فك الخط في مسألتي القفز والنط

mainThumb

14-06-2012 01:40 AM

 في نقاش النواب لقانون الانتخابات الجديد، أخذت مسألة تصويت الأميين وقتاً طويلاً، حيث اضطر المتناقشون إلى تحديد تفاصيل تلك العملية، لكنهم رفضوا الفقرة التي وردت في النص الحكومي التي تقترح أن يُطلب من الناخب الأمي أن يقسم بالله أنه لا يستطيع القراءة والكتابة.

أنصار فكرة حلف اليمين يرون أن ذلك يشكل دليلاً على النزاهة والشفافية، لكنهم على ما يبدو يعتمدون تعريفاً خاصاً وربما سطحياً للنزاهة والشفافية، أو على الأقل يختلف عن التعريف المعتمد في العملية الانتخابية ذاتها.
كما تعلمون فإن المشكلة ليست في تصويت الأمي الحقيقي، بل في ظاهرة ادعاء الأمية من قبل ناخب يهدف إلى طمأنة المرشح الذي وعده بصوته، سواء أكان هذا الوعد مقابل المال أم على سبيل الالتزام المجرد، كما يحصل في حالة التحالفات بين الجماعات الانتخابية.
إن الحيلولة دون اتساع ظاهرة "التصويت الأمي" يعني حرمان ممارسها من وسيلة أساسية لإثبات صدقه ونزاهته وشفافيته، لأن الاتفاق على صيغة "التصويت أمي" يكون محصلة نقاشات طويلة بين الأطراف ذات العلاقة، ويعتبر التوصل إلى هذه الصيغة من التصويت تحقيقاً لصيغة مثلى ومطلقة للمصداقية والشفافية.
ثم إن علينا الانتباه إلى أن الأطراف المعنية بالتصويت الأمي، لا علاقة لها بمسألة الأمية أو القراءة والكتابة، فالتسمية المعتمدة أصلاً هي التصويت "العلني" وليس "الأمي"، أي أن النية لتحقيق الشفافية والمصداقية متوفرة.
أما عن تصويت الأميين الحقيقيين، فسأخصص لهم المقالة المقبلة، فهناك بعض الذكريات الطريفة.
 
ahmadabukhalil@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد