ترددت كثيرا قبل ان اختار عنواناً لمقالتي والسبب انني كنت اريد عنواناً يترك فضولا عند الناس لقرائته واقول فيه ما الذي حدث لنا نحن الاردنيون ؟ ما هكذا كنا , لماذا اصبحنا عاقين لبلدنا ولماذا كل هذا الجحود ؟ اين انتمائنا الذي كان يضرب به المثل واين عشقنا لترابنا الغالي , رغم القلة التي كنا نعيش بها قبل سنوات لكنا كنا افضل من اليوم بكثير نحب بعضنا ونساعد بعضنا البعض, الغني يساعد الفقير والقوي ينتصر للضعيف الجار يفزع لجاره والمرآءه تتعلل عند جارتها , وصحون الطبيخ تلف بين الدور برمضان , عشنا طفولة رائعة وعشنا مرحلة شباب اروع لكن ما الذي يحدث اليوم ؟ ومن هو المسؤل عما يحدث اليوم ؟
جاء الربيع العربي او ما ندعي انه ربيع وجر معه القلاقل والفتن والفوضى التي اصبحت تعم كافة مدن المملكة بلا اي داعي ولأتفه الاسباب بدأنا نطالب بالديقراطية وحرية الراي ونحن والله لا نعرف ما هي الديمقراطية ولا اين سقف حريتنا , ماذا كان موقف الحكومة ؟ الحكومة تركت الشعب يعبر كما يريد ويطالب بما يريد .ولأننا لا نعرف ما هي الديمقراطية ولا متى تنتهي حريتنا بدأت الفوضى تعم البلاد وبدأ الحراك الشعبي الذي اخذ يطالب بالاصلاح ومحاربة الفساد وبداء الشعب يطالب بتغير الحكومات وما ان تكلف حكومة حتى تبداء مطالبة الشعب باقالتها فتم تغير اكثر من 4 رؤساء حكومات خلال اقل من 4 شهور فترة قياسية ممكن ادخالها موسوعة جينس ولا زال الشعب يخرج الى الشوارع مطالباً باسقاط الحكومة.
صدقوني يا ناس احنا بصراحة مشكلتنا ليست مع شخص او شخصية رئيس الوزراء او مع الوزراء بقدر ما هي مع وعي وتعاون الشعب مع حكومته لانه وكما هو معروف اليد الواحده لا تصفق ونحن اي الشعب وللاسف دائما نترك الحكومة تصفق وحدها وننتظر فشلها وكانها من كوكب ونحن من كوكب آخر , اصبح لدينا ادمان اسمه تغير الحكومة او على اقل تقدير التعديل الوزاري فما ان تكلف الحكومة حتى نبداء بالتفكير متى سيكون ا لتعديل الوزاري القادم , المشكلة مشكلة الشعب لان الحكومة ومنذ بداية الربيع العربي مع انني لا اراه ربيعا بدأت فعلا بجملة من الاصلاحات الملموسة منها هيكلة الرواتب والتي خدمت شريحة كبيرة من الموظفين ومنها انشاء نقابة المعلمين والتي بدأت بتحركات واسعة للحصول على مصالح ومطالب شخصية للمعلمين دون ان يكون من بين هذه المطالب اية مطالب لها علاقة بالتعليم وتطويره او لها علاقة بمصلحة الطلاب بل كلها وللاسف مطالب تصب في جيوب المعلمين , ومن بين الاصلاحات التي قامت بها الحكومة احالة العديد من ملفات الفساد الى المحاكم المختصة ومنها محاكمة مدير المخابرات العامه علناً بتهمة الفساد وفي هذا السياق اريد ان أذكر انه لا يوجد دولة في العالم لا يوجد فيها فساد وبمختلف انواعة .
