في ذكرى وفاته .. أسرار سمير غانم

mainThumb
سمير غانم

20-05-2025 06:46 PM

السوسنة- في مثل هذا اليوم، 20 مايو، تحلّ الذكرى الرابعة لرحيل نجم الكوميديا الكبير سمير غانم، الذي غادر عالمنا عام 2021 بعد مسيرة فنية حافلة بالضحك والإبداع دامت أكثر من خمسين عامًا.
ورغم الشهرة الواسعة التي نالها خلال مشواره، تبقى بعض الجوانب في حياته الشخصية والفنية غير معروفة للكثيرين.

من أبرز تلك الجوانب أن بداية سمير غانم لم تكن فنية على الإطلاق؛ فقد التحق في شبابه بكلية الشرطة، لكنه لم يستطع التأقلم مع الحياة العسكرية، فتركها، لينتقل إلى كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية. وهناك، بدأت موهبته في التمثيل تتبلور من خلال عروض المسرح الجامعي، وكانت تلك بداية طريقه نحو عالم الفن والكوميديا الذي أصبح أحد رموزه الخالدين.





-كان سمير غانم يملك دفترًا صغيرًا يحتفظ به دائمًا، يدون فيه ملاحظاته وأفكارًا عن الشخصيات الطريفة التي يقابلها في حياته اليومية، وقد استوحى منه العديد من الشخصيات التي أضحكتنا لسنوات، من بينها شخصية “فطوطة” التي لم تكن مخططة، بل وُلدت أثناء بروفة عفوية، حين ارتدى بذلة صغيرة وبدأ في تقليد طفل خيالي، فتحوّلت الفكرة إلى واحدة من أنجح الفوازير في تاريخ الشاشة.


-ورغم النجاح الساحق الذي حققه، لم يكن سمير يحب مشاهدة أعماله بعد عرضها، وكان دائمًا يقول إن الجمهور هو الحكم، وأنه يكتفي بردود الأفعال في الشارع، أما هو فكان يخاف من أن يرى أخطاء لم ينتبه لها أثناء التصوير، فكان يفضّل الابتعاد عن إعادة المشاهدة.

-في كواليس الوسط الفني، كان معروفًا بقدرته الفريدة على تقليد كبار الإعلاميين والسياسيين بدقة مذهلة، لكنه اختار ألا يقدّم هذا النوع من التقليد على الشاشة احترامًا للعلاقات ولحساسية الأوضاع السياسية، واكتفى بإبهار أصدقائه في الجلسات الخاصة فقط.


-ورغم العروض المغرية التي تلقاها للانضمام لمسرح الدولة بعد نجاحه مع فرقة “ثلاثي أضواء المسرح”، فإنه فضّل الاستقلال الفني وحرية التجربة، مؤمنًا بأن الكوميديا الحقيقية تولد من الشارع، ومن التفاعل الحر مع الناس.


-في واحدة من المواقف التي تدل على عمق إحساسه الفني، رُوي أنه رفض المشاركة في إعلان تجاري ضخم رغم العرض المالي المغري، لأنه لم يرَ فيه مضمونًا يليق باسمه أو يضحك الجمهور من قلبه، وقال بصدق: “مش هعرف أضحّك الناس بالإعلان ده.. ضميري مش مرتاح“.

-من المدهش أن كثيرين لا يعرفون أن صداقة قوية كانت تربطه بالنجم الراحل أحمد زكي، فقد كان يرى فيه ممثلاً عبقريًا، وكان يقول عنه: “زكي كان بيغيّر أوكسيجين المكان أول ما يدخل”، وكانا يتبادلان النقاشات الطويلة عن التمثيل والحياة، رغم اختلاف مدرستهما الفنية.

-أما عن لحظة الرحيل، فقد كشفت عائلته أنه أوصى بعدم إقامة عزاء رسمي ضخم، مؤكدًا: “أنا طول عمري بسيط، وعايز أمشي كده“، وبالفعل احترمت الأسرة وصيته، واقتصر العزاء على الأهل والمقربين.

رحل سمير غانم جسدًا، لكنه ترك وراءه كنزًا من البهجة، وتجربة إنسانية فنية ستظل مصدر إلهام لأجيال قادمة. لا يمكن الحديث عن الضحك في مصر دون أن يُذكر اسمه، ولا يمكن أن تمر ذكرى وفاته دون أن نستعيد تلك الروح التي زرعت البسمة في وقت عزّ فيه الضحك.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد