عربدة إسرائيلية بلا رادع

mainThumb

05-05-2025 02:46 AM

تواصل إسرائيل ارتكاب المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين، حيث قُتل فيها عشرات الآلاف من الأبرياء، من أطفال ونساء وشيوخ، دون أي مراعاة للقيم الإنسانية أو الأخلاقية. هذا العنف الوحشي لم يتوقف عند الأراضي الفلسطينية فقط، بل امتد ليشمل دولًا عربية أخرى، كـسوريا ولبنان واليمن، ما يبرز السياسة العدوانية المتواصلة لإسرائيل في المنطقة.
وما يزيد الأمور تعقيدًا هو الدعم الغربي المتواصل لهذه السياسات، حيث نجد الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا تمد إسرائيل بالأسلحة اللازمة لقتل المدنيين، الأمر الذي يجعل المجتمع الدولي شريكًا في هذه الجرائم ضد الإنسانية.

الأمر لا يتوقف عند القتل والتدمير فقط. فقد سعت إسرائيل في الآونة الأخيرة إلى تصعيد ممارساتها العدوانية، حيث استهدفت القصر الرئاسي السوري في دمشق، في خطوة تظهر مدى تصعيد الأوضاع في المنطقة. هذه الغارات الجوية تعد خطوة غير مسبوقة في سلسلة الهجمات العسكرية التي تنفذها إسرائيل على الأراضي السورية، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول دوافع هذا التصعيد. هل يسعى الكيان الصهيوني إلى إرسال رسائل تهديد لرأس النظام السوري، أم أن الهدف هو خلق حالة من الفوضى في المنطقة عبر تدمير الرموز السياسية الكبرى؟

هذه الغارات لا تعكس فقط سياسة الاحتلال الإسرائيلية، بل هي بمثابة عربدة صهيونية على الساحة الإقليمية، حيث تقصف وتقتل وتدمر دون رادع. إذ في الوقت الذي تغض فيه القوى الغربية الطرف عن هذه الانتهاكات، تستمر إسرائيل في تطبيق سياسة القتل المنهجي والتدمير المستمر للمنطقة بأكملها. فعلى الرغم من أن إسرائيل تعلن بشكل متكرر أن هذه الهجمات جزء من دفاعها عن أمنها القومي، إلا أن الواقع يشير إلى أنها تستغل هذه الذرائع لتوسيع نطاق عملياتها العدوانية في أكثر من دولة عربية، بما في ذلك سوريا ولبنان واليمن.
ومن بين الإشارات التي أرسلتها إسرائيل إلى الرئيس السوري أحمد الشرع عبر الهجوم على القصر الرئاسي السوري، تبرز المحاولات الإسرائيلية للضغط على النظام السوري، وتحقيق المزيد من النفوذ في منطقة شهدت توترات كبيرة خلال السنوات الأخيرة. هذه الهجمات تعكس عقلية العدوان المستمر التي يتبعها الكيان الصهيوني، والذي يبدو أنه يعمل على ترسيخ نفسه كـ"شرطي إقليمي" في المنطقة، لا سيما في ظل غياب الردع الفعلي من المجتمع الدولي.
وعلى الرغم من التحذيرات الإقليمية والدولية، يبدو أن إسرائيل تواصل تصعيد مواقفها العسكرية في المنطقة، دون أي تراجع أو مراعاة للمعايير القانونية أو الأخلاقية الدولية. يتأكد للجميع أن إسرائيل تمارس سياسة التدمير الممنهج في سوريا والعراق ولبنان، وهو ما يجعل من الصعب تصوّر حل نهائي لهذا الصراع في ظل سيطرة هذا العقل العدواني على القيادة الإسرائيلية.

إن استمرار إسرائيل في هذه السياسات يشير إلى أنها تخسر على المستوى الأخلاقي والسياسي على الساحة الدولية. فبينما تكسب القوى الغربية التي تدعمها مؤقتًا، إلا أن إسرائيل تخسر بثقلها في مجال الرأي العام العالمي، كما أن الاقتصاد الإسرائيلي يشهد تداعيات جراء سياسات العنف المفرط. على المستوى الداخلي، فإن تحالف نتنياهو قد ينهار في أي لحظة، مما قد يؤدي إلى أزمة سياسية غير مسبوقة داخل إسرائيل.
وفي هذا السياق، تدعو التجارب التاريخية والأحداث السياسية إلى ضرورة الاعتراف بأن هذا النوع من العدوان والتفوق لن يستمر إلى الأبد. فالظلم مهما طال، سيواجه في نهاية المطاف حسابه. فدماء الأبرياء التي أُزهقت في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن لن تذهب بلا ثمن، ولن تبق إسرائيل بمنأى عن العواقب المستقبلية. يتأكد لنا هنا أن إسرائيل تخسر على جميع الجبهات: سياسيًا، اقتصاديًا، وأخلاقيًا، وأن الوقت قد حان ليواجه هذا الاحتلال الذي بدأ يختنق داخليًا بخطر الانهيار، في ظل فشل سياساته التوسعية والعدوانية التي طالما سوق لها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد