يوم اوروبا

mainThumb

15-05-2012 10:19 AM

تحت هذا العنوان كتبت, يؤانا فرونيتسكا, سفيرة الاتحاد الاوروبي في عمان, مقالا تذكر فيه بالتاسع من ايار عام 1950 عندما دعا وزير خارجية فرنسا آنذاك, شومان, لاوروبا الاقتصادية انطلاقا من تأسيس ادارة موحدة لصناعة الفحم والصلب..

واذا كانت اوروبا قد اختارت هذا اليوم لاطلاق وحدة اقتصادية ثم سياسية, الا ان مشاريع الاتحاد الاوروبي وايامه اقدم من ذلك, ولعل الخوف من انتشار الشيوعية بعد دور الجيش الاحمر السوفييتي في هزيمة النازية احد الاسباب التي عجلت في ذلك استنادا الى مشروع مارشال الامريكي (ملء الفراغ) 1947 الناجم عن ظروف الحرب العالمية الثانية والصورة القبيحة الاجرامية العدوانية للرأسمالية في لحظة ازمتها الكبرى التي فجرت الحروب العالمية الحديثة كلها وتسببت في ابادة ملايين البشر.

وعلى اهمية التوقيع على اتفاقية الفحم والصلب (ربما عام ,1951 وليس عام 1950) الا ان اوروبا شهدت محطات سابقة على ذلك ابرزها اتفاقية البنيلوكس الثلاثية (1944) بين هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ ثم منظمة التعاون الاقتصادي 1948 ثم اتفاقية روما (1957) (السوق المشتركة الاولية او المحدودة) ثم التجارة الحرة ثم الغاء الحواجز الجمركية وصولا للبرلمان الاوروبي 1979 ثم اتفاقية ماستر يخت .1992

واهمية كل هذه المحطات انها جميعا مرتبطة بحاجات داخلية وتحديات خارجية ايضا شديدة الصلة بالحرب الباردة ومواجهة موسكو احيانا والتنافس مع واشنطن احيانا اخرى..

والجدير ذكره هنا, ان ثمة حقبة امبراطورية سابقة حاول فيها اباطرة وزعماء كبار توحيد اوروبا سواء استجابة لتحولات داخلية (الفرنسيون خصوصا) او لمواجهة اخطار خارجية مثل روسيا وتركيا العثمانية..

ومن ابرز هذه المحطات محاولات ملوك فرنسا (شارلمان - شارل الخامس - لويس الرابع عشر ونابليون) وكذلك محاولات المانية ونمساوية جوزيف الثاني, امبراطور النمسا, وهتلر..

وكان لهذه المحاولات جميعا, فلاسفة ومبدعون يدافعون عنها مثل ليبنتز وهوغو (فرنسا رأس اوروبا والمانيا قبلها).

والعبرة فيما سبق, ان اوروبا التي تتكون من مئات القوميات (الكبيرة والصغيرة) ومئات الاثنيات والمذهبيات وخلفها مئات الحروب الدامية, والتي قطعت بلدانها شوطا عظيما في التقدم والنهضة, تذهب الى الوحدة باشكال مختلفة على قاعدة (القوة في التنوع) فيما العرب على حالهم, سعداء بهوياتهم وكياناتهم القطرية المريضة وتجد بينهم وخاصة من (اشباه المثقفين) ممن يتندر على خطاب وثقافة الوحدة والقومية باعتبارها دقة قديمة ولغة خشبية و (قومجية بالية) وهو بالضبط ما يريده اعداء الامة لاحكام سيطرتهم على الشرق العربي, بموارده وتاريخه والجغرافيا السياسية التي يمثلها.

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد