روحي كانت في معزل عن جسدي
لم أكن أنا الذي يمشي. كانت قدماي ترشدانني، لا أعلم بأي دافع، لكن المهم أني كنت أمضي في وجهتهما، بينما روح الكمان تمتطي كتفي الأيسر.
مررتُ بزقاقٍ تفوح منه رائحة الخمر، فصاح أحدهم من بين الجموع مشيرًا إلى جليسه:
"تعالَ يا مايسترو، اعزف لنا، وهذا سيرقص!"
ردّ الآخر:
"لا، لن أرقص. أنت ذو خصر سمين، فارقص أنت!"
مضيتُ، وتركتهم يتجادلون فيمن سيرقص على مقطوعاتي... التي لن أعزفها لهم.
شارعٌ يلفظني، وآخر يتلقّفني، حتى وجدتُ نفسي جالسًا على العشب. لا أعلم لماذا تركت المقاعد وجلست هناك.
وضعتُ الكمان أمامي، وأخذتُ أحرّك أصابعي... حضنت الكمان واستأنفت العزف، متجاهلًا ثناء المارة وسخرية بعضهم.
كنت أعزف كأنني كائن في عالمٍ آخر.
أقول في جنّة، ولكن ربما سيكفّرني بعضكم...
لا أعلم كيف جلس بجانبي حبيبان، على بعد متر مني، وبينهما ربع متر فقط. كان عليهما الخجل... خجل اللقاء الأول.
رفعتُ وتيرة العزف، لا من أجلهما، بل من أجلي.
كنتُ أريد أن أتطهّر، أن أغتسل من الآخرين... ومني.
شعرتُ بدبيب النمل على جلدي، وأناملي تعزف، بينما روحي تظلُّ في معزلٍ عن هذا الجسد الذي أقطنه.
ما عاد الناس هم الناس، ولا العشب هو العشب.
كل شيء بدا مختلفًا.
ثم... صوت طبلٍ ينسجم تمامًا مع إيقاعي.
استدرتُ يساري، فرأيتها... حسناء ذات وجهٍ ملائكي.
كأنها حدج من الحسنوات، أو كمضرحيٍّ يحلّق في الأعالي.
ابتسمت لي، فابتسمتُ لها.
واصلتُ العزف، مؤجلًا مهمة التعرّف عليها إلى ما بعد.
كنتُ مستمرًا في نشوتي...
لو أن الحياة مقطوعة لا نهاية لها، لعزفتُ إلى الأبد. عزفٌ سرمديّ، حتى تتورّم أناملي أو تحترق أو تتقطع... أعزف فقط.
الحبيبان اقتربا من بعضهما، والتقت أيديهما.
كانا في عالمٍ آخر... نقلهما العزف إلى فضاء مختلف.
اشتدّ العزف أكثر.
مالت الحبيبة بعنقها على كتف الحبيب، وخفّضت صاحبة الطبل الإيقاع.
رمقتها بنظرة حادة... لكنها ابتسمت أكثر، وخفّضت الوتيرة مجددًا.
نظرتُ إليها من جديد، بنظرة أشدّ، فجأة...
ضربة... تلتها ضربة.
ويداَي اللتان كانتا في معزل عن جسدي، أخذتا تعزفان بعنفٍ كبير.
تعانق الحبيبان، انجلى الخجل، وخرجت الصورة من الصورة.
أنهيتُ العزف، والتفتُّ إلى صاحبة الطبل... فلم تكن هناك.
سألتُ الحبيبين عنها، لكنهما لم يجيبا سوى بكلمات إطراء.
تأكدتُ أن "الصورة خرجت من الصورة".
سأعزف مرة أخرى... حتى أعتذر لها.
الموازنة تضع النواب أمام مدى قدرتهم على استعادة ثقة الشارع
أبو جزر يستلهم من والدته النازحة بغزة روح الإصرار لقيادة الفدائي
فيتامين C يقلل أضرار الغبار الدقيقة على الرئتين
عشرات المسلحين يسلّمون أنفسهم للأجهزة الأمنية التابعة لحماس
غوغل وآبل تحذران مستخدميهما من تهديد سيبراني عالمي
تراجع معاملات تملك العقارات لغير الأردنيين 13% خلال عشرة أشهر
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
104 اجتماعًات للموازنة: جهد برلماني استثنائي .. فهل يكفي لتغيير المسار؟!
الهلال الأحمر الفلسطيني: شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في قلقيلية
تحسن مطري في البادية رغم بقاء المعدلات دون المستوى الموسمي
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
إصابة طفل بشظايا رصاص الاحتلال الإسرائيلي في برقين غرب جنين
أمطار الخير تنعش التفاؤل الزراعي وترفع تخزين السدود
اللجنة الوطنية لشؤون المرأة توصي برفع تمثيل النساء وتجريم العنف
وزارة البيئة تعلن عن حاجتها لتعيين موظفين .. التفاصيل
وظائف حكومية شاغرة ودعوة آخرين للمقابلات الشخصية .. أسماء
وظائف حكومية ومدعوون للمقابلة .. الأسماء والتفاصيل
أوبن إيه آي تعتزم إدخال تحسينات على تشات جي بي تي
الإنفلونزا تهديد صامت في الأردن بلا بيانات دقيقة
الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية
قفزة كبيرة بأسعار الذهب في الأردن
مديرية الأمن العام تطلق خدمة التدقيق الأمني للمركبات
شيرين تحسم الجدل حول اعتزالها وإفلاسها