اعود واقول ان الشعب هو المشكلة الشعب يريد كل شيء دون ادنى مراعاة لاوضاعنا الاقتصادية الصعبة جداً , الشعب يريد كل شيء ولا يريد ان يضحي بادنى الاشياء فالمواطن يريد من الحكومة ان ترفع راتبه وبالمقابل لا يقبل من الحكومة ان تزيد سعر اي سلعة وكأننا دولة خليجية , الشعب يريد ان يخرج الى الشارع يحرق ويكسر ويخرب ولا يرضى من الحكومة ان تمنعه , الشعب يريد الحكومة ان تجعل الاردن بروناي آخر وبكبسة زر , المواطن يريد من الحكومة ان تبحث له عن ابنه الضايع وعن بنته الصايعة واذا ما بينوا خلال 24 ساعة يا ويل الحكومة , الشعب يريد من الحكومة الافراج السريع عن الهمل والسرسرية تحت طائلة الاعتصام والتخريب وحرق عجلات السيارات في الشوارع , الشعب اصبح يخرج الى الشوارع يخرب ويحرق ويكسر لمجرد ان الحكومة احالة موظف ما او ظابط بالجيش او الامن على التقاعد معقول نوصل الى هذه الدرجة ان الحكومة تبطل تمون تقاعد موظف ؟ الشعب هو المشكلة , العشيرة الي ما بتعين منها وزير بتطلع للشوارع تحرق وتكسر وبتطالب الحكومة بتعين وزير منها هل هذا يعني انه من كل عشيرة لازم يكون في وزير ؟ اذا سيدنا كلف رئيس وزراء من الشمال بتشكيل الحكومة اهل الجنوب ما بقصروا بالتشكيك بكفائته وقدرته ونزاهته واذا كان رئيس الوزراء من الجنوب كمان اهل الشمال ما بقصروا بالتشكيك بنزاهته وعدله وكفائته وببلشوا يبثوا سمومهم عبر وكالات الاخبار المختلفه يا ناس يا عالم والله عيب منين نجيبلكوا زلم نستورد من برة ؟ لم نكن في السابق نسمع لهجة شمالي جنوبي ولا هذا معاني وهذا كركي وهذا من اربد هل هذه كلها افرازات الربيع العربي ؟ هذه عنصريه نتنه لعن الله مروجها
اصبح رجل السير لا يجرؤ على تحرير مخالفة بحق سائق مخالف ورجل الامن اصبح يحسب الف حساب قبل ان يقبض على متهم او فار من وجه العدالة او حتى على ازعر او سرسري خوفا من غضب الشعب وردة فعله ومطالبة عشيرته المحترمه بالافراج عنه, هل هذه كلها افرازات الربيع العربي ؟ الحكومة سمحت للناس بالتعبير عن مطالبهم ولكن بشكل حضاري بحيث لا يمس الامن ولا يعبث بممتلكات الشعب ولكن يبدو ان شعبنا العظيم فهم القضية معكوسة اعتقد ومع تساهل الحكومة انه الاقوى وانه قادر على لي ذراع الحكومة ويستطيع ان يحصل على ما يريد بشوية تهديد ووعيد بالحرق والتكسير وشوية بلطجة , لا اريد ان يحدث بالاردن كما حدث مع وزارة التربية والتعليم عندما اقرت وبناءً على توصيات الناس الي بتفهم قرار منع الضرب بالمدارس على اعتبار ان الضرب ظاهرة غير حضارية وان الضرب بيجرح كرامة وكبرياء الطلاب فما الذي حدث ؟ الطلاب زادت قلة حياهم وتمردوا على المعلمين والمعلم اصبح لا يجرؤ على رفع راسه امام الطلبه , كرامته تهان شخصيته اصبحت ضعيفة ومهزوزه مضطر الى مسايرة الطلاب حتى لا يقع في غلطة تكلفه نقل تأديبي كل ذلك اثر على نفسيته وعطاءه وماذا كانت النتيجة ؟ النتيجة التي لا احد ينكرها ان التعليم ( باز ) وبالتالي كان قرار منع الضرب خطاء كبير ,واحنا طلاب كنا ننضرب واحياناً نروح عبيوتنا ايدينا مورمه بس ما كنا نشعر انه كرامتنا انهانت على العكس كنا نحترم المعلم ونجل والنتيجه اننا لا زلنا نحترم معلمينا اللذين درسونا قبل 20 عام لاننا واثقين بانهم صنعوا رجالا , ولان شعبنا لا يجيد الديمقراطية الحقيقية ولا يعرف حدودها ولانه يتجاوز في اغلب الاحيان هذه الحدود وهذا التجاوز يلحق الضرر بامن وآمان البلد فعلى الحكومة ان تضرب بيد من حديد كل من تسوله نفسه العبث بامن هذا البلد بل وتضرب بيد من حديد كل من يحاول ان يدافع عن فاسد او فار من وجه العدالة او عابث بامن البلد بغض النضر عن انتمآته الحزبية او العشائرية , يجب ان يكون للدولة هيبتها ويجب ان تفرض هيبتها لان امن البلد من هيبة الدولة وذا فقدت الدولة هيبتها نصبح كحارة كل مين ايدو الو وتحكمنا شريعة الغاب بمعنى ان القوي سياكل الضعيف وعندها سنطبق المثل القائل ( عد رجالك ورد المي ) والشاطر الي بياخذ حقه بايدو .
اصحى ايها الشعب الاردني قبل فوات الاوان اصحى قبل ان يصبح الربيع العربي صيفاً ملتهباً يحرق الاخضر واليابس , نحن على تراب الاردن شعب واحد من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه اردنيون وفلسطينيون كلنا شعب واحد الحكومة منا ونحن منها وهذا البلد لنا جميعا يجب ان نقف مع الحكومة لا ان نكون ضدها رجل الامن ابني وابنك وليس عدوي وعدوك وهو من يدافع عنك ويحميك , اخرج الى الشارع واعتصم وطالب بحقوقك المشروعة ولكن بطريقة حضارية دون تخريب او تكسير .
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً في ضل القيادة الهاشمية الحكيمة