الشهيد البطل علي مقدادي

mainThumb

28-11-2011 07:05 AM

اتعلم كم يفرح الوطن و ينطق حين يسقى بشيء من ماء العشق و ينتشي حين تتقرب له بشيء من جسد العمر و يزهو حين يكون في قلبك عظيما تصب له من دمك و تسقيه قهوته العربية الأصيلة .

يا علي أنت و الوطن شجن من عبق الزيتون المتوحد مع سنابل القمح عيوننا تنظر إليكما و تحدق في هذا السر الكامن بينكما و كأنكما من عالم غير هذا خذانا إلى بعض حبكم لنشعر بنشوة الحياة أنتما يا توليفة العمر و المكان أريد أن أقص للعالم كله قصة عشقكما أيها التوأمان الحبيبان كان البطل مسجى على الأرض و كل قطعة فيه تحكي بان القصة قصة حب ووفاء و تضحية و فداء علي ابن الأرض الذي جاء من رحمها الطاهر من قرية وادعة اسمها بيت ايدس يعانقها سفح جبل برقش نشا صغيرا ضحكته نوار اللوز تعانقه أوراق زيتونة مقدسة يطلع من سنابل القمح وترويدة الحصادين تتعهده الشمس بنورها ليمسي مزيجا من هذا الوطن الذي نذر آباؤنا الكادحون أبنائهم فداء لثراه الطهور لبى نداء وطنه وواجبه المقدس فلقي وجه ربه راضيا مرضيا.

 يحق للأرض إذا أن تكفكف دمعها المسكوب و تمشي مختالة مزهوة قائلة: هذا مني و انا منه لا تحزنوا فعلي يعشق بطن الأرض و خافقة الجوزاء ويستحضر وجوه الاحبة غادرنا و ما غادر قلبنا قلبه سلام عليك و أنت على يقين بالشهادة في كل لحظة فأثرت الرحيل بصمت و هدوء كمثل ذلك الذي عرفت في حياتك....... آه لو انك تنظر الآن لكل الأردن ما أكثر الذين أحبوك حقا هذه هي التوليفة الحقيقية بين الأرض و عاشقها ملحمة شرشت في جسد التاريخ و أعطته الدافع كي يبقى حيا في ذاكرتنا و عمرنا لن يتوقف دفق العشاق في عروق الأرض و لن تتنفس رئتاها أنقى من هذا الذي ينفثه هذا الجسد المسجى مسكا و حناء هم دماؤها و هواؤها و حياتها و ديمومتها و يعرفون وحدهم كيف يكون البذل بلا انتهاء ليس علي اخرهم و كثر من سيكملون بعده فقر عينا أيها الوطن و اهنأ أيها التاريخ .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد