عمان – السوسنة – سعد ابو علي - مع اقتراب ساعة الصفر لفتح صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس النواب السابع عشر في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، أعرب مراقبون للعملية الانتخابية التي تجري للمرة الأولى تحت إشراف الهيئة المستقلة للانتخاب، عن تخوفهم من الساعات القليلة المقبلة التي تسبق انطلاق العرس الديمقراطي الأردني.
وفي حين حذر مراقبون من استغلال بعض ما أسموهم "حيتان المال الأسود" للساعات القليلة المتبقية، قبل بدء العملية الانتخابية، لإجراء الصفقات مع الناخبين للتأثير عليهم عند الاقتراع، أبدى مرافبون آخرون ارتياحهم للتصريحات المسؤولين الأمنيين التي تفيد بتشكيل خلايا لتتبع "سماسرة الأصوات" وضبطهم حفاظا على سير العملية الديمقراطية.
مرشحون نحجوا بإجراء صفقات مع ناخبين
من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي فهد الخيطان، ان الاجراءات الحاسمة والصارمة التي اتخذت بحق عدد من "مرشحي المال السياسي" ستشكل رادعا للمرشحين الآخرين، مؤكدا أن توقيف المتهمين باستخدم المال السياسي في حملاتهم الانتخابية سيحد من هذه الظاهرة التي ستبقى تلقي بظلالها على الانتخابات في الأردن.
وقال الخيطان لـ"السوسنة"، "علينا ان نعترف ان العديد من المرشحين نجحوا باجراء صفقات قبل حملة التوقيفات التي طالت بعض المرشحين، وما يعول عليه الآن أن الناخبين الذين باعوا اصواتهم لن ينتخبوا أصحاب "المال الأسود" من المرشحين بعد فضحهم.
وعن رؤيته لنسبة الإقبال على صناديق الاقتراع والمشاركة بالانتخابات، لفت الخيطان الى وجود استطلاعات للرأي غير منشورة، تشير الى أن ما نسبته أكثر من (50 %) من المسجلين للانتخابات سيقومون بالاقتراع أي ما يقارب الـمليون و200 الف مواطن سيشاركون في العملية الانتخابية، الأربعاء.
الاخوان : أجهزة أمنية تتدخل في الانتخابات
جماعة الإخوان المسلمين، التي تقاطع الانتخابات النيابية، احتجاجا على قانون الانتخاب الذي وصفته بـ"المجزوء" في غير مرة، أعلنت عن تدخل دائرة المخابرات العامة في سير العملية الانتخابية، حيث كشف نائب المراقب العام للجماعة زكي بني ارشيد عن ما وصفه "المفاجأة على أبواب الانتخابات".
بني ارشيد، قال في ندوة أقامتها الجماعة في مقرها بمنطقة النزهة في العاصمة، عمان، مساء الثلاثاء، إن المخابرات تمتلك ماكنيتين لإصدار البطاقات الوطنية، كما أن هناك (46) آلة إنتاج لبطاقات الانتخاب لم تعد إلى دائرة الأحوال المدنية.
أجواء ايجابية
بدوره قال الوزير السابق، عبدالله ابو رمان، إن الانتخابات في الأردن نحجت قبل أن تبدأ، مضيفا : "إن النجاح اللافت الذي حققته الهيئة المستقلة للانتخاب عبر إجراءاتها في ضبط المتاجرين بأصوات الأردنيين، يدل على نجاح العملية برمتها، حيث حظيت الهيئة بثقة عالية لدى المراقبين بشأن قدرتها على التحكم في هذا العرس الوطني بعيد عن تدخل أية جهة كانت".
وأكد ابو رمان أنه لم يعد يتجرأ من المترشحين للانتخابات النيابية، على المتاجرة بأصوات الشعب، لإن مصيره لا يتوقف على السجن بل ضياع مستقبله السياسي، فنشاط الحيتان يقابله نشاط الهيئة المستقلة للانتخاب .
وشدد ابو رمان على أن القوى المشاركة في الانتخابات هي المعنية فقط، بالحديث عن سير العملية، أما القوى المقاطعة فلا يجوز لها الحديث، قائلا: "المعني بالحديث عن سلامة العملية هو الطرف المشارك ولا أعتقد أن المشاركين بحاجة لاي تحريض من الأطراف المقاطعة".
وطالب ابو رمان، نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين، زكي بني ارشيد أن ينتبه الى الأزمة السياسية داخل التنظيم الإخواني، وقال ابو رمان : "أتمنى أن يمتلك بني رشيد الجرأة ويوضح ما قصده المراقب العام للجماعة، همام سعيد بإقامة دولة الخلافة الإسلامية... وهي دولة دينية لا مدنية .. ومدى جدية هذ الطرح".
وقال ابو رمان لـ"السوسنة"، إن الساحة الانتخابية لم يُسجل فيها أي شكوى بتدخل أطراف غير مسموح لها في العملية الانتخابية، بل أن جميع القوى المشاركة تشيد وتشهد بعدم وجود تدخلات .. كما أن دائرة المخابرات العامة لم يكن لها أي دور أو تأثير على الانتخابات طيلة الفترة التي تسبق يوم الاقتراع".
وتابع ابو رمان حديثه لـ"السوسنة"، "نحن الآن أمام انتخابات نظيفة خالية من ما يشوبها، فالاردن الذي يقدم نموذجا للإصلاح القوي اليوم، أصبح محجا لوسائل الاعلام العربية والعالمية والمراقبين المحليين والدوليين، وسط التفاف الأردنيين حول الدولة والاصلاح رغم الملاحظات على قانون الانتخاب".
وأشار ابو رمان الى أن الأجواء الايجابية تسود الأردن في هذه اللحظات، متمنيا "على الناخبين أن يختاروا أفضل من يمثلهم في البرلمان القادم .. فالآن صوت الضمير هو من يحسم العملية".