الثورات العربية والحالة الليبيه

mainThumb

30-08-2011 11:06 PM

 تناقضات عجيبة للثورات العربية الحديثة فمن ثورة تونس أصل الشرارة الى إسقاط أوراق القذافي تمر الحالة العربية ضمن اطر عجيبة وغريبة فأهل مصر وتونس هم من قاوم النظام بشكل سلمي بل سجل أهل مصر نموذج لن ينساه لها التاريخ بإسقاط اكبر عميل للعدو الصهيوني لها بالمنطقة العربية عامة والعالم خاصة وهنا لنعرج قليلا على ما يحدث بليبيا فمن اسقط ورقة العمالة والخيانة   ومن انتصر وهل ادخلت ليبيا بتناقضات جديدة ضمن المنظومة الحالية بثوب جديد فمعمر القذافي طوال فترة ترأسه لليبيا لم يهادن او يسالم الصهيونية العالمية بالرغم من علاقاته الغير محموده من الثورة الفلسطينية إلا انه كان يعتبر رقم صعب إذ لا ينسى مواقفه من القيادات الفلسطينية وسعيه الدائم لاحتوائها بطبيعته الشخصية او الثورية كما كان يدعي  التي تتفنن باحتواء كل الأشياء والتاريخ لن ينسى القيادات الفلسطينية  المميزة التي كان له دور مهم باغتيالها خلال فترة الثمانيات والتسعينيات من القرن الماضي الا انه كان رقم صعب للصهيونية وللامبريالية الأميركية بالرغم من سعيه بالسنوات الماضية من تقمص ثوب الرجل المسالم والكريم بالمال الليبي ودفعة للملايين الدولارات من اجل مواقف اتخذها بمرحلة صفاء وعداء للغرب فمعمر القذافي كان ذا تركيبه ديماغوجية ومتعصبة يصعب القياس او البناء على تركيبته كان يلصق لنفسه لقب ثوري  وهي صفة تلصق على معظم قادت الثورات اليساريين ( فكان يسارياً أممي تارة وأخرى إقليمي على مستوى قارة إفريقيا وكثيراً يعربي حتى النخاع وفترات كثيرة إسلامي من الطراز الأول فقد عرف عنه حفظه للقران الكريم وإقامة للعديد من الصلوات بإفريقيا ) دعم المعارضات في كل مكان حتى الهنود الحمر بالولايات المتحدة الأمريكية وبقي محافظاً على رقمه الصعب  ولم يستطاع تدنيس التراب الليبي .

 

الشعب المصري والتونسي استفاد ثوراته من تناقض  تلك الأنظمة مع الجيش  ووقفت معها حتى انتصرت أما الحالة الليبية فقد وقف الجيش مع معمر نظراً لتركيبة الرجل القريب جداً من الجيش والأمن بنفس الوقت فأولاده من أبناء المعسكرات في حين أن أبناء حسني مبارك من التجار ورجال الأعمال وزين العابدين بن علي كان جل عمله هو وزوجته بناء زخم اقتصادي ومالي على حساب الجيش دعم النظامين الأمن بقوة إلا أنهم تناسوا أن رجل الأمن هو إنسان وابن البلد ويعربي وهنا انقلب السحر على الساحر بتناقض جديد ضمن بوتقة حكم فاسد تقوم على مبدأ أنا وخلفي الطوفان .

 

إن الثورة المصرية يسجل لأسماء محفوظ  الفتاه التي لم يتجاوز سنها الخامسة والعشرين بارقة أمل للجيل الجديد من الشاب المثقف والواعي لما يدور حوله من أحداث فالإنسان المصري ليس رقم بل قبل كل شيء إنسان إنها تدرس بجامعة خاصة هذا يدل أنها ليس من الطبقة المقهورة بمصر بل ممن تعيش بوضع مالي جيد وهنا خلق التناقض الشعبي الجديد الشعور بالأخر  (يقول رسول العالمين والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم   )    هنا كان الهم المصري هم تأمين قوت يومه للمواطن العادي

 

إن الثورة التونسية التي كان نورها البوعزيزه بجسده الذي أشعله من اجل قوت يومه وابقاء عرباته تبيع  تجاهل  زين العابدين تلك العرباه  كما  تجاهل الشارع التونسي وعاش لنفسه وداس بقدمه كل المشاعر الإنسانية ورهن نفسه لزوجته ليلى الطرابلسي التي كان لها الدور المباشر بإسقاطه من  كرسي داس من اجله على كل الأعراف والقيم

 

إن الحالة  الليبية إن جاز لنا  تسميتها ثورة ليبية عاش بمخاض وتناقضات مختلفة فبدأت شعبية مطالبه بحقوق مدنية إلى ان تطورت وتحولت إلى  مقاومة مسلحة لمعرفتها لطبيعة العقيد معمر القذافي رجل التناقضات لجئت إلى العالم الخارجي ودعمت بقوة من حلف الناتو الذي تفنن بضرب القوة الليبية بكل معانيها ففتحت خزائن المال الليبي للغرب بقدرة قادر فمن كان يرجو رضاء القذافي بالأمس ها هو اليوم بقوم بضربه بعقر دارة ونهب ثروات بلده فان كانت الحالة الليبية ثورة وتعريف الثورة ( تغير الواقع الفاسد بواقع جديد أفضل منه بقوة ثورية  )  فهل واقع ليبيا بالسابق فاسد وأي فساد هو هذا الواقع رجل مليء بالتناقضات الا انه كان يقول لا ........ رهن ليبيا لعائلته طوال حكم كان يقول عن نفسه انه قائد ثورة  وهل الواقع الجديد سيكون حلف الناتو ونقلب الحقائق من جديد عدو عدوي صديقي  ولنفكر قليلا لو أن ليبيا بل فقير هل يتجه حلف الناتو لضرب الحكومة الليبية  أتمنى أن يكون الدرس العراقي عبرة للاخوه الليبيين فاليوم هي بأيديهم كما هي بأيدي حلف الناتو أتمنى من الله عز وجل  لا نقول بيوم اكلت يوم أكل الثور   ( الأسد ) الأبيض ونترحم على القذافي وأيامه كما مازلنا نترحم على صدام حسين وقمعه


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد