التعايش الاسلامي المسيحي في الاردن

mainThumb

27-08-2012 05:25 PM

 لا شك أن التقارب الانساني بين أبناء بقعة جغرافية واحدة مهما اختلفت الأديان والمذاهب والأيديولوجيات بينهم , يعزز الوحدة المكانية ويكون سبباً رئيسياً لمزيد من التلاحم والتماسك بينهم.

 
وهذا ما رسخه نبي البشرية جمعاء محمدٌ صلى الله عليه وسلم منذ انطلاق دعوة النور والهداية ,فها هو القدوة للأمم والشعوب يعزز مبدأ التعايش بين المسلمين والكفار من قريش بحيث لا يأمر أصحابه بقطيعة الكافرين بل على العكس يأمرهم بالتواصل والإكرام والتودد لهم بقصد إدخالهم في فكر الرحمة والنور .
 
وها هو سيد التعايش محمد صلى الله عليه وسلم يؤاخي بين المهاجرين والأنصار بعد هجرته الى يثرب المنورة بقدومه صلى الله عليه وسلم وبترسيخ مبدأ التعايش الانساني ليزيد من تماسك المجتمع المسلم وتكاتفه .
 
وبصورة أخرى في يثرب (المدينة المنورة ) يتعايش نبي الهداية مع يهود , ويوثق المعاهدات بعد إبرامها معهم ليضمن عيشاً مشتركاً واحداً على أرضٍ فرض الواقع جوارهم للنبي وصحبه.
 
فالاسلام يتعايش مع غير المسلمين من كل الأديان والأفكار , واتسم هذا الدين بتسامحه بكل أنواع التسامح ,التسامح الذي يعتبر نوعاً من التعايش فهذا التسامح الديني بقوله تعالى:لا إكراه في الدين فكل انسان حر بديانته ولا يجبر الاسلام بني البشر ان يتبعوه بل من يرغب بالرضا المطلق , وهذا التسامح الفكري كإرساء مبدأ الحوار وأدب التخاطب مع غير المسلمين والبعد عن التعصب الأعمى وكل هذا يشهده أتباع الديانات الأخرى للإسلام وخصوصاً من كانوا من أبناء الأمصار التي فتحها المسلمون وكان فيها المسلمون بقمة التسامح الذي يعتبر رمزاً للتعايش المنشود.
 
ومن أقرب من تعايش معهم المسلمون أبناء الطائفة المسيحية التي ناصرت المسيح وآمنت به واتبعته وهذا ما أكده القرآن الكريم في قوله تعالى :ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ,ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون. فالاسلام أكد على صدق تعايش المسيحيين مع المسلمين بسبب التواضع الذي يتمتعون به وفهمهم الأقرب لطبيعة المسلمين التي تتسم بالتسامح وقبول الآخر.
 
ومن صور تسامح وتعايش وتقبل النبي للمسيحيين وتعاملهم معه صلى الله عليه وسلم استقباله لوفد نجران وسماحه لهم بأداء صلاتهم في مسجد اسلامي ,وقبوله هدية المقوقس الذي أهدى للنبي هدية من منطلق التقدير, فقدرها بالمقابل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ,وأيضاً أكل طعام النصارى وقبول دعواتهم له على الطعام وسماح الدين الاسلامي للمسلم بالزواج من النصرانية.
 
ومن أبرز ملامح التعايش وصوره في التاريخ الاسلامي العهدة العمرية التي رسخت مبدأً راسخاً مميزاً وأطّرت لعلاقة تاريخية رائعة ومشرقة بين أتباع الديانتين.
 
من هنا استمرت العلاقة الرائعة بين أبناء الديانتين في الأردن الحديث انطلاقاً من مبادئ المسلمين في التعايش ومن تواضع المسيحيين بنفس المبدأ مما أدى للُحمة انسانية وطنية تعزز وتوطد بين أبناء البلد الواحد ليكون مانعاً عزيزاً قوياً امام أعدائه وهذا ما يريده الاسلام العزيز.
 
ومن بعض صور التعايش بين المسلمين والمسيحيين في الأردن حسن الجوار بين أبناء القرى الأردنية التي تضرب مثلاً راقياً في هذا المجال وأخص تعايش أبناء الكرك الذين يقومون بدعوة سنوية للمسلمين على طعام الافطار في كل رمضان ويقوم باستقبال المسلمين نخب القيادات المسيحية في تلك المدينة .
 
وتعايش أبناء مادبا من كلا الديانتين بكل مودة ومحبة وفي جرش واربد وعمان فلكل محافظة خصوصية بين أبناء الديانتين.
 
ومن ابرز القرى التي تتسم في التعايش في عجلون خصوصاً بلدة الوهادنه التي تتسم بتعايش انقطع نظيره بين القرى وهذا فهم حقيقي لمعنى الانسانية وأيضا في عنجره وعين جنا في حي الحدادين وابناء بني عبد الله من القضاه في نفس الحي وفي عرجان ومدينة عجلون القصبة كلها تشهد رونقاً في صف فسيفساء جميلة تتشكل من مسلمين ومسيحيين يتعايشون ويتقبلون بعضهم البعض لتستمر الحياة في أن يقبل كل منا الآخر في بلد أشد ما يكون بحاجة للُّحمة بين أبنائه.
 
 
رئيس منتدى الجنيد الثقافي ـ عبين عبلين


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد