مربي الأجيال

mainThumb

13-02-2012 10:27 AM

ليس في الأمر ما يخفى على احد فجميعنا نعي أهمية المعلمين وما هو دورهم في بناء المجتمع الذي يشكل غالبيته فئة الطلاب وبالتحديد طلاب المدارس, ونحن ندرك كم من السنوات بقي هذا المعلم محصورا في نظام معين, لا يمكنه من القيام بما يرغب فيه تقيدا بقوانين التدريس والتي تنص على أن المعلم مرآة تعكس الصورة المثالية لما يجب أن يكون عليه أبنائنا . 

فعندما تحين اللحظة التي يفقد فيها المعلم وعيه من شدة الهول الذي ذاقه في السنوات السابقة إما من الطلاب او من مجتمعنا الذي لا يقدر هذا المهنة وينظر إليها نظرة استحقار وتعالي نضع اللوم عليه وحده دون أن نعي ما هي الظروف التي جعلته يتخذ مثل هذا القرار والذي يحدد مصيره في هذا المهنة .

 فلماذا نضع اللوم على المعلم وحده ولماذا لا نقوم بتحديد المشكلات التي يعانيها و معالجتها قبل أن تتفاقم هذا المشكلة مؤثرة بدورها على باقي المهن والوظائف الأخرى . فبدلا من أن يقوم فئة من المجتمع بشتم المعلمين وتهديدهم من قبل أشخاص لا يعرفون قيمتهم وربما ليسوا على دراية بالشخص الذي علم الطبيب وعلم المهندس والوزير ورجل الأمن ... يجب علينا أن نعطي المعلم حقه كما يعطي المعلم حق أبنائنا في التعليم . 

نحن لسنا مع الضرر الذي وقع بالكثيرين في خلال فترة الاعتصام ولكن أقول بأن ليس له خيار أخر سوى هذا العمل لكي يعبر عما في داخله من جور وتقصير بحقه من قبل الجميع فعندما نقوم بمعالجة مشكله مثل هذا عن طريق التهديد و الإساءة له. 

لا ادري بعدها بأي حق سيقوم المعلم بالعودة في قراره والرجوع إلى عمله . فإذا أردنا أن نعالج المشكلة بهذا الأسلوب فان المشكلة حينها ستزيد مؤثرة بدورها كما قلت على باقي المهن والوظائف ولن نستطيع أن نرد ما فات بسبب أسلوب معين نتج من البعض . فلما لا نلجأ إلى أسلوب أخر, ألا وهو الحوار وسنجد حينها المشكلة المتفاقمة قد تحلحلت ورجع كل إلى ما كان عليه دون أن نتسبب في أضرار لا للمعلم ولا للطالب وذلك من خلال التحاور معه وكيفيه إرضائه بأبسط الطرق وأسهلها على الحكومة وكيفية رد اعتباره له, فمثل هذا النوع من الحوار لا يلزم شيء سوى أن يفتح الناس قلوبهم ويوجهوها إلى الخير ويوجهوها إلى التعاون مع بعضهم البعض وحينها سيكون هذا العمل له تأثير على باقي شرائح المجتمع والتي تتمنى أن يحصل هذا الشيء في أسرع وقت لأنها على دراية بالفائدة التي ستعود على كل أطياف المجتمع من خلال هذا النوع من التعاون .

 فمجتمعنا مجتمع محبة و أخوية ولم يكن يوما من الأيام مجتمع كراهية وبغض, ونرد على من يدعي أن المجتمع الأردني مجتمع متفكك, أقول له الروابط الأردنية التي غيرت مجرى التاريخ من قبل نشأة ما يعرف بالفواصل الجغرافية لهيا أقوة من أن ترد على مثل هذا الادعاءات والتي لا تعرف ما هي الوطنية و ما الذي يجمعنا في هذا المجتمع . دون أن اسرد الأحداث قديمها بحديثها .

 فالذي يستغل هذا الأزمة التي يمر بها أبائنا المعلمون, ويقوم بنشر الشائعات حول ما يعانيه قطاع التعليم, لكي يظهر مجتمعنا كأنه غابة كل يعمل على هواه دون التقيد بالأنظمة والقوانين التي تخالف هذا الشيء, لهوا إنسان مريض يريد تشويه الواقع لكي يحضى في الأهمية العظمة التي مع مرور الأيام ستوصله إلى ما يريد لكن من باب الخدم . فليلتف المعلم حول طالبه والطالب حول معلمه وتنظر الحكومة في مشكلة المعلم حتى ترجع الأمور إلى ما كانت عليه والى سابق عهدها ولكي لا نكون عرضة بين يدي ضعاف النفوس الذين يريدون تشويه الأمر حتى يسهل عليهم بعد ذلك الاستمتاع بنا بعد ما نكون قد خسرنا بعضنا البعض .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد