يا دولتنا .. ادركي هيبتك قبل ان تضيع

mainThumb

28-11-2011 07:08 AM

ان تحدث مشاجرة في جامعة فهذا امر متوقع لاختلاف البيئة التي جاء منها الطلبة وكذلك للاختلاف في التوجهات والمستوى الفكري..لكن ان يصل الامر ان يصل السلاح الى بوابات الجامعات وساحاتها فهذا هو الامر الغير مقبول وغير الطبيعي وهو الامر الذي يستدعي من الدولة ان تضرب بيد من حديد على يد  كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن وترويع الناس ومعاقبة هذا الشخص بعقوبة الشروع في القتل لانه لم يرفع سلاحا ويطلق عيارات نارية دون ان يأخذ بحسابه ان يصاب احد بعيار من عياراته الهوجاء والرعناء.

لا الوم هؤلاء المسلحون بالكلاشنكوف والمسدسات ان تبلغ بهم الجرأة ان يتخطوا رقبة الحكومة ويتطاولوا على مؤسساته التي هي جزء من هيبة الدولة ويعيثوا فيها فسادا وتكسيرا وتدميرا فالملام هي الدولة التي سمحت لهؤلاء الغوغاء ان يتطاولوا على هيبتها وعلى سيادتها تلك الدولة التي تتخذ مما تسميه( الامن الناعم) سلاحا ضد من يتطاولون على هيبتها..اي نعومة تلك والعنف يزداد يوما بعد يوم ومقدرات الوطن تدمر وتحل (ببوس اللحى والعباءات الجرارة)..اي نعومة تلك والجرأة على الدولة اصبحت امرا عاديا..المطلوب من الدولة ان تستعيد هيبتها التي مُرِّغت تحت اعتاب الاطارات المشتعلة والحجارة المتناثرة والعيارات الطائشة..المطلوب من الدولة ان لا تسمح بوجود تلك الاسلحة بأيدي مواطنين لا يحسنون استخدامها الا في توجيهها الى صدور بعض متناسين وشائج القربى التي تربطهم وتزداد جرأتهم على الدولة يوما بعد يوما فترى اغرارا يتراكضون في الشوارع يرشقون رجال الامن وسياراتهم بالحجارة ويكسرون واجهات المؤسسات وكأن الدولة اصبحت غريما لهم..فأدركِ يا رعاكِ الله هيبتك قبل ان تضيع بأيدي من تطلقون عليهم رجال المستقبل..وأي مستقبل فالمحيط هائج والوضع لا يحتمل فصنّاع الفتن اصبحوا كالنار في الهشيم.

اعود الى مواطننا الذي تتغنى حكومتنا بأنه اغلى ما تملك وهو ينظر لمقدرات الوطن بأنها ارخص ما يملك..اعود اليه واسأل متى يتخلص مواطننا من عنصريته البغيضة وشعار( وما أنا إلا من غزية إن غوت غويتُ = وإن ترشد غزية أرشدِ)..وقول البعض(عليهم...عليهم) دون ان يدري الى اين يسير...متى بتخلص مواطننا من هذه النظرة القبلية الضيقة ويكون للحكماء والعقلاء فيه دور في حل مشاكله وتقوية لُحمة المجتمع بعيدا عن الوجاهات وكسب المواقف وان تكون بياناتهم قول وفعل وليس حبرا على ورق..

ولجامعتنا الكريمة جامعة البلقاء التطبيقية بشكل خاص والجامعات الاردنية بشكل عام اقول متى تصبح جامعاتنا مصدرا لغرس قيم الولاء والانتماء للوطن ونبذ العنف القبلية والعنصرية وترسيخ مفهوم المواطنة لدى ابناءنا الطلبة..

متى تقوم جامعاتنا بمعاقبة المحرضين وصُنّاع الفتن المنغرسين فيها والذين يغذون مثل هذه العنصريات سواء كانوا طلبة او موظفين لانه كثر الحديث عن اسماء تتردد لها الدور الكبير في نشر الفتنة بل وصناعتها كمنتج وتوزيعها بشتى الوسائل والتكنولوجيات الحديثة..متى يا جامعتنا الحبيبة نرى عقوبات رادعة بحق كل من تسبب في اي مشاجرة فالحل داخل الجامعة وليس برفع الاسوار وتشييكها وزرع الكاميرات بل الحل في ايديكم واعانكم الله على ذلك.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد