قطر تفرد عضلاتها المالية

mainThumb

14-07-2012 02:13 PM

 عندما تقوم قطر بصفقة استثمارية، تعقدها تحت الأضواء وسط ضجة إعلامية منقطعة النظير. فمن ينسى احتفالات فوزها باستضافة مونديال 2022؟... ومنذ أن بدأت في 2010 جولة تسوق حول العالم استهدفت استثمارات بقطاعات الرفاهية، العقار، التعدين، والفنادق، تتفوق قطر على نفسها كل مرة بالتغطية الاعلامية.

فقد منحها الغاز الطبيعي سلاحاً لبناء احتياطات مالية ضخمة، حتى فاق حجم أصول صندوق قطر السيادي 100 مليار دولار في نيسان الماضي. وبلغ فائض ميزانيتها للعام المالي المنتهي في آذار 12,2 مليار دولار.
 
لكن الأسماء البراقة للأصول التي تستحوذ عليها تجعلك تتساءل إن كانت تهدف الى الربحية أولاً، أم الشهرة. فصفقات شهر تموز الحالي تتكلم عن نفسها.
 
وسط عرض ضوئي باللايزر أضاء سماء لندن، افتتح رئيس الوزراء القطري مع دوق يورك الأمير اندرو قبل أيام ناطحة السحاب "شارد" باستثمار 1,5 جنيه استرليني، رغم انتقاد مؤسسات الحفاظ على التراث البريطاني بأن المشروع يشوه منظر المدينة ومعالمه الأثرية، وانتقاد العقاريين بأنه سيزيد مساحة المكاتب حديثة البناء والفارغة في لندن بـ 15%، مما قد يضغط نزولاً على أسعار الايجارات. بعدها بأيام، صدر خبر اقتراب العائلة المالكة في قطر من شراء الماركة العالمية فالنتينو، المعروفة بفساتينها الحمراء الراقية، والتي تضم تحت لوائها ماركة ميسوني، بقيمة تراوح بين 550 و600 مليون جنيه استرليني، لتضاف الى استثمار قطر بـ 1% من LVMH، و5,2% من تيفاني.
 
ورغم المنطق الاقتصادي خلف هذه الاستحواذات، حيث تتوقع شركة الاستشارات Bain & Co زيادة الانفاق على منتجات الرفاهية بما بين 6 و7% هذا العام، تستدعي هذه الماركات بصور منتجاتها الانيقة المتابعة الاعلامية الكثيفة لها.
 
وفي مطلع الشهر، أطلقت قطر مفاجأة باعلانها نيتها بناء سلسلة فنادق تحت اسم "هارودز"، أولها في كوالالمبور في ماليزيا، ثم في لندن، باريس ونيويورك. وعند التفكير في هارودز تتخيل المتجر العريق في نايشبريدج بصالاته المليئة بالمنتجات الفاخرة، والتي كانت قطر اشترته قبل عامين بـ15 مليار جنيه استرليني. فهل سيشتت هذا التوسع تميز العلامة التجارية؟
 
وأتت هذه الاخبار في اعقاب اعلان شراء مبنى "فيرجن" الشهر في باريس في حزيران بـ500 مليون أورو، ليضيف "برستيج" الى محفظة قطر من الاستثمارات الباريسية التي تضم نادي باريس سانت جيرمان، 5,6% من شركة البناء "فينسي"، 5% من شركة المرافق العامة "فيوليا" و10% من "لاغاردير" الناشر لباريس ماتش. وحتى في القطاعات الاقل جاذبية، تتصدر قطر عناوين الصحافة الاقتصادية هذه الايام، بعد رفضها لشروط عرض أكبر شركة تعدين في العالم "غلينكور" الاستحواذ على منافستها "اكستراتا" التي تملك قطر 11% منها. فدخلت هي في مفاوضات مباشرة مع "غلينكور" لتحسين شروط الاستحواذ.
 
أما الاستثمارات الاكبر فتبقى محفظة العقارات في بريطانيا، حيث تقترب قطر من الاستحواذ على 42 فندق ماريوت بما بين 600 و700 مليون جنيه. لتضاف الى برج "شارد" وقرية الرياضيين في London Olympic ParK، واستثمار Chelsea Barracks بـ4,8 مليارات دولار، واستثمار بمليار جنيه في مشروع الشقق السكنية الفاخرة One Hyde Park. فهل من أحد في العالم لم يتعرف بعد الى قطر؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد