المشهد الأخير

المشهد الأخير

26-12-2011 11:13 AM

ليس هناك أهم و لا أجل و لا أرقى من وجود صفة الوفاء في الإنسان  ،التي تجعل الإنسان ذا قيمة إنسانية ، يفوق بمراحل قيمة الآخرين عندما تسقط الأقنعة و تنكشف معادن الناس على حقيقتها ، بعض الناس يعتقد أن الوفاء سهل ، و يمكن لأي شخص أن يكون وفيا ، و هذا أمر خاطئ إذ من الصعب على من لم يترب في بيته أن يكون وفيا ، هذه الصفة بالذات لا يمكن تصنعها أو ادعائها ، لأن الوفاء المزيف يظهر خلال سويعات و ينكشف صاحبه ... الذين ليس في أصلهم فضيلة الوفاء لا يستطيعون أن يبدو أوفياء لمجرد أنهم قرروا أن يصبحوا أوفياء ، فالوفاء قد يجعلك تذهب في الإتجاه الذي لا يحقق مصالحك الشخصية ، و قد يجعلك تخسر كثيرا على الصعيد المادي ، لكنك لن تخسر نفسك ، تختار الإنحياز لقيمك عندما يختار الآخرون الإنحياز لمصالحهم الخاصة ، قد تضطر أن تبقى تحت طائلة الضغوط و المكابدة لأنك لم ترد ان تتنصل من واجبك تجاه الوفاء و الأوفياء لا يظهرون لك في زمن قوتك و لا تراهم إلا عندما تنتهي معاركك  و تعود أدراجك لترميم صفوفك تجدهم قلة حولك ،يرمقونك بنظرات عتب و محبة  تقول عيونهم لعينيك عبارات تتمنى لو أنك عرفتها و استوعبتها قبل هذا الزمن ، لا تجعل الأوفياء الذين يحيطون بك يكابدون عدم معرفتك بهم ، دائما ضع نفسك خارج المشهد و حاول ان تتعرف عليهم هم رصيدك الحقيقي ، لا تتركهم فريسة للوصوليين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد