إيران و الحلم الضائع !

mainThumb

29-04-2012 09:48 PM

 لا شك أن المؤامرات التي قامت و تقوم فيها إيران ضد الأمة العربية واضحة كل الوضوح و لا تخفى على أحد مهما حاول الكثير من العرب إغماض أعينهم عنها وصم آذانهم عن سماعها, ولا شك أيضا” أن إيران متورطة في الكثير من الدماء العربية في العصر الحديث إبتداء” من الأحواز العربية التي قتلت فيها ما قتلت و إحتلتها مع بدايات القرن العشرين مرورا” بالعراق الذي شهد همجية لا توصف من قبل عصابات إيران هناك و ما أكثرها, إلى سوريا التي أوغلت إيران قبل النظام في ذبح أبنائها المطالبين بالحرية والكرامة.

 
و عند محاولتنا فهم الحاضر و أسبابه علينا العودة للماضي و آثاره ولا بد من خلاله أن نعرف أن ما تفعله إيران في الوطن العربي هو محاولة لرد الإعتبار على الإهانة التي لا تغتفر و التي وجهتها الأمة العربية لإمبراطورية فارس قديما”, هذه الأمة التي أخرجت سيدنا عمر (رضي الله عنه) الذي حطّم إمبراطوريتهم التي كانت الأقوى في ذلك الزمان و كيف أن العرب هم من داسوا كسرى و داسوا تاجه و سلطانه بأقدامهم, هذا الحقد هو نفسه ما جعل الفرس ووريثته الشرعية إيران أن تبني بعد ذلك ضريحا” لأبي لؤلوة المجوسي قاتل سيدنا عمر ليصبح مزارا” مقدسا” لهم, وهي أيضا” من تحاول بكل جهدها أن تفرّق العرب من خلال بث الفتن بينهم حتى لا تقوم لهم قائمة, وهي تعرف جيدا” أن أي وحدة عربية ستكون وبالا” على مشاريعها الإستعمارية هذا من جهة ومن جهة أخرى محاولة لرد جزء من كرامتهم المهدورة على يد العرب قبل أن تكون على يد المسلمين أو هكذا رؤيتهم للموضوع.
 
من الواضح مما تقدم أن ما تفعله إيران بالدول العربية نابع عن حقد دفين في قلب هذه الدولة, هذا لو تغاضينا عن المعتقدات الدينية و التي حاولت إيران تشويه أحكامها لتتناسب مع مشاريعها للتحكم بالمنطقة, هذه المعتقدات و التي لا نريد الخوض كثيرا” فيها والتي هي بلا شك كانت و ما تزال الغطاء لأي هجمة على الدول العربية و إستقرارها من خلال بث سمومها والتي تؤثر على الفكر العربي و الوعي العام من خلال دعم بعض المستفيدين منها بالمجتمعات العربية و على رأسهم النظام السوري و الذي يشاركها خلافا” لنفس الأهداف السلطوية الخاصة به المعتقدات الدينية نفسها لنجد أن إيران تحارب قبل النظام هناك من أجل الحفاظ عليه و الذي يعني بالضرورة الحفاظ على أحلامها.
 
تؤمن إيران أن سقوط النظام في سوريا هو سقوط للإمبراطورية الفارسية قبل ولادتها من جديد هو تحطيم لأحلامهم التي عملوا عليها منذ عقود وبلا شك أن إيران ستحاول بكل ثقلها أن تمنع سقوط هذا النظام حتى لو أدى ذلك لإستنزاف كل مواردها وتقديم كل التنازلات للغرب في سبيل ذلك, فسقوط النظام في سوريا و ظهور نظام جديد سيكون معادي بلا شك لإيران بعد موقفها من الثورة هناك ومشاركتها بشكل مباشر بالقتل وما له من تبعات من كشف ظهر الدولة الفارسية للعالم مما يسهّل جلدها على يد العالم و العرب تحديدا” من جديد ليعاد تحطيم هذه الدولة وهذا بالضبط ما تخشاه.
 
على الدول العربية أن تقف بشكل جاد في مواجهة الهجمة الإيرانية عليها من خلالة قصقصة أجنحة حلفائها بالمنطقة إن كان بشكل عسكري كدعم الثوار السوريين والذين سيكون لهم اليد الطولى في ذلك ومن جهة أخرى إحتضان التيارات القريبة من إيران و التي إجتمعت معها المصالح السياسية أو المادية من خلال إعطاء مجال أوسع لهذه التيارات بالخوض بالحياة السياسية العربية ودعم أحزابها ماديا” على أن يكون الكي هو العلاج الأخير في التعامل مع هذه التيارات و لا يعني عدم إستخدامه إن إقتضت الحاجة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد