ماذا عساني أقول ؟ سوى شكرا يا كوريا
هذا الموقف أثار الكثير من العلماء والباحثين في علوم سلوك الجماهير وأخلاقيات الشعوب حيث كتب الكاتب البريطاني من قناة أل BBC الدكتور - ريتشارد ببرنارد - في مقاله المشهور بعنوان : [ لِمَ أعشق كوريا ؟ بينما لا أحب إنجلترا التي تسري في دمي ! ]
يقول الكاتب : بُثت حلقة من البرنامج المشهور [ ستار كينغ ] في 13/8/2011 الذي هو عبارة عن برنامج مواهب , يستضيف جميع الموهوبين من جميع أنحاء العالم , وبعد الاستضافة يوزّعون للوكالات والشركات لتتبنى مواهبهم , المشكلة ليست بالبرنامج , المشكلة أنهم استضافوا ضيفاً من هونج كونج الصينية , وقد اتضح انه موهوب بالغناء والتمثيل , وبعد أن قام بغناء أغنيه , قام بخلع ملابسه ليفاجئ الجمهور بارتدائه الثوب والشماغ العربي وممسك بلعبة على شكل بندقية وَجَّهها مباشرة إلى مذيع البرنامج ليهاجمه بها ممثلا بذلك رجل عربي مسلم يحاول القتل ! وهنا يتساءل كاتب المقال :هل بقي البرنامج يُبَث حتى انتهائه وهو لا يزال في بدايته ..؟ هل ضحك الجميع وصفق لمهارات الرجل ..؟
بالتأكيد هذه الأشياء ستحدث في بلادي ( انجلترا ) وبعض البلدان المجاورة ولا أخفيكم أنني رأيتها في بلاد المسلمين ، ولكن ما حدث بعد ظهور الرجل بالبرنامج هو قطع بث القناة بأكملها من الأقمار الصناعية!!
وبعد " 7 " دقائق ( فقط ) ظهر رجل أنيق جالساً على كرسي من الجلد الفاخر وطاولة عليها مفرش أبيض منمّق ، يعتذر بلهجة رسميه صارمة عما حدث , وأنهم مخطئين وسوف يُصلِحون هذا الخطأ.
اتضح فيما بعد أنه وزير الإعلام الكوري يعتذر للمسلمين كافة عن هذا الخطأ , وألقى باللوم على ثقافة الضيف القليلة اتجاه الديانة الإسلامية ، أما اعتذاره الثاني فقد وجهه للمملكة العربية السعودية لاستخدامه زيّهم بشكل غير لائق .
في سبع دقائق استطاع الوزير أن يعقد اجتماعا طارئا ويسن القوانين ويضع العقوبات اللازمة لحل هذه المشكلة الكبيرة في رأيه ، فقد وجّه الاتهامات التالية:
• انه تصرف بشع!
• اتهام لشرف المسلمين!.
• أن الأطفال سيصدقون ذلك!
إلى هنا انتهى الخبر .
بداية أقول : إن الوطن العربي مُبتلي , وعلى مرّ السنوات بكثير من البلايا , وألوان من الرزايا , ومن أعظمها شررا وأكبرها خطرا , عندما يُبتلى الوطن في بعض أبنائه , ويُفجَع في فلذات أكباده , ممن يريدون تفخيخ العقول والقناعات , وزعزعة الثوابت والتشكيك في المسلّمات , من شياطين الفن والإعلام والسياسة ,من المهرجين والطبالين والزمّارين والمستنفعين والمتملّقين لعواطفه , ممن لا شرف عندهم ولا خلق , ممن أساؤا لهذا الدين وشوّهوا صورة خير امة أخرجت للناس , وكانوا وسيلة تدمير لكل القيم والمبادئ , ممن ينضح بالرجس والدنس كأنما كُتب على هذه الأمة , , أن تتلقى الدعوة إلى الفضيلة من دنس المواخير , وبألسنة الدعارة ,وبنغمات المخانيث , وما حصل مع الصيني ما يؤكد ذلك ,ويزيده تأكيدا ما يأخذه كاتب المقال علينا معشر العرب والمسلمين عندما قال : (ولا أخفيكم أنني رأيتها في بلاد المسلمين )
أين رآها ؟ أليس من المسلسلات والأفلام والدعايات التي تعرضها الفضائحيان العربية , وسكوت النظام السياسي العربي عمّا يُعرَض من تشويه لصورة العربي المسلم النقية , ولهذا أتساءل أين الدبلوماسية العربية , ودور السفراء العرب الممثلين لبلدانهم ؟
إنْ لم يثرهم هذا الموقف الذي أثار الكثير من العلماء والباحثين في علوم سلوك الجماهير وأخلاقيات الشعوب , فأي شيء يثيرهم ! الم يكن من الأولى أن يهبوا من فورهم لتقديم الشكر إلى وزير الإعلام الكوري على موقفه النبيل ؟ وأظن أن هذا الأمر لا يعنيهم , بقدر ما يعني الكاتب الصحفي ريتشارد ببرنارد البريطاني الأصل , لشكر الوزير على موقفه الشجاع وإبداء محبته لكوريا الراقية أكثر من محبته لبلاده .
ومَعَ مَا اتَّصَفَ بِهِ النظام السياسي العربي اليَومَ مِن جُحُودٍ وَأَثَرَةٍ وَحُبٍّ لِلذَّاتِ وَنُكرَانٍ لِلجَمِيلِ وخذلان للأمة ، إِلاَّ أَّن لُؤمَ مَن جَحَدَ وَقِلَّةَ مُرُوءَةِ مَن صَدَّ، لا يَمنَعُ كَرِيمًا مِن مَدِّ يَدِ المَعرُوفِ ِأياً كان ، وَلا سِيَّمَا ممن كَانَ قَادِرًا عليه ؛ فَإِنَّ الله لا يَضِيعُ لَدَيهِ مَعرُوفٌ , وَلا تَذهَبُ عِندَهُ صَنِيعَةٌ سُدًى , وَإِنَّهُ مَا مِن أَحَدٍ في هَذِهِ الدُّنيَا إِلاَّ وَعَلَيهِ مِنَ الفَضلِ لِلآخَرِينَ نَصِيبٌ ؛ إنْ هُوَ حَفِظَهُ كَانَ ذَا دِينٍ وَعَقلٍ وَمُرُوءَةٍ ، وَإِن هُوَ ضَيَّعَهُ كَانَ لَئِيمًا خَسِيسَ الطَّبعِ قَلِيلَ الدِّيَانَةِ ، وَقَد أَمَرَنَا اللهُ تَعَالى في كِتَابِهِ الكَرِيمِ أَلاَّ نَنسَى الفَضلَ لمن يبذله ، وَدَعَانَا نَبِيُّنَا - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - إِلى شُكرِ الجَمِيلِ, وَلَو كَانَ قَلِيلاً وَقَرَنَ شُكرَ اللهِ بِشُكرِ النَّاسِ، وَرَغَّبَ في المُكَافَأَةِ عَلَى المَعرُوفِ ، وَحَذَّرَ مِن نُكرَانِ الجَمِيلِ وَكِتمَانِهِ ، أو كُفرِهِ وَتَنَاسِيه واحتقاره .
قَالَ : - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - : ( مَن لم يَشكُرِ القَلِيلَ لم يَشكُرِ الكَثِيرَ، وَمَن لم يَشكُرِ النَّاسَ لم يَشكُرِ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ – ) معنَاهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى , لَا يَقْبَلُ شُكْرَ الْعَبْدِ عَلَى إحْسَانِهِ إلَيْهِ , إذَا كَانَ الْعَبْدُ لَا يَشْكُرُ إحْسَانَ النَّاسِ, وَيَكْفُرُ أَمْرَهُمْ وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - : ( وَمَنْ آتَى إلَيكُم مَعرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لم تَجِدُوا فَادعُوا لَهُ حَتَّى تَعلَمُوا أَنَّكُم قَد كَافَأْتُمُوهُ )
وَقَالَ : - صلى الله عليه وسلم - : ( مَن أُعطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجزِ بِهِ، وَمَن لم يَجِدْ فَلْيُثنِ، فَإِنَّ مَن أَثنى فَقَد شَكَرَ، وَمَن كَتَمَ فَقَد كَفَرَ ) . وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : { مَنْ أَتَى إلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَلْيُكَافِئْ بِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَذْكُرْهُ فَمَنْ ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ } . . امتثالاً لأمر الله- تبارك وتعالى - ، وتنفيذًا لوصية رسوله - صلى الله عليه و سلم - رأيت من الواجب عليّ أن أرفع مَعَرَّةَ اللُّؤمِ وَخَسَاسَةِ الطَّبعِ عن أنفسنا ؛ لأننا في زَمَنٍ تَرَاجَعَ فيه كَثِيرٌ مِن أَهلِ الفَضلِ عَن بَذلِهِ ، بَل وَصَلَ الأَمرُ يبعضهم إِلى عَدَمِ التَّفكِيرِ فِيهِ أَبَدًا، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لِمَا نَالَهُم مِن لَدْغَاتِ الجَاحِدِينَ ، وَلِمَا اكتَوَوا بِهِ مِن غَدَرَاتِ المُتَنَكِّرِينَ . لأ تقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لوزير الإعلام الكوري على موقفه النبيل والشهم والذي تمثل باحترامه الشديد لدين الله ولأمة خير الأنام محمد – صلى الله عليه وسلم – فليس عجبا أن يصدر هكذا موقف من رجل بهذا المستوى الرفيع والذي حمل على عاتقه شرف وأمانة المسؤولية في دولة متقدمة راقية تحترم نفسها وغيرها ,
لَوْ كُنْتُ أَعْرِفُ فَوْقَ الشُّكْرِ مَنْزِلَةً أعْلَى مِنَ الشُّكْرِ عِنْدَ اللَّهِ فِي الثَّمَنِ
إِذًاً مَنَحْتُكَهـــــــــا مِنّي مُهَذَّبَةً حَذْوًا عَلَى حَذْوِ مَا أَوْلَيْتَ مِنْ حَسَنِ
قَالَ سلَيْمَانُ التَّمِيمِيُّ – رحمه الله - : إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْعَمَ عَلَى عِبَادِهِ بِقَدْرِ طَاعَتِهِمْ وَكَلَّفَهُمْ مِنْ الشُّكْرِ بِقَدْرِ طَاقَتِهِمْ ، فَقَالُوا : كُلُّ شُكْرٍ وَإِنْ قَلَّ ثَمَنٌ لِكُلِّ نَوَالٍ وَإِنْ جَلَّ . وفي الختام , وبفيض من التقدير والاحترام , ومرة أخرى أشكر وزير الإعلام الكوري على موقفه النبيل في حين تخاذل عنه أهله .
Montaser1956@hotmail.com
مواجهات في تقوع عقب اقتحام الاحتلال الإسرائيلي
بلدية إربد تواصل تنفيذ خطتها لتعبيد الطرق
الأميرة سارة تهنئ لاعبي التايكواندو الفائزين بالميداليات
الكرك: مزارعون يطالبون بتعبيد الطرق الزراعية الواصلة إلى أراضيهم
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على الرئيس الكولومبي
جامعة الشيشان الحكومية تنظم برنامجًا لتعليم اللغة الروسية في عمان
اعتقال سبعة موظفين يمنيين في الأمم المتحدة في صنعاء
الخارجية تهنئ الأمم المتحدة بالذكرى السنوية الثمانين لتأسيسها
الحملة الأردنية توزع مساعدات غذائية في غزة
تعادل السلط والرمثا بدوري المحترفين لكرة القدم
العدالة كبوابة للإصلاح: دروس من قطاع النفط في ليبيا
كاميرات داخل مركبة تنقذ كابتن من ابتزاز فتاة قاصر
اتحاد المزارعين يعلن الحد الأعلى لسعر تنكة الزيت
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلية
فتح باب التجنيد في الأمن العام .. تفاصيل
الحكومة تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة
وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلات .. أسماء
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي .. تفاصيل
هذا ما سيحدث بقطاع السيارات بعد 1-11-2025
تذبذب أسعار زيت الزيتون رغم التحديد .. تفاصيل
دمج العمل والسفر: نصائح للإنتاجية والاكتشاف
ما هي الألوان التي تناسب بشرتي
إغلاق مصنع صحون مخالف يهدد سلامة الغذاء
مجلس الوزراء يوحد مدد رخص القيادة إلى 10 سنوات





