تعاطي المخدرات في الأردن الى ازدياد

mainThumb

19-03-2013 06:07 PM

السوسنة - رعى محافظ الطفيلة الدكتور هاشم السحيم اليوم في جامعة الطفيلة التقنية فعاليات المؤتمر الأول الذي حمل عنوان "الأوراق القاتلة" في القاعة الهاشمية في الحرم الجامعي.

 
وناقش المؤتمر الذي نظمته جمعية رؤيانا الخيرية  بالتعاون مع جامعة الطفيلة التقنية ظاهرة الإدمان على المخدرات كمشكلة تستوجب تضافر الجهود للحد من هذه الآفة التي تفتك بالمجتمعات  وتزرع المرض، وتحصد الأرواح.
 
ورحب مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في الجامعة خالد الشروش بضيوف الجامعة منوها الى المخاطر التي تسببها هذه الظاهرة على مقدرات الوطن ومكتسباته وخصوصا فئة الشباب وما تودي به الى مهاوي الردى والدمار، وركز على أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات لما لها من آثار إيجابية في الحد من الظاهرة.
 
وبين المعالج النفسي شادي عماري من مؤسسة نهر الأردن في ورقته "الآثار النفسية والاجتماعية للمخدرات على متعاطيها" مبينا الآثار النفسية والمشكلات المرافقة للإدمان مثل القلق والأرق، والاضطرابات السلوكية، وفقد الإدراك الحسي تماما للمتعاطي.
 
وقال عماري أن المتعاطي المدمن للعقاقير المخدرة يصاب بعدد من الأمراض والتغيرات الفسيولوجية مثل الإصابة بالتوهمات وجنون العظمة، والتعرق والإصابة بالتقلصات المعوية وفقدان المتعة والإقبال على الحياة، وفقدان الإحساس بالتذوق والشهية، كلها أسباب تؤدي الى الجريمة والعنف والانتحار.
 
وأضاف المعالج النفسي عماري أن الآثار الاجتماعية للشخص المتعاطي تعد كارثية إذا ما استعرضنا تلك الآثار السلبية مثل حوادث الطرق، والانتماء الى العصابات الشريرة، وجرائم القتل وترويع الآمنين، والانحرافات الأخلاقية والجنسية، وهدر مقدرات الوطن والتخريب، والبعد عن الإنسانية، وكثرة الخلافات الأسرية التي تؤدي في النهاية الى الدمار والانحرافات السلوكية الجمة.
 
ومن جانبه قال محافظ الطفيلة الدكتور هاشم السحيم لابد لنا من الاعتراف أن عدد المتعاطين في الأردن قد زاد في السنوات الأخيرة، وأننا لا نوجه اللوم على جهة بعينها، داعيا الى تضافر الجهود للحد من المشكلة التي أرقت المجتمعات والدول العظمى بسبب الفاتورة الباهظة التي تدفع لمكافحة هذه الآفة او علاج المدمنين.
 
منوها المحافظ السحيم الى دور التربية الأسرية والتنشئة الصالحة، بالإضافة الى دور المساجد والأئمة والوعاظ ودور المدارس والجامعات في توعية الأبناء لمخاطر هذه الآفة، التي تفتك بشبابنا وتقطف أعمارهم الغالية معتبرا إياهم فرسان التغيير وأمل القائد في البناء والنهضة.
 
وفي ورقته بين الدكتور جميل القطاطشة من مديرية صحة الطفيلة "أثر المخدرات على صحة الإنسان" حيث أعتبر الإدمان مشكلة صحية بالدرجة الأولى لما لها من تأثير على الصحة والجسم بشكل عام، وفقدان للعقل والتفكير، مبينا الفرق بين التعود والإدمان والعقاقير والمنشطات.
 
وتحدث الدكتور القطاطشة عن أرقام الأموال المتداولة في تجارة المخدرات عالميا وأن الاستفادة فقط من 20% منها يسهم في الحد من الأمية على مستوى العالم، وأن 60% من هذه الأموال لو استغلت في برامج مكافحة الفقر لما رأينا فقيرا في العالم.
 
وبين د.القطاطشة الأسباب الرئيسية الى المودية الى تعاطي المخدرات عازيا إياها الى ضعف الوازع الديني، والترف الزائد، وأصدقاء السوء، وسوء التربية والتنشئة، والاعتقاد بعدم حرمة المخدرات، وحب الاستطلاع والتجربة، مقسما د.القطاطشة أنواع المخدرات الى طبيعية و مخلوطة وكيماوية.
 
ومن جانبه بين الرائد أيمن الهباهبة رئيس قسم مكافحة المخدرات في محافظة الكرك، أن وجود الأردن بين دول إنتاج ودول استهلاك جعلها ممرا للمخدرات، على أنه منذ فترة وجيزة تم ملاحظة وجود ظاهرة التعاطي في الأردن، لافتا الى انه بموجب المادة(14) من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية الفقرة (د) فأنه لا يعاقب قانونيا أي شخص يسلم نفسه لمراكز معالجة المدمنين التابع لإدارة مكافحة المخدرات.
 
وأشار الى أنه تم ضبط كميات كبيرة من مختلف أنواع المخدرات في أثناء طريقها الى خارج الأردن نحو دول الاستهلاك، حيث تم ضبط(16) مليون حبة كبتاجون في العام 2012، كما تم ضبط(6504) أشخاص بعدد قضايا بلغ(4708) قضية، وضبط (45) كيلو هيروين، ونصف طن من مادة الحشيش المخدرة.
 
وتناول الدكتور إبراهيم فاروق من جمهورية مصر العربية ويعمل خبيرا في مجال التطوير والتسويق الطرق البشعة التي يستخدمها تجار المخدرات لتهريب سمومهم من خلال دسها في أجسام الحيوانات والطيور، وحتى الأسماك والخضار والفواكه.
 
ولفت فاروق الى الآثار الاقتصادية المدمرة للمخدرات على اقتصاديات الدول والشعوب ودورها في استنزاف المقدرات للأوطان والأسر والإفراد.
 
وتطرقت الدكتورة هيام وهبه من مؤسسة الغذاء والدواء الى الآليات المتبعة في المؤسسة لضبط عملية صرف الأدوية ذات المكونات المخدرة، وتعليمات صرف مستحضرات المخدرات في الصيدليات العامة التي نصت على التقيد بصرف كميات محددة وحفظ الفواتير والوثائق، وحضر الصرف إلا ضمن شروط وقوانين خاصة.
 
ومن جانبها قالت منسقة المؤتمر نسرين الفناطسة أن المؤتمر جاء لمعالجة قضية مهمة تمس أبناء بلدنا الغالي وللوقوف على الأسباب والعلاج ولتجنيب الشباب هذه الآفة التي فتكت بشريحة واسعة منهم.
 
وحضر المؤتمر مساعد رئيس الجامعة الدكتور محمد المحاسنة ومدير شرطة محافظة الطفيلة، وعدد من أفراد ومنتسبي جهاز الأمن العام في المحافظة، وعدد من مديري الدوائر الرسمية في المحافظة، وعدد من رؤساء الأقسام الإدارية في مديرية تربية الطفيلة وجمع من المهتمين وحشد طلابي.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد