عُهـر التوجيهي

mainThumb

16-07-2012 02:44 PM

توطئة: العهر في اللغة الفجور والزنا، نقول: عهَر الأمر أو الشيء نسبة ً إلى الفجور أي جعله عارا، نقول أيضا: قام بحملة لانتقاد فئة وتعهير أفعالها وآرائها. وعندما يكون العهر مضافا إلى التوجيهي كما في رأس المقال أي إننا ننتقد ونُعهر الممارسات الدخيلة والمشينة المتلازمة مع امتحان الثانوية العامة والتي تسمى في بلادنا ( التوجيهي ).
 
انتهت يوم الثلاثاء 10/7/2012 امتحانات التوجيهي في الاردن  وزاحت الغمة وزالت الغصة وتوقفتُ عن تناول عقار ( ZEROXAT )   المضاد للاكتئاب وأقسمت ألا أعاود الفجور ثانية مع إخلاص النية في التوبة لعل الله يقبل توبتي بصفتي مراقبا مارست الفجور قسرا، فالعهر ذنب دركاته سفلى.
 
أركان التوجيهي ومقومات نجاحه خمسة: وزارة التربية والتعليم، مديريات التربية والتعليم، المراقب، ولي الأمر والطالب.
 
وكل الشكر لأجهزة الأمن للحفاظ على سير عملية الامتحانات فالأمن الناعم يجعل الطالب المتقدم للامتحان هادئ البال مطمئن النفس فدوره هنا تربوي أكثر منه امنيا.
 
أولا: وزارة التربية والتعليم: 
 
حملها ثقيل وثقيل جدا ولكنها تقود العملية باقتدار، تجند طاقاتها من واضعي الأسئلة التربويين المؤهلين الذين يعتمدون أسسا عالمية مراعيين الفروق الفردية فلهم الجزاء على جهدهم وأمانتهم فقد أبروا بأيمانهم، تضع الوزارة القوانين الصارمة لعلها تحد من ممارسة الفجور، ترصد ميزانية لتكافئ كل جهد يقوم على إنجاح الامتحانات.
 
ثانيا: مديريات التربية والتعليم:
 
تعمل كل مديرية وحسب المتبع من القوانين على إعداد قوائم الطلبة المؤهلين وعلى تنظيم قاعات الامتحان بأجوائها المناسبة ثم اختيار المراقبين حسب الأسس إن اتبعت. ولك أن تعجب على تهافت المعلمين وحرصهم على أن يكونوا من بين المراقبين ولعل السبب هو ضيق الحال ووله النفس البشرية بالمال.
 
ثالثا: رئيس القاعة والمراقبون:
 
يا معشر القراء يا ملح البلد       من يصلح الناس اذا ما الملح فسد
 
رئيس القاعة أو رئيستها تربوي ذو خبرة يُختار بعناية يقسم أمام مدير التربية والتعليم على أن يقوم بمهامه بأمانة وإخلاص وجلهم يبرون بأيمانهم، ولكنا في هذا المقام نتحدث عمن يحنث بيمينه وهم قلة فأفعالهم فيها عهر وفجور، هل سمعتم عن رئيس قاعة تُـفترض أمانته يخرج ورقة الأسئلة ويبعثها عبر سكنر واللاب توب بالا يميل الى قريب يهمه أو صديق يجامله فتصاغ الإجابات, وبأساليب شيطانية تدخل ورقة الإجابة الى الطالب الممتحن لينافس مَن سهر الليالي ويأتينا بعد سنوات طبيبا أو مهندسا، هذا واحد من أمثلة كثيرة مشينة.
 
أما المراقبون فهم كذلك اقسموا مرتين أمام مدير التربية والتعليم وأمام رئيس القاعة وهنيئا لمن أوفى بعهده وبر بيمينه فأرضى ربه وضميره لكنه اسخط الطالب الممتحن وذويه فتنهال عليه دعوات الأمهات واتهامه من قبلهن بأنه ظالم متسلط، واقرب مثال ان  مراقبا ملتزما بيمينه عارفا لواجباته يقول له طالب منع من ممارسة الفجور أي الغش: ألا تخاف الله يا أستاذ فيرد عليه المراقب: عليك أنت ان تخاف الله فمخافة الله توجب منعك من الغش فالغش فيه أكل لحقوق الآخرين.
 
أما الفئة الأخرى من المراقبين فأي قدوة يتأسى بها طلابهم وأي جيل يتخرج من عبثيتهم وليسألوا عن أجورهم هل لامسها الحرام فلا يستجاب لدعائهم، ان ممارساتهم هي الخطيئة والفجور الذي هو العهر فاتقوا الله في أنفسكم وأبنائنا.
رابعا: ولي الأمر: 
 
فلتعجب كيف يصل ولي الأمر الى رقم هاتفك كمراقب ليتودد أليك ويوصيك على ابنه، كنت أظنه يطلب منك توفير أجواء مناسبة لتأدية الامتحان فلا تشويش يفقد الطالب ما رسخ في ذهنه من خلال دراسته
 
فيفاجئك بان تكون حارسا لابنه لا مراقبا عليه تحرسه من عيون رئيس القاعة أو أي مسئول قادم، انه العهر بعينه.
 
خامسا: الطالب:
 
يتساءل التربويون والمثقفون والامنيون عن أسباب العنف الجامعي الذي يعصف بجامعاتنا، ان أردتم معرفة ما تبحثون عنه وباختصار تعالوا الى قاعات امتحانات التوجيهي وانظروا ممارسات طلابنا وأساليبهم الشيطانية في الغش والحرمنه والفجور لعرفتم ان من يمارس الفجور داخل قاعة الامتحان سيمارسه داخل أسوار الجامعة، فهنا عهر وفجور وهناك أي في الجامعة عهر وفجور وعنف.
 
أيها التربويون: أعيدوا لمدارسنا وامتحاناتنا الشرف والعفة.
 
أيها المعنيون يرعاكم الله: أعيدوا لنا خدمة العلم، أعيدوا تأهيل مصنع الرجال.
 
أيها الامنيون: اخشوشنوا ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد