أعانك الله يا حكومة عون

mainThumb

07-01-2012 12:54 PM

لم نعد نسمع في هذه الأيام سوى أصوات تطالب بالإصلاح  ومحاربة الفساد  ولم نعد نرى سوى اعتصامات ومظاهرات  أيضا للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد.
أتدرون ما الذي يحدث في الأردن ؟ الشعب يريد إصلاح البلاد ومحاربة الفساد والحكومة تريد إرضاء الشعب وإقناعه بأنها تحارب الفساد.
الحكومة احتارت كيف ترضي الشعب  والشعب لن يرضى مهما عملت الحكومة هذه هي المعادلة والتي يصعب حلها... لماذا؟
الشعب يريد من الحكومة أن تصلح البلاد بكبسة زر ولا يريد إعطاء الحكومة فرصة للإصلاح والدليل أن من  يعتصم اليوم ويطالب بالاصلاح  هو نفسه من يعتصم بعد يومين ويطالب أيضاً بالإصلاح وكان الإصلاح كما أسلفت سيأتي بكبسة زر .
والحكومة  أصبحت وبأي طريقة تريد أن ترضي الشعب وتقنعه بالإصلاح وبدأت تسرع من وتيرة الإصلاح  فتارة تمنع أشخاص من السفر بحجة تورطهم بقضايا فساد وتارة  أخرى تعلن عن أسماء فاسدين قبل أن تدينهم المحاكم المختصة علاوة عن الكم الهائل من الملفات التي أعلنت الحكومة إحالتها إلى هيئة الفساد كل هذا وبدلاً من يرضي الشعب ويقنعه بعزم الحكومة على محاربة الفساد على العكس من ذلك فقد زاد من ثورة الشعب ضد الحكومة فمنهم من ثار معتبراً أن الأسماء المعلن عنها ما هي إلا أكباش فداء  ومنهم من ثار معتبراً أن هذا الإصلاح لا يكفي ويطالب بالمزيد ومنهم من ثار على من يطالب بالإصلاح معتبراً أن لا هدف لهم سوى التخريب وهكذا اختلط الحابل بالنابل ولم نعد نعرف ماهو الصح وما هو الغلط .
ما هو الحل ؟ وكيف يمكن أن نصلح الأمور؟ ما هو المطلوب من الحكومة وما هو مطلوب من الشعب؟
الحكومة عندما  فكرت أن تحارب الفساد بدأت بالإعلان عن أسماء مفسدين على اعتبار أنهم مختلسين أو مرتشين أو عقدوا صفقات مشبوهة وكان خطاء الحكومة أنها  أدانتهم وكشفت أسمائهم قبل أن تدينهم المحاكم  المختصة فماذا لو ثبتت براءتهم  ماذا سيكون موقف الحكومة ؟ وهل سيقتنع الشعب ببراءتهم بعد هذا التأكيد الإعلامي على تورطهم وهل سيسكت أقارب وأصدقاء هولأء الناس ؟كان على الحكومة أن لا تعلن عن أسماء  وان تكتفي بمنع المشبوهين من السفر وان تسير بإجراءات محاكمتهم بشكل اعتيادي وبعد ذلك تعاقب المذنب وتعاقب من يحاول ان يدافع عنه  .
ثم  من قال للحكومة أن الفساد هو فساد مالي فقط ألا تدري أن الفساد الإداري هو أكثر خطراً على المجتمع من الفساد المالي .ماذا فعلت الحكومة لمحاربة الفساد الإداري ؟ ماذا فعلت لمحاربة ألواسطات والتي تنخر جسد المؤسسات الحكومية وغير الحكومية إلا تدري الحكومة أن كل مسؤول يقبل الواسطة هو فاسد وكل مسؤول يقبل أن يكون واسطة فاسد أيضا, على الحكومة ممثلة بمجلسها التشريعي والتنفيذي أن تملك الجراءة وتصدر قانون يمنع الواسطة بجميع إشكالها وان تعتبر من يقبل الواسطة ومن يقبل أن يكون واسطة لأي كان فاسد ويقدم للمحاكمة – هل تعلمون أيها السادة لو تخلصنا من آفة الواسطة كيف سيكون حالنا هل تعلمون ايها السادة لو تم تعيين كل مسؤول في هذا البلد على أساس العلم والكفاءة وليس على أساس المحسوبيات كما هو حاصل حالياً لتخلصنا من نسبة عالية من الفساد بكافة أشكاله وانني عندما أقول مسؤول فإنني ابداء  بالوزيروانتهي بمدير اصغر مؤسسة حكومية او غير حكوميه .
أما الشعب فحدث ولا حرج وبكل أسف أقولها أن الفساد أصبح جزءا من حياتنا اليومية أصبح يجري في عروقنا مجرى الدم  قد لا يكون  كل الشعب ولكن الغالبية نعم الغالبية .
- فهل تستطيعون أن تفسروا لي كيف أن الشعب الذي يخرج بمظاهرات واعتصمات مطالباً بالإصلاح ومحاربة الفساد  هو نفسه الذي يخرج ايضاً بمظاهرات وتخريب وتدمير ويطالب بالإفراج عن صاحب سوابق  أو فاسد  ثم ايقافة من قبل الحكومة ؟
- من منا ياسادة لم يحاول أن يعمل واسطة للحصول على رخصة سوق على الرغم من انه  من الممكن أن يحصل عليها بدون واسطة؟
- من منا يا ساده لم يحاول أن يعمل واسطة للطبيب في مستشفى الحكومة حتى يتم علاجه قبل بقية المرضى؟
- من منا ياسادة لم يحاول  أن يجري اتصالاته ويعمل واسطة حتى يلغي مخالفة قيادة ارتكبها على الرغم من انه يعلم أن  المخالفة صحيحة؟
- من منا ياسادة لا يلقي القمامة من نافذة السيارة وكأن البلد لا تعنيه ؟
- من منا لا يحاول أن يهرب من دوامة قبل نهاية الدوام؟
- ومن منا لم يحاول أن يكسب ولو ماعون ورق من الدائرة التي يعمل بها . ومن منا ومن منا ومن منا !!
- مرةً يتم الاعتداء على معلم من قبل طالب ومرةً يتم الاعتداء على ممرض او طبيب 
- مشاجرات  جماعيه بين طلاب جامعيين والسبب فتاه  ومشاجرات جماعية بين عشيرتين والسبب تافه .
إلى هذه الدرجة ماتت ضمائرنا والى هذه ألدرجه وصلت بنا الأمور ؟
هل تعتقدون  إن الحكومة قادرة على أن تضع رقيب على كل مواطن؟
اذا لم يكن المواطن رقيب نفسه وإذا لم تعد الينا ضمائرنا وإذا لم يكن لدينا انتماء لهذا البلد الحزين على شعبة  لو تأتي كل يوم حكومة جديدة فإنها لن تستطيع أن تصلحنا.

فلنبداء بأنفسنا ولنصلح ضمائرنا ثم نضع أيدينا بيد الحكومة ونتعاون معها لاجتثاث الفساد من جذوره ولنحب بعضنا  ونحب بلدنا ونعمل لاجلة ولنحب الحكومة فالحكومة منا ونحن منها وقد تخطئ وقد تصيب فان اخطاءت فلنحاورها وان أصابت فلندعمها وبغير ذلك لن يكون هناك اصلاح . 

                             وليحفظ الله هذا البلد في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد