بيت جن… مشهد جديد يكشف طبيعة الكيان المجرم

بيت جن… مشهد جديد يكشف طبيعة الكيان المجرم

28-11-2025 02:45 PM

أرى أن ما حدث في بلدة بيت جن في ريف دمشق صباح اليوم يكشف مرة أخرى، وبصورة لا لبس فيها، طبيعة الكيان الصهيوني الإرهابي الذي يواصل، بلا تردّد، ارتكاب جرائم مروّعة ضد المدنيين في المنطقة العربية. وأعتقد أن القصف المتعمّد الذي أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، بينهم نساء وأطفال، يضيف صفحة جديدة إلى سجلّ هذا الكيان الحافل ببحرٍ من الدماء.

وأجزم أن هذا الكيان، الذي لا يفهم – كما يبدو – سوى لغة القوة النابعة من القتل والدمار، بات يعتقد أن المزيد من العنف يمنحه سطوة أو حضورًا. غير أنّ قراءة المشهد توحي بأن هذه السياسات سترتد عليه عاجلًا أو آجلًا، إذ لا بدّ أن يدرك بأن استمرار الاعتداءات لا يصنع أمنًا، بل يراكم أسباب الانفجار في وجهه.

إنّ ما يجري اليوم يغذّي وعي الجيل العربي الجديد، ويكشف أمامه بشاعة هذا الكيان وأساليبه، ويدفعه – بحكم التراكم التاريخي – إلى البحث عن آليات عادلة تعيد التوازن وتُنهي هذا النهج العدواني. وأتوقّع أن تشكّل هذه الأحداث محفّزًا أكبر لتكوين وعي جمعي عربي يرفض الاحتلال ويرصد جذور الصراع من منطلقات أخلاقية ووطنية.

وفي سياق الإدانة الرسمية، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بأشد العبارات توغّل القوات التابعة للكيان الصهيوني الإرهابي وقصفها بلدة بيت جن، معتبرة ذلك اعتداءً سافرًا على سيادة دولة عربية وخرقًا واضحًا للقانون الدولي. وأكّدت أن هذه الاعتداءات تمثّل تصعيدًا خطيرًا لا يسهم إلّا في زيادة التوتر في المنطقة.

وأشارت المصادر الميدانية إلى ارتفاع حصيلة الضحايا إلى عشرة شهداء، مع بقاء عدد من المدنيين تحت الأنقاض نتيجة استمرار القصف وصعوبة وصول فرق الإنقاذ بسبب تحليق الطائرات المسيّرة التابعة للاحتلال فوق المنطقة. كما شهدت البلدة حركة نزوح واسعة هربًا من الغارات المتواصلة.

وتؤكد المعطيات الأولى أن البلدة شهدت اشتباكات بين مجموعات من الأهالي والقوات المتوغّلة، قبل أن يلجأ الاحتلال إلى استدعاء سلاح الجو الذي نفّذ سلسلة غارات استهدفت نقاط الاشتباك ومواقع داخل البلدة. كما أشارت تقارير محلية إلى اعتقال ثلاثة من أبناء البلدة قبل انسحاب القوات المهاجمة.

ولا بدّ من الإشارة إلى أن منطقة بيت جن تحمل أهمية استراتيجية حسّاسة نظرًا لقربها من الشريط الحدودي في الجولان العربي المحتل، ما يجعلها دائمًا في مرمى الاعتداءات ومحاولات التوغّل.

وفي ظل هذا المشهد، يتواصل النداء الدولي والعربي بضرورة وقف اعتداءات الكيان الصهيوني الإرهابي على الأراضي السورية، واحترام القانون الدولي وسيادة الدول، ورفع المعاناة عن المدنيين الذين يدفعون ثمنًا باهظًا لهذا التصعيد المستمر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد