كربلاء جديدة في حمص

mainThumb

10-12-2011 11:53 AM

 هل يحق لنا القول أن ما يحدث في حمص هي كربلاء ثانية؟؟  وإن كانت كذلك، هل لنا ان نطلب من حسن نصر الله  احياء شعائرها؟؟ هل كربلاء، هي حقا انتصار الدم على السيف؟؟ ما الفرق بين كربلاء  الحسين عليه السلام وكربلاء حمص؟؟.
 هنا تتزاحم الاسئلة وتتقاسم عند مفترقات كثيرة،  وتفاصيل كثيرة في تحليل  وقائع الانتصار على الظلم والقهر، أليست ثورة الحسين، ثورة تضحية، وحرية وعدالة؟؟ اوليست ثورة الشعب السوري هي ايضا لوقف نزيف عجاف الايام وقسوتها على مدى اربعين عاما من الظلم، والاستبداد، وبالتالي الوصول الى الحرية والعدالة الاجتماعية؟؟
كربلاء اليوم  تُعيد المشهد التاريخي لمقتل الامام الحسين عليه السلام، قبل اكثر من الف وثلاثمائة وثلاثون عاما، والتي اصبحت رمزا للشيعة ومرتكزا دينيا وحضاريا يُحيون ذكراها كل عام، معركة كربلاء التي استمرت ثلاثة ايام،  فيما قاربت كربلاء السوريين على الثلاثمائة يوم ، هذه الكربلاء ربما فاقت بكل فظاعتها،  كربلاء التي اضحت نتائجها تمثل قيمة روحانية لدى عوام الشيعة في العالم.
كان من الافضل لمن ادعي النصرة للمظلومين، وتقنًع بهذه العباءة الزائفة طوال عقود، ان ينتصر الى كربلاء السوريين، او ان صح التعبير كربلاء عاصمة الثورة حمص، هذه الاخيرة التي تنفصل هذه الايام عن العالم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وسط هذا الصمت المطبق، والمد والجزر، ورفاهية منح الفرص تلوى الاخرى، وتسويف واكاذيب نظام الاسد عن مؤامرة كونية  وتنكره لمطالب الجامعة العربية بالتوقيع على البروتيكول واستمراره بالقتل.
ان دفاع نصر الله عن "مخلوقات" دمشق الغريبة، التي احترفت في كيفية  تجريد الانسان من انسانيته ،عبر القمع والقتل والتعذيب بشتى اشكاله طوال هذه الفترة القاسية من حياة السوريين، والتي اضحت نقطة تحول في تاريخهم، لهو خسران وخذلان مُبين  لهذه المخلوقات الغريبة، التي قاسمها نصر الله ايدلوجية الظلم، ولم تعد كل الخطابات والدعايات عن المقاومة وضرب اسرائيل ذات قيمة، فربما كلمة واحدة قد تغير التاريخ وتصنع لمرحلة جديدة، إما في القمة او في الدرك الاسفل، وهذا ما وقع به نصر الله بمناصرته للظلم.
اذا كانت معركة كربلاء قد تركت اثارا سياسية، وعقائدية ونفسية ماتزال مثار جدل حتى هذه اللحظة، اوكان لها دور محوري في صياغة وتفسير العلاقة بين المذهب الشيعي والسني، فان الثورة السورية على وجه الخصوص سيكون لها نقطة تحول في معركة الحريات، وسقوط "بربوجندا" الزيف والاكاذيب التي تشرًبتها شعوب المنطقة طوال عقود.
  السوريون في كربلاء جديدة وسيقيمون كل عام طقوس مٌصابهم الجلل، ومن المفارقة تزامن ذبحهم مع ذكرى عشوراء، التي تعتبر بمفهومها العقائدي ثورة حرية، فان لحرية السوريين ثمن قد يضاهي كربلاء الحسين عليه السلام.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد