إن لكل أمة تاريخ يصنعه عظماؤها، وفي حياة كل شعب عظيم مسيرة عطاء محفوفة بجهود أبنائه الحريصين على بناء غده، وتحقيق مجده، وفي المملكة العربية السعودية صفوة من الرجال تقدموا غيرهم فكانوا من السابقين "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" واخلصوا للوطن والملك فكانوا منهل بذل وعطاء وأنموذج ولاء وانتماء، فأناروا للأمة دروب المستقبل وحملوا مشاعل الحق فسطعوا شهباً مضيئة في سماء الوطن وفجروا في قلب الصحراء هالات النور التي هزمت الظلام، ويعد الدكتور علي بن عبد الله بردي الزهراني الملحق الثقافي السعودي في المملكة الأردنية الهاشمية ورئيس مجلس المستشارين والملحقين الثقافيين العرب، أحد أبرز شخصيات العلم والفكر المشهود لهم ولإنجازاتهم في كافة المواقع والمناصب التي تدرج بها، ليكون بذلك منارةً في الوفاء لوطنه ولأمته وذلك بحكم موقعه القيادي الهام.
والدكتور الزهراني يحمل درجة الدكتوراه في فلسفة التربية (إدارة التعليم العالي) وله العديد من الأعمال والنشاطات المختلفة أبرزها عضو الجمعية الأمريكية للتعليم العالي منذ عام 1982م وكُلّف بالعديد من الأعمال في جامعة أم القرى منها وكيلاً لكلية التربية وعميداً لكلية التربية وعميداً لشؤون الطلاب في الجامعة ذاتها، بالإضافة إلى رئاسة وعضوية مجموعة من اللجان.
ويسجل للدكتور علي الزهراني إسهاماته العديدة بتوطيد العلاقات السعودية - الأردنية وخصوصاً في مجال التعليم العالي، حيث ترتبط المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بعلاقات طيبه ومميزه مع شقيقتها المملكة الأردنية الهاشمية أساسها روابط الدم والدين والجوار والمصير المشترك حيث كانت وما تزال على الدوام نموذجاً في العلاقات العربية، وقد شهدت السنوات الأخيرة تطوراً ونمواً كبيراً في مختلف المجالات، كما ارتبط البلدان بالعديد من الاتفاقيات في الميادين الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصحية والسياحية والتعليمية، وتحديداً في مجال التعليم العالي والبحث العلمي حيث تم الاتفاق على تنسيق التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي بين البلدين والمتابعة والإشراف من قبل الملحقية الثقافية بعمان ممثلة بالدكتور علي الزهراني وكادر العمل في المُلحقية على جميع الطلبة السعوديين الدارسين في المملكة الأردنية الهاشمية وذلك من خلال المتابعة الدائمة والمستمرة والإهتمام بالمسيرة التعليمية للطلبة السعوديين وتوجيههم باستمرار لينعكس ذلك على مسيرتهم التعليمية ومنهجيتهم الدراسية وفق أحدث الأساليب وتذليل كافة المعوقات التي تواجههم أينما حلو وإرتحلوا. ويعد مبنى الملحقية الثقافية السعودية والذي يقصده الطالب السعودي منظومة متكاملة الأبعاد حيث يتم تقديم كافة التسهيلات للطلاب فقد تم افتتاح مكتب للبنك، ومكتب للحجوزات، ومكتب لشركة التأمين الطبي داخل مبنى الملحقية، إضافة إلى مكتب للإرشاد والتوجيه الطلابي لمتابعة جميع المشاكل النفسية والاجتماعية والعمل على حلها أولاً بأول. من جانب آخر يحرص الدكتور علي الزهراني على الألتقاء بأبنائه الطلبة السعوديين الدارسين في جامعات المملكة الأردنية الهاشمية والتواصل معهم ومشاركتهم جميع مناسباتهم ولا يبخل عليهم بتقديم العون والمساعدة لكل من يطلبها فهو بحق حلقة الوصل التي تربط الطلاب المغتربين بأهلهم وذويهم في المملكة العربية السعودية، فهو بمثابة الأب الحاني على أبنائه الطلبة عندما يقصدونه ويطلبون منه العون والمشورة، كونه رجل المهمات الصعبة.
ويسجل للدكتور علي بن عبد الله بردي الزهراني رئيس مجلس المستشارين والملحقين الثقافيين العرب وزملائه المستشارين العرب قيامهم بتطوير لجنة المستشارين والملحقين الثقافيين إلى مجلس بعد جهود كبيرة للوصول إلى هذا العمل المميز، هذا وقد تم انتخاب الدكتور علي الزهراني رئيساً للمجلس لدورتين متتاليتين.
وحرصاً من الدكتور الزهراني وسعيه الدؤوب لتوفير البيئة المناسبة لدراسة أبنائه الطلبة السعوديين وتعويضهم عن شعورهم ببعدهم عن وطنهم، فقد قام ومن خلال موقعه كملحقاً ثقافياً للمملكة العربية السعودية لدى الأردن وبالتنسيق مع وزارة التعليم العالي السعودية بإقامة نادي للطلاب في مدينة عمان وآخر في مدينة إربد ويتم العمل الآن على افتتاح نادي في مدينة الكرك وذلك بهدف تهيئة الاستقرار النفسي والاجتماعي لأبنائه الطلبة من خلال ممارسة الهوايات والأنشطة، حيث يحتوي كل نادي على الألعاب الرياضية ومكتبة بالإضافة إلى إقامة مناسبات اجتماعية، هذا وتشرف الملحقية على تنفيذ البرامج التدريسية داخل الأندية الطلابية في مختلف التخصصات والتي يقدمها أساتذة متخصصون لديهم الخبرة والكفاءة، كما تشارك الملحقية بالاحتفال باليوم الوطني السعودي والأسابيع الثقافية الطلابية التي تقيمها الملحقية بالمشاركة مع الأندية الطلابية وجميعها تبرز الدور الحضاري والريادي للمملكة العربية السعودية من خلال عرضها للتراث السعودي والنهضة المعمارية والثقافية والاجتماعية.
ويأتي الاحتفال السنوي السادس للطلبة الخريجين والذي تقيمه الملحقية الثقافية السعودية بالأردن كتتويجاً لجهود الطلبة الدارسين وقد شارفوا على إنهاء مشوار دراستهم المكلل بالنجاح والتفوق، وقد أخذ الدكتور الزهراني على عاتقه ومنذ اليوم الأول له كملحقاً ثقافياً للمملكة العربية السعودية إقامة هذا الحفل الكبير والإعداد له والوقوف عند كل تفاصيله ليخرج بأبهى صورة وليكون بمثابة ذكرى ترافق الطلبة الخريجين خلال مشوار حياتهم، وقد تم تخريج أكثر من (3700) طالب وطالبة من عدة جامعات أردنية عادوا إلى وطنهم وساهموا في مسيرة البناء والتطوير والإعمار.
غنية هي المملكة العربية السعودية برجالاتها الأشاوس الذين عُرفوا بمواقفهم الجريئة وعقولهم النيرة وزخم خبراتهم. ويعد الدكتور علي الزهراني واحداً من رجالات العلم والثقافة، وواحداً من ابرز رواد الحركة الثقافية والفكرية في المملكة العربية السعودية، وبالنظر إلى شخصية الدكتور علي بن عبد الله الزهراني فإن المرء يحار من أين يبدأ وأين ينتهي نظراً لعظيم الصفات وجُل الخصال التي يتحلى بها، فهو المخلص المحب للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو الأب الحاني على أبنائه الطلبة المتابع لشؤونهم وقضاياهم وخير دليل على ذلك بقائه لساعات متأخرة من الليل من أجل متابعة القضايا المستجدة التي تعترضهم.
إن أجمل ما عُرف به الدكتور الزهراني هو شدة التواضع وحسن الخلق وسعة الاطلاع وسعة الأفق والهمة العالية، لا يخشى أحد غير خالقه ولا يحسب حساباً إلا لنداء ضميره الحي. فهنيئاً للمملكة العربية السعودية هذه الثلة من أبنائها البررة الذين أخذوا على عاتقهم تحقيق أسمى درجات التطور والإزدهار للشعب السعودي وللوطن الغالي، وختاماً نسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وان يسدد خطاه لخدمة دينه ووطنه وأمته وندعو لسعادة الملحق الثقافي السعودي الدكتور علي بن عبد الله بردي الزهراني بالعمر المديد وبالتوفيق والسداد.