكافحة الفساد لخدمة الفاسدين والابقاء على حالة الضعف والترهل التي تعيشها البلاد ، وممارساتها الأمنية المتمثلة باستخدام عناصر البلطجة في اكثر من موقع ، فقد اندفعت عناصر ضالعة باعمال البلطجة وممارسة الترهيب وبايعاز من عناصر متنفذة لأثارة الفتن بين ابناء الوطن وحتى ابناء العشيرة الواحدة في مختلف المحافظات تحت مسميات مختلفة ، غير آبهين بمصالح الوطن العليا واستقراره وغير حريصين على ديمومة النظام نفسه بل والاساءة لسمعته التي تمارس دون حياء منذ شهور ، فعادت الى تكليف من قامت بتنظيمهم من اجل تحريك تلك العناصر للقيام بدور اجرامي جديد عنوانه اثارة الفتن الداخلية بين ابناء الوطن لضرب وحدة الناس ووحدة هدفهم في المطالبة بالاصلاح ومكافحة الفساد وتحقيق اهداف غير معلنة ، اذ لا يمكن ان تتحرك تلك العناصر وحدها بشكل عفوي دونما اشارة وتلقين في وقت تحتاج فيه البلاد للاستقرار وألأمن والبناء .

 ان ما جرى من محاولة يائسة لاثارة الفتنة بين ابناء الشعب الواحد في عدد من مناطق الوطن ومن ابرزها منطقة حي الطفايلة في عمان بعد ظهر يوم الجمعة ، يعد مؤشرا خطيرا على دور الاجهزة في تحريك تلك العناصر التي وجهت تهديدها باستخدام السلاح ضد ابناء عمومتهم علنا حال انطلاقة المسيرة المطالبة بالاصلاح داخل المنطقة ، سبقه هجوم واثارة فوضى في اجتماع اعضاء الحراك الذي ضم شخصيات من مختلف مناطق الجنوب عموما والذي جرى في منطقة جبل التاج مساء الخميس الماضي ، حيث فوجىء الحضور بدخول عدد من الشباب وقاموا بإطلاق الشتائم والسباب على الحاضرين والتهديد باستخدام الاسلحة للرد على اية مسيرة تنظم يوم الجمعة داخل الحي ، وبالفعل واثناء تنظيم المسيرة التي تحركت في حي الطفايلة بعد صلاة الجمعة فوجىء الناس بعدد من اولئك الشباب ومن ابناء المنطقة انفسهم يقتربون من المسيرة ويحاولون الاحتكاك بالمشاركين بها ومطالبتهم وقف تلك المسيرات التي تجوب المنطقة بشكل حضاري وسلمي طوال الفترات السابقة ، او بهدف اثارة الفتنة والتمهيد لاشتباك واسع ، ورغم الاحتكاك الذي وقع بين المسيرتين المتلازمتين بسبب ملاحقة المسيرة الاصلاحية من قبل تلك العناصر الا ان حكمة وقدرة القائمين على الحراك الشعبي وتطويق الازمة ومنع الاحتكاك معهم قد حال دون حدوث مواجهة دموية كبيرة بين ابناء العمومة انفسهم الذين كان البعض منهم يلوح بالأدوات الحادة والأسلحة النارية وهم يهتفون باسم الملك !!

 الأمر الذي اثار استياء الناس من خارج الحراك من تلك الممارسات البغيظة ودفعهم للمشاركة للمرة الاولى في المسيرة الاصلاحية بحيث تضاعف عددها بشكل لم يسبق له مثيل في تحد واضح لتلك الاعمال المثيرة للفتنة .

ان استمرار المماطلة والتلكوء في اجراء الاصلاحات المنشودة سيدفع الناس للمزيد من التصعيد والخروج الى الشارع بمسيرات ضخمة وبشعارات تصعيدية اكبر لممارسة المزيد من الضغط للاسراع بعملية الاصلاح من جهة ، وللرد على ممارسات تلك الاجهزة التي لجأت الى حد اثارة الفتنة الداخلية بين ابناء الوطن الواحد والعشيرة الواحدة .

 ان اثارة تلك الفتن وهي سياسة لم تنجح مع الكثير من الانظمة التي مارستها بحق شعوبها قد سارع الى وضع نهاية لتلك الانظمة ، واوصلت الامور الى الحد الذي لا تراجع فيه الا بتغيير الأنظمة التي هان عليها الفتك بشعوبها والتعد على كراماتهم ! فاثارة الفتن بين ابناء الشعب الواحد مخطط فاشل لا يجلب معه الا الدمار والخراب ونهاية الانظمه .

 ويتساءل الناس هنا عن الاسباب الحقيقية من وراء اثارة تلك الفتن في مختلف المناطق ان كانت تتعلق بخلق ظروف جديدة وتغييرات دراماتيكية قادمة عنوانها لجم التحركات تنفيذا لشروط واجندة خارجية ، ام ان الأمر يتعلق بتصفية حسابات بين مراكز القوى لإحداث تغييرات شاملة تمس النظام السياسي والديمقراطي برمته ! ام أن الأمر اكبر من هذا وذاك ! حيث كان يخطط لمثل تلك المواجهات ان تحدث في وقت وجود صاحب الجلالة خارج البلاد مما قد يضعه امام تساؤلات واحراج امام الرأي العام العالمي لوقوع تلك المواجهات بين ابناء شعبه على غرار المواجهات بين شعوب المنطقة واجهزتها الأمنية وعناصر الشبيحة في عدد من الدول المجاورة .

هل يمكن لعاقل ان يقنع أن تلك الأعمال والتصرفات الاجرامية تطوع الناس او تخيفهم وتحول دون مطالبتهم بالاصلاح !! وهل يمكن لها ان تخدم النظام وتخضع الناس عنوة للالتفاف حوله !! وهل يمكن للمشاركين بالحراك تكرار ضبط النفس وتطويق الأزمات اذا ما تكررت تلك الفتن في وقت ينادي فيه البعض بحمل السلاح دفاعا عن نفسه !!

 الايام القادمة ستشهد تحولا وتصعيدا لتلك التحركات ، حيث تنوي قيادة تجمع ابناء عشائر حي الطفايلة للاصلاح وبعد الاجتماع الذي ناقش فيه ملابسات ما جرى نشر تفاصيل تلك الفتنة في بيان موسع يوزع على الناس والصحافة والأعلام ، وكذلك دراسة نقل حراكهم الى وسط المدينة من امام المسجد الحسيني الكبير ودعوة القوى والاحزاب والحركات من اجل المشاركة في تلك الاعتصامات ، في ردة فعل على تلك السلوكيات ، وتحت شعارات الحفاظ على الوطن ، ومناشدة الملك التدخل لوقف سياسة اثارة الفتن الداخلية ، وتحميل الاجهزة الأمنية مسئولية تلك الأعمال .

aliharasees@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

بوتين: روسيا تسعى لإنهاء حرب الغرب بأوكرانيا

المنطقة العربية تسجل أشد حرارة في تاريخها الحديث

أسعار الغاز الطبيعي تقفز لأعلى مستوى منذ 2022

وزير العمل: اتجار بالبشر واستغلال عاملات هاربات

غارات إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان بعد تهديدات للسكان

رئيس الاتحاد الكويتي يوضح: حالة حياة الفهد الصحية غير مستقرة

إنهاء الصراع العربي الأسرائيلي أو استمراره بيد الإدارة الأمريكية

تعادل مثير 2-2 بين تونس وفلسطين بعد مباراة حافلة بالندية والإثارة

63 ألف طالب يتقدمون لبرمجية البعثات والمنح والقروض الداخلية

وزيرة التنمية: مكانكم بيننا شعار لدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة

هدم بناية وإصابة فلسطينيين باعتداءات المستوطنين واقتحام الأقصى

لحظة بلحظة .. كيف يهاجم السكر أسنانك؟

ما هي المباراة الأعلى حضورا في بداية كأس العرب 2025؟ .. التفاصيل بالأرقام

وزير الطاقة يؤكد حرص الحكومة على دعم مشاريع تطوير الشبكة الكهربائية

حماس: استشهاد 3 أسرى بسجون الاحتلال يؤكد سياسة القتل المتعمدة