الهروب الأمريكي من العراق وأفغانستان الأسباب والدوافع

الهروب الأمريكي من العراق وأفغانستان الأسباب والدوافع

16-11-2011 06:14 PM

 حصاد المقاومة العراقية والأفغانية أنضجت وأينعت هزيمة الغزاة وسرع موعد الهروب ، فالخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الأمريكية وحلفائها تتعاظم وتتلاحق نعم انه ربيع المقاومين وخريف أمريكي لانفكاك منه إلا بالهروب بعد الخسائر التي خلفت أزمات متعددة الجوانب والاتجاهات تؤكد الأرقام والوثائق أن الحرب في العراق وفي أفغانستان كانت أكبر محرقة لمعدات وجنود الجيش الأمريكي منذ نشأة الولايات المتحدة وحثي الآن.

لقد خسرت أمريكا ما يزيد عن 600 ألف قطعة من العتاد، ما بين دبابة وعربة قتال ومدرعة وهمي ومروحية، وسقط ما يزيد عن مليون عسكري بين قتيل وجريح ومعاق ومصاب بالأمراض النفسية وأمراض الدماغ.

ربما تكون هذه الأرقام مذهلة للبعض، ولكن بعد عملية بحث معلوماتية دقيقة، مصادرها البنتاجون والكونجرس وغيرها تؤكد هذه ألأرقام, ولكي نقف علي حجم التدمير الذي تعرض له الجيش الأمريكي، فلا بد من التركيز علي حجم الخسائر في المعدات وأنظمة التسليح، والبشرية العسكرية، وإصابات ما بعد الحرب، إضافة إلي ألقتلي والمصابين من المتعاقدين من غير العسكريين. الخسائر في المعدات وأنظمة التسليح 1- المعدات المدمرة والمعطوبة في دراسة لمكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي في سبتمبر 2007 أكدت إن عدد القطع التي فقدها الجيش وتحتاج إلي تعويض علي وجه السرعة بنحو 300 ألف قطعة من الأسلحة الأساسية، فيما أكد الجنرال روبرت رادين رئيس قيادة العتاد في الجيش الأميركي ونائب رئيس الأركان للعمليات اللوجستية والعمليات أن عدد المعدات التي دمرتها الحرب وخضعت للإصلاح في عام 2005 بلغت 20000 قطعة. وفي 2006 بلغت 33000 قطعة، و في 2007 بلغت حوالي 47000 قطعة من المعدات خضعت للإصلاح, ففي نهاية 2006 بدأت عملية نقل الآلاف من الدبابات والمركبات المعطوبة إلي مستودعات وورش الجيش في الولايات المتحدة للإصلاح. " في ولاية تكساس، حسبما ذكرت "Fort Worth Star-Telegram" ما لا يقل عن 6200 عربة همفي ودبابة ومدرعة وشاحنة وسيارات الإسعاف تنتظر الإصلاح.

وهناك مقبرة أخري للدبابات وعربات القتال في مستودع الجيش في انيستون في ولاية ألاباما. وقالت المتحدثة باسم المستودع جوان غوستافسون أن المستودع سيقوم بإصلاح 1885 من الدبابات والعربات المدرعة الأخرى خلال السنة المالية التي بدأت في 1 أكتوبر 2006. وقالت إن المستودع قام بإصلاح 1169 دبابة وآلية في 2004 وإصلاح 1035 في 2005.

وفي2007 قال الجنرال تشارلز أندرسون مدير تطوير الجيش أمام أعضاء اللجان الفرعية لجهورية القوات الجوية والبرية: إن الحرب أجهدت الشاحنات والدبابات وطائرات الهليكوبتر وأهلكتها واستنزفت كل الترسانة الأمريكية .فيما أكدت دراسة لخدمة أبحاث الكونجرس صدرت في 25 سبتمبر 2006 أن مآتم إنفاقه منذ 2004 إلي 2006 لتمويل مكافحة العبوات الناسفة في العراق بلغ 6.1 مليار دولار، مما حدي بالبنتاغون لتأسيس صندوق للإنفاق علي مواجهة العبوات الناسفة بقيمة : .20 .2 مليار دولار من عام2006-لغاية 2011 وبالرغم من ذلك لازالت العبوات تحصد المعدات الأمريكية في العراق وانتقلت هذه التقنية البدائية إلي أفغانستان.

عدد المعدات التي تم إرسالها للعراق في بداية الحرب حسب الوزارة فإن عدد المعدات التي تم إرسالها إلي العراق 570 ألف قطعة ولتوضيح الصورة أكثر، ففي تقرير لمكتب الميزانية بالكونجرس ولمواجهة تدمير وإعطاب المعدات تم شراء المعدات الآتية خلال الفترة من 2005 إلي 2007 1300 مدرعة سترايكر بينما مجموع ما يملكه الجيش الأمريكي 1400 27300 همفي ومجموع ما يملكه الجيش 107700 21300 عربة تكتيكية متوسطة ومجموع الترسانة 25500 3100 شاحنة تكتيكية ثقيلة والمجموع 14400 1000 نظام Palletized Loading والمجموع 4000 1500 Line-Haul Trucks والمجموع 8900 ففي عام 2009 قال الجيش أنه يعاني من عجز قدره 10 آلاف وحدة من الآليات من جميع الأنواع رغم أنه اشتري 21 ألف وحدة وأرسلها إلي منطقة القتال. الطائرات بدون طيار وتخلي الجيش عن القتال .. لم يكن هناك سوي حفنة من الطائرات بدون طيار عندما غزت الولايات المتحدة العراق في 2003، واليوم هناك أكثر من 7000 طائرة من هذا النوع وفي القريب سيقومون بإنتاج عشرات الآلاف منها وهذه الطائرات المبرمجة لا يستطيع الأمريكيون استخدامها إلا بموافقة بعض الحكومات الضعيفة؛ لذا يضغطون ويرهبون بعض الحكام لإجبارهم علي قبول قواعد لإدارة هذه الطائرات التي تقتل الأبرياء وتنشر الإرهاب وتتسبب في القلاقل الداخلية. تكلفة الحرب علي العراق وأفغانستان قالت دراسة لـ Congressional Research Service عن تكلفة الحربين صدرت في 2 سبتمبر 2010 أن الكونجرس وافق مع حلول عام 2010 علي تخصيص 1.291 تريليون دولار منذ هجوم 11 سبتمبر لتمويل الحربين. منها 802 مليار للعمليات في العراق و 455.4مليار للعمليات في أفغانستان، و28.6 مليار لتعزيز الأمن، و8.6 مليار للرعاية الصحية للمحاربين القدماء المصابين في الحربين.

 وبجمع هذه المبالغ يصل إجمالي ما تم إنفاقه علي عمليات الاستبدال والإصلاح يبلغ 236.4 مليار دولار. فإذا كانت تكلفة 20% من المعدات تساوي 30 مليار فإن هذا يعني إن الجيش الأمريكي جدد معداته التي خسرها في العراق وفي أفغانستان ست مرات تقريبا،0 أي استنفد ترسانته العسكرية بنسبة 120% تقريبا.

 يضاف إلي ما سبق أن إجمالي التمويل الإضافي الذي طلبته وزارة الدفاع لنقل المعدات المعطوبة من الميدان إلي الولايات المتحدة بلغ 151 مليار دولار 2- الخسائر البشرية في القوات المقاتلة ا الجنود ألقتلي - وفقا للإحصاءات الرسمية للبنتاجون فان عدد ألقتلي العسكريين الأمريكيين حتي 8 نوفمبر 2010 بلغ 5798 قتيلا منهم 4409 قتيلا في العراق و1389 قتيلا في أفغانستان. فيما ذكرت وزارة شئون المحاربين القدماء أن عدد ألقتلي من الجنود الأمريكيين منذ حرب الخليج وحثي 2007 بلغ 73 ألف قتيل.

 وقالت إن عدد المصابين في العمليات الحربية مليون وستمائة إلف مصاب. وقد قامت الوزارة بحذف هذه الإحصاءات فيما بعد لإخفاء حجم الخسارة البشرية. ولكن الإعلام الأمريكي المعارض للحرب اهتم بهذه الأرقام وإذا علمنا أن عدد الجنود ألقتلي في حرب الخليج رسميا (1990 – 1991) كان 383 وعدد المصابين 467 حسب إحصاءات وزارة الدفاع.

 وإذا أضفنا لهم المصابين بما سمي مرض حرب الخليج بسبب التطعيم ضد الجمرة الخبيثة والمصابين بأمراض ما بعد الحرب فإن عدد العسكريين الأمريكيين ألقتلي في العراق وفي أفغانستان يبلغ 72.617 ألف قتيل، وعدد المصابين يزيد عن مليون مصاب أي نصف قوات الجيش الأمريكي التي تم نشرها في البلدين. ب- الانتحار أكدت فصلية الكونجرس Congressional Quarterly أن إفراد الجيش الأمريكي الذين انتحروا في عام 2009 زاد علي عدد الجنود الذين قتلوا نتيجة العمليات الحربية في كل من أفغانستان والعراق. ففي جلسة خصصت لمناقشة الموضوع اعترف الجنرال بيتر شياريلي، نائب رئيس هيئة الأركان أمام قادة الجيش في البنتاجون بزيادة حالات الانتحار وقال: "نحن نشهد زيادة مزعجة حقا في زيادة الانتحار ولكن لأنفهم سببها ونبذل أقصي جهد لدراستها والسيطرة فيما قالت السناتور باتي موراي إن عدد محاولات الانتحار للمحاربين المتقاعدين من حربي العراق وأفغانستان نحو 12 ألف حالة سنويا. بينما كشفت دراسات ميدانية ارتفاع نسب وفاة الجنود الذين حاربوا في العراق وأفغانستان نتيجة ارتكاب حوادث السيارات والدراجات النارية جراء الأمراض النفسية والاكتئاب. كمثال: قالت وزارة الصحة العامة أن أكثر من 1000 محارب من كاليفورنيا تحت سن 35 عاما قتلوا في الحوادث بسبب سلوكياتهم العدوانية وميولهم الانتحارية، خلال الفترة من 2005 إلي 2008. ج-إدمان تعاطي الخمور والمخدرات أكدت دراسة أجرتها مجلة "الطب العسكري" في 2007 سقوط ثلث القوات العائدة من العراق وأفغانستان في مستنقع إدمان الخمور. وأكدت دراسة للإدارة الصحية للمحاربين القدماء أجريت في 2009 أن 27 ألفا من المحاربين العائدين من العراق وأفغانستان يعالجون من الإفراط في تعاطي المخدرات، و 16,200ألفا يعالجون من إدمان الخمر حيث يترددون علي مستشفيات المحاربين القدماء. فيما أشار تقرير لجنة منع الانتحار التي شكلها الجيش ولجنة تعزيز الصحة والحد من المخاطر لعام 2010 إلي أن 16,997ألف جريمة ارتكبت داخل الجيش بسبب المخدرات والكحول خلال عام 2009. وأكد التقرير أن التحقيقات في 64,022 ألف جريمة قتل داخل الجيش خلال الفترة من 2001 إلي 2009 أكدت أنها مرتبطة بالمخدرات د- الهروب من الخدمة العراق وفي أفغانستان. في إحصاءات البنتاجون بلغ عدد الهاربين 40 ألف هارب من كل أفرع الجيش.

وجاء حصرا لرقم من خلال القضايا التي أقيمت علي الجنود الهاربين وطلب هؤلاء الفارون في كندا اللجوء السياسي، وانضموا إلي المجموعات الرافضة للحرب. 3 - الخسائر البشرية في المتعاقدين - وفقا للأرقام المعلنة بلغ عدد ألقتلي المدنيين الأمريكيين من مقاولين ومهندسين خلال الفترة من 2001 إلي 2010 في العراق وأفغانستان نحو 2008 قتيلا، منهم 1487 في العراق، و521 في أفغانستان، يضاف إليهم 44 قتلوا في الكويت.

 ومصدر الأرقام وزارة العمل الأمريكية التي استقتها من واقع سجلات وزارة الدفاع بشأن عدد الأسر التي طلبت التأمين. وهناك تشكيك وانتقادات من قبل المنظمات الأمريكية تجاه الأرقام المعلنة وتأكيدات بأن العدد أكبر من ذلك بكثير. - وفقا لدراسة متخصصة فإن عدد المصابين من الأمريكيين المتعاقدين في العراق بلغ 44152 شخصا منهم 16 ألفا إصاباتهم خطيرة، بواقع 36023 في العراق، و8129 في أفغانستان. - ومن المعروف أن وزارة الدفاع وحدها توظف 250 ألفا من هؤلاء المرتزقة في منطقة العمليات وفقا لتقرير صدر في يوليو 2010 من خدمة أبحاث الكونجرس. الخلاصة إن الحقائق والأرقام الموثقة تؤكد أن الجيش الأمريكي الآن ينزف، وأمنية قادة البنتاجون والجنود هي العودة إلي الساحل الأمريكي والانكفاء علي الذات. . العالم يتغير ويشهد انهيار الإمبراطورية الأمريكية وكل دولة تبحث لها عن مكان في ظل نظام عالمي يتشكل، وأصبحت حالة التمرد علي الهيمنة الأمريكية والغربية ظاهرة جلية. إن الأوربيين هم أول من يعرف وأن أمريكا غابت عنها الشمس بغير رجعة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد