في ذكرى يوم الجيش السوري

mainThumb

15-08-2011 05:41 PM

احتفل الجيش السوري قبل عدة أيام بعيد تأسيسه قبل 66 عاماً ، قائده العام بشار الأسد ، هو يحتل رتبة الفريق التي طارت إلى كتفيه، كما طارت إليه الرئاسة، وهو القاصر عنها، سناً، وكفاية، وإن كانت معلوماته في شؤون الجيش، لن تزيد عن معلومات أيِّ مجند أمي ..!  هذا القائد المجرم ابن المجرم من عائلة آل الأسد  المجرمين الذين استولوا على السلطة بالقوة والغدر واللؤم والخسة ، هو الذي يذبح بشعبه اليوم ، يقتل الآلاف من الأبرياء المسالمين  ويجرح ويعتقل ويعذب عشرات الألوف ، ويقصف المساجد ويتدرب جنوده على قصف المآذن والقبب ويتسلون بإظهار مهاراتهم القتالية ودقة رمايتهم مستأسدين على شعبهم الأعزل رجالاً ونساءً وأطفالاً ورضعاً .

 


ويوم الجيش السوري، كان يوماً منتظراً من قبل "العساكر" الدراويش، حيث قد يقدم لهم- في بعض القطع العسكرية الأقل سرقة وفساداً- إن وجدت- ما يمكن أن يعد استثناءً في تاريخ خدمة العسكري،ويستحق التدوين في سجل مذكراته، ربع دجاجة، ونصف تفاحة، وقطعة من الحلويات الرخيصة، وهو اليوم الذي يعدّ مأساة لمحاسب القطعة العسكرية، وسادته الضباط اللصوص، كل بحسب طول يده، وإن كانت هناك قطعات عسكرية لن يعرف عسكريوها عن هذا العيد، إلا من خلال ما يقرأ على مسامعهم من برقيات جافة، يسمعونها، رغماً عن أنوفهم، تمجد القائد الملهم  وتعتبره إلهاً يعبد من دون الله تعالى ، وأن الربع دجاجة هي من مكارم وعطايا الزعيم الأوحد لأن اللحم والدجاج لا يذوقه الجندي السوري الا في بيته ، فقد تعود على البرغل والعدس والخبز اليابس .


والجيش السوري الذي تأسس قبل ستة وستين عاماً، في الأول من آب اللهاب، لا يزال بالرغم مما يعانيه من فساد، وأدلجة خاوية، مثلاً في الوطنية، والشهامة، والنبل، والولاء للوطن والشعب، وإن كان قد انحدر تحت ثقل تحوير أهدافه السامية، في الدفاع عن أرض الوطن، والسعي عن استعادة ما سلب منه، إلى الحضيض، والولاء للقائد، الضرورة، من دون أن تتاح له الظروف، وعلى امتداد عقود عمره، أن يعيد ولو شبراً واحداً مما احتل من قبل الأعداء و بيع من الأرض السورية الغالية، رغم أنه يدعي في كل مناسبة بأنه نظام الممانعة والصمود والتصدي.


قصص فساد الجيش كثيرة، ومما قد يبدر إلى بال كل مواطن مطلع: عمل مجموعات من الجنود، كرقيق سخرة، في مزارع أكثرية الضباط ، ذوي السطوة والنفوذ، صغاراً، من خلال رتبهم، أم كباراً،من خلالها، لا فرق، أو دفع المجند راتباً شهرياً لأحد الضباط، ليخدم جنديته في بيت أمه، وهناك من كان يفضل العمل في مجال شاق على تقديم راتبه الشهري لمعلمه .


لقد وجدنا في العام 2004 عندما حاصر الجيش السوري المدن الكردية، كيف أن العساكر كانوا يتوسلون الأهالي لإعطائهم رغيف خبز، أو وجبة طعام، وهو ما يتم الآن، في الكثير من المدن السورية، وإن كان هذا المجند يضطر لتوجيه "سبطانة" رشاشه، إلى صدر من يقدم له الرغيف والحب، كما يحدث –حالياً- في مدينة حماة، الأبية، وفي البوكمال، حيث يترافق عيد الجيش، مع الفاتح من رمضان، وفتح المدن الوطنية، إذ يعلن عن نجاح الجيش في الوصول إلى هذه المدينة أو تلك، وكأنه استرد الجولان، وكليكلة والإسكندرونة .


إن الجيش السوري الذي نريده لمواجهة محتلي أرضنا، بات مهيض الجناح،ذليلاً، مزجوجاً في مهمات غير نبيلة، وهو مُكره على ألا يلعب دوره الوطني، في الحفاظ على أمن المواطن، إذ لا مسوِّغ لوجوده إن كان ثمة خلل في هذا الأمن، فما بالك، إن كان مكرهاً، ليكون أداة في ذلك ...!
لقد استطاع الجيش المصري، أن يعطي صورة عالية عن وطنيته، عندما كان يحول دون اعتداء "البلطجية" على متظاهري ساحة التحرير، ولعب دوراً حاسماً في حقن دماء المواطنين، والحفاظ على المعادلة الوطنية، لذلك بقيت صورته ناصعة، على امتداد مسيرة الثورة حتى لحظة نجاحها، وهوما يفتقد إليه الجيش السوري الطائفي الذي خاض مهمة غير نبيلة، لقتل المواطن السوري، وكتم أنفاسه، وانتهاك كرامته، وهو ما شوَّه صورته- وهو المقدس- في الذاكرة السورية، ليدفع المواطن السوري- مستقبلاً- إلى أن يصرّ أن يكون موقع الجيش الثكنة، لا الشارع، وهو ما سينهي مرحلة "العسكرة" التي التهمت الحياة، منذ مرحلة ما يسمى ب "طلائع البعث"، ومروراً بمرحلة ما يسمى ب" شبيبة الثورة"، و"التدريب العسكري " ، وحتى في الرمق الأخير من حياة مواطننا، المهدد بالخدمة الاحتياطية، في جيش يستنزف باسمه كل الاقتصاد السوري، وهو جائع، جانح، قسراً .....!


إن الجيش السوري، وهو يحتفل بعيده السادس والستين، وسط انتفاخ وتنتن جثث مواطنينا في المدن المحاصرة، غدا في أصعب اللحظات من عقود حياته، المريرة، ما دام أنه عجز عن أداء مهماته الجسام، وهذا ما نتن رائحته- وهو البائس - المقود- لا القائد، الأسير، وسط تراتيبة تنظيمية، أوهنته، وجعلته على مفترق الطرق، لا سيما وأن السواد الأعظم منه- هم من غير المنتفعين- الأمر الذي ضاعف حالة الاحتقان، والتذمّر، والهمس، بالرغم من الحالة الأمنية، الرهيبة، ومئات حالات الإعدام الميداني، خاصة وإن كثيرين يؤكدون انقطاع أخبار أبنائهم العساكر عنهم، ما يوحي بأن هذا الجيش أمام مرحلة جديدة، تنتظره، بعد أن بات يرفض الإذعان، على نحو علني، و صار يخرج من قمقمه، ليكون محور معادلة القوة، والشكيمة، والبأس الوطني .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد