أيها البوعزيزي

mainThumb

22-09-2011 10:54 PM

سلام مِن كلّ مظلوم على وجهِ هذهِ البسيطةِ إلى روحِك الطاهرةِ أيّها البوعزيزي, يا مَن قَضضتْ مَضاجعَ الظالِمين والفاسِدين ,يا منْ أضرمتَ ناراً في ضمائرِ الفاسقين قبلَ أنْ تضرمَه في جسدكَ البريء ,يا منْ خلعْتَ عروشا شاءتِ الأقدار أنْ تحكمَ عقوداً من الزمن بالظلمِ والقهرِ والجَور.

أيها البوعزيزي, حينما أشعلتَ النارَ في جسدِكَ الطاهِر, فارقْتَ الحياةَ دونَ أنْ تعلمَ ما حصلَ مِن ورائِك.

 أتعلم أيها البوعزيزي أنّ التونسيين ثاروا مِنْ بعدِكَ حتى أسقطوا رئيسَهم؟! فتلاهم المصريون فأسقطوا رئيسَهم أيضا ؟! ثم ثار أحفاد عمرَ المختارِ ومنْ ومن بعدهم انتفضَ اليمنيون والسّوريون ؟! وما زالوا يصرّون على ثوراتِهم حتى يغادرَ رؤساؤهم عروشهَم.

 أيها البوعزيزي ,يا منْ وافقَ اسمك فِعلَكَ, فقدْ أبيتَ الذلّ وآثرتَ العزةَ,فمِتّ عزيزاً كريماً وأعطيتَ تلكم العزةَ للعربِ مِنْ بعدِك. فجعلْتَ العربَ كلّهم أعزّاء !!

وأهديت العربَ الجرأةَ والكبرياء, وكدْتَ أن تساويَ الأغنياء منهم بالفقراء.

 أيها البوعزيزي, أريد أنْ أخبرَك بأنّ عربتكَ الخشبيةَ القديمةَ ذات الثلاثِ عجلات , التي لطالما كنْتَ تعتاش مِنها قد سطّرتِ التاريخَ العربيَ بماءِ الذهب , فقد أسقطَتْ أنظمةً وغيّرتْ حكوماتٍ و دبّتِ الرعبَ في قلوبِ الكثيرين من الناس.

 أيها البوعزيزي, سلامٌ إلى روحِك الصاعدةِ إلى ربِّها, سلام إلى تلكم الروح التي فارقَتِ الظّلمَ وأهلَه كي تصعدَ إلى السماء, وكأنّي بها سامع تهتف مع السوريين في كل جمعةٍ "الموت ولا المذلّة.." أرجو مِن كلّ منْ قرأ هذا المقال أنْ يقرأ سورةَ الفاتحةِ ويهبَها إلى روحِ صانع التاريخِ العربيّ الجديد " البوعزيزي" .

 وأن يدعو له بالرحمة والغفران , وأن يحشرنا وإياه في جنان النعيم.

mohamarabi@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد