صحيفة السوسنة الأردنية

وأي خسارة اعظم ممن ارتقى منصبا كان يعيب ممن سبقوه بعجزهم وقصر نظرهم وضعفهم امام آلة الحيتان الذين حطموا كل شعارات الاصلاح وداسوها وبنوا سدا منيعا امام طموحات التغيير  والاصلاح.

 

اذكر دولة الرئيس بكل الشعارات والخطابات وعدم منحه الثقة لمن سبقوه لعدم قناعاته بأدائهم وبسياساتهم التي تنتهج تنفيذ ما يملى عليهم ، وها نحن نرى دولته ينتهج منهجهم ويكمل مسيرتهم ويخيرنا بالرمضاء والنار! وكلاهما تحرق

 

اين الشعارات والخطابات وعدم منح الثقة ؟ الم تكن مبنية على حقائق وحلول علمية؟ ام هي معارضة لمجرد المعارضة وتلميع الذات. وكسب التأييد الشعبي ام التنبيه لصاحب القرار بوجوب تسلم رئاسة الوزراء والله احترنا دولتكم .

 

 وعليك التوضيح لنا بماذا تختلف حكومتك عن سابقاتها فكلهم انتهج  ما تتحدث به ورحلوا المشكلة حتى وصلت دولة فايز الطراونه وعندما شرع بالتنفيذ سقطت حكومته .وابطل قراراته جلالة الملك بعد ان ثار الشارع وبفضله استعاد  الحراك الشعبي عافيته وخرج الالاف الى الشارع بمظاهرات رافضة لرفع الاسعار . فهذه خطوط فوق الحمراء فلا تقربها دولتكم .

 

 واعلم ان من كان قبلك  احتج بالقوانين وعدم قدرته على مخالفتها وكلهم كما انت لجاءوا  لمد يدهم لجيوب المواطن الذي لم يعد يملك شيئا ، استنزفته سياسات الحكومات الاقتصادية الارتجالية والتي انتهجت اسهل الحلول اما بزيادة الضرائب او رفع الاسعار او......او الاقتراض. وكلها تصب بتراجع دخل المواطن وتؤدي لخفض القدرة الشرائية لينتج عنها ركودا اقتصاديا يدمر مفاصل الاقتصاد  الوطني.

 

ورفع الدعم بدون تعديل الرواتب وزيادتها بحيث يتوافق دخل المواطن مع تلبية احتياجاته  سينتج عنه عجزا اضافيا يؤدي لانهيار الدينار .فلا الدولة قادرة على زيادة الرواتب ولا على الابقاء على دعم الاحتياجات الاساسية ، وليست قادرة على المضي قدما بما هو موجود .

 

اذا ما الحل ؟ الحلول التي سمعناها من محللين اقتصاديين لربما تكون ناجحة  وما تفضل به معالي السيد عبدالله العكايلة من خلال  شاشة التلفزيون الاردني والحلول المنطقية التي طرحها وكذلك معالي الدكتور جواد العناني وغيرهم ممن يملك رؤيا لحل معضلة الاقتصاد ومن هنا نقول: الا يستطيع دولتكم تشكيل لجنة اقتصادية تتبنى حلولا ابداعية تخرجنا من هذا الوضع الاقتصادي المتهالك ؟ عندما يفقد الشعب قدرته على تأمين حاجاته الاساسية سوف ينتج خللا اجتماعيا خطيرا سينتج عنه انهيار المجتمع وبالتالي انهيار كل المؤسسات وحينها سيكون الخيار صعب جدا ولن تفيد فيه حلول الترقيعين  وها نحن نرى ما يعانيه المواطن الاردني من ضنك العيش الذي حدى بالكثيرين الى الاستدانة من البنوك ورهن بيته وارضه ان كان له اصلا بيتا او ارضا فقدها امام متطلبات الحياة ولو توجهنا للمحاكم سنرى العجب العجاب بمجرد الاطلاع على القضايا المرفوعة من شيكات مرتجعة وقضايا نصب واحتيال .....و.... الكثير من القضايا وكلها بسبب رفع الاسعار والبطالة المتزايدة يوما بعد يوم . 

 

هذا كله نتج بسبب ادارات الحكومات المتعاقبة والتي غضت الطرف عن الفاسدين وسباقهم مع الزمن لتستمر ماكنة النهب والسلب من المال العام ،فلا ارضا سلمت ولا مؤسسة ولا ميناءا ابقت ولا ...ولا.. لا...  شيء من مقدرات الوطن الا عبثوا فيها متناسين قول الرسول الكريم ::

 

 

   وقوله تعالى(( إن رجالاً يتخوَّضون في مال الله بغير حقٍ فلهم النار يوم القيامة ))

 

﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ﴾ 

 

ومن هنا نقول الكرة في ملعب الحكومة لتحل ما اقترفته مؤسسات الحكم من تخبط في ادارة الدولة فالمواطن لم يستشر في قرارات الاستدانة من البنك الدولي وغيره من الجهات المقرضة ولم يستشر بتعيين الحكومات والاعيان وكذلك موظفي الفئة العليا ولا ببرامج الخصخصة التي سطلوا رؤوسنا بما ستدره على البلد من خيرات ولا حتى بالنواب الذي عملت جهات مسؤولة عن الاتيان بهم بالتزوير ليشرعوا القوانين المفصلة على قياس من فسدوا وافسدوا في هذا الوطن وحمايتهم من يد العدالة وها انتم تقرون ان القوانيين تمنعكم من تحقيق طموحاتكم ، لا يا سيدي فكل ما بني على باطل فهو باطل ،

 

فما عليكم الا الالتفاف على القانون ودعوة من نهب وسلب واجرم بحق الوطن لإعادة ما نهب والا وبعد اظهار العين الحمراء بتوعدهم بالويل والثبور .

 

لا يعقل دولتكم ان المعتقلين من شباب الحراك يزجون بالمعتقلات وتتخذ بحقهم العقوبات بسبب رفع شعاراتهم والتي لا نؤيد بعضها ورفعوها بقصد اثارة صاحب القرار على الفاسدين الناهبين لخيرات الوطن وهم من اوصل الوطن لهذا الانهيار الخطير وها هم يسرحون ويمرحون دون حسيب او  رقيب ولا زلتم تتعللون بالقانون أي قانون هذا الذي يسمح لمن نهب الملايين ويتمتع بها ولا ترمش له طرفة عين بسبب الاوضاع المزرية يترك ليتنعم بما اختلسه ؟ واذا سرق مواطنا جائعا رغيف خبز تنزلون عليه اقسى العقوبات وتتجبرون على الضعيف مصداقا لقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالحديث الشريف : (( ما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها  متفق عليه(( ..

 

واعلم ان الهلاك والانهيار الذي سنشهده بسبب عدم تطبيقكم لهذا الحديث الواضح وعقوبة تركه الهلاك ..الهلاك ... الهلاك... اللهم اشهد انني قد بلغت 

 

اذا اجيبك نيابة عن الكادحين من الشعب الاردني ان الرفع او انهيار الدينار الاثنتين تؤديان للانهيار ونرفضهما وعليكم بحل ناجع فاجلسوا جلسة حقيقية واستدعوا الخبراء والعلماء واخرجوا بحل يجنب الوطن الانهيار من الحافه الى الهاوية والسلام