الشقران يبكي الوطن

mainThumb

10-03-2012 07:29 PM

 
بعد أن سعى سعادةُ النائبِ أحمدُ الشقران جاهداً ومن معهُ من اللجنة في التحقيقِ في قضيةِ الفوسفات, التي قيل بأنها بيعت لشركةٍ وهميّة لبروناي مع أن آخر زيارة لمسؤول من بروناي إلى الأردنِّ كانت لربّما قبلَ البيعِ المزعوم لفوسفاتنا المكبّل اليدين!! صُعِق الشقران كما كل حرّ غيور على وطنه بتصويت مجلس النواب على عدم إحالةِ القضيةِ للقضاء!!
 
 فصوّت معظمُ نوابنا الكرام بطريقة أخرى على إنهاء هذا الملف الذي يهم كلّ أردني أصيل لا يفرّق بين الوطنِ أرضهِ وعِرضِه. 
 
وبدلاً من أن يُشكر الشقران على ما قامَ به, صبّ مجلسُ النواب جمّ غضبه عليه وعلى النواب الشرفاء الذين لمْ يؤلوا جهداً في متابعة هذه القضية الهامّة. 
 
نقولُ لك أيها النائبُ الشريفُ, إنّ دموعَكَ قدْ أبكتْ أحرارَ هذا الوطنِ, وكانت تلك الدموعُ أبلغ من قصائدِ الهجاءِ والرثاءِ وكانت أعظم من المؤتمراتِ والحواراتِ التي لا تغني ولا تسمنُ مِن جوع, وصغّرت كلَّ من يريدون أنْ يكونوا كباراً ببيع الوطنياتِ الزائفة, واعلمْ يا سعادة النائب الشريف أنّ دموعَك لم تنزلْ من عينيك فقط , إنما هي دموعُ كلّ أردنيٍّ غيورٍ على وطنِهِ, يريدُ له الإصلاحَ في زمنٍ خُوّنَ فيه الأمينُ وأُمِّن فيه الخائن! يحبه حباً عظيما, ويفرح حينما يفرح وطنه, ويبكي حينما يبكي الوطن حينما يتكالب عليه التجار ليشروهُ بثمنٍ بخسٍ دراهمَ معدودة !!
 
 نائب الرمثا الحر, لقدْ رفعْتَ في حَملتِكَ الانتخابيةِ شعاراً لم يزلْ يترددُ في أذهانِنا وهو عهداً .. لنْ أخذلكُم , ويا لك من رجلٍ, فها أنت تثبتُ لنا جميعاً بأنك لمْ تخذلنا, فلقد حافظت على العهد الذي بيننا وبينك, وأبيت الخنوع والخذلان, فانهمَرَتْ دموعُك حزناً وألماً على الوطنِ الذي خذله الخائنون, وسمْسَرَ لمقدراتِه وثروتِه الطامعون, فباعوهُ وقبضوا ثمنه, ولكنَّ دموعَ الشرفاء أمثالك ستحرقهم وتشعلُ النيران في ضمائرهم. 
 
نائبَنا الحرّ .. بينما كنتَ تبكي الوطنَ, سُئلت عن سببِ بكائِك فأجبتْ: كلما أحسست بأنَّ شيئاً سيتغير .. تكتشفُ بأن لا شيء سيتغير ولكننا نقول بما أنه أصبح لدينا مسؤولون يبكون الوطن ويذرفون الدموع حباً لترابه ليس إلا, فثق أبا يزن بأنّ الحالَ سيتغيّر, وبأنّ أمثالك من الشرفاء سيغيّرون حتى نصِلَ الإصلاحَ الذي ننشدُه جميعاً.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد