عكــاش الزبــن

mainThumb

02-05-2013 03:46 PM

تخليداً لذكرى الرجال وتمجيداً لسيرة سلسلة من رواد الأردن الأوائل ومواقفهم الخالدة دفاعاً عن الوطن والأمة وعرفاناً بما قدموه لوطنهم وأمتهم من خدمات جليلة وإسهامات كبيرة في مسيرته لتبقى معالم مضيئة على طريق الأجيال الجديدة من أبناء وطننا العزيز جاء الحديث عن قائد شجاع ناضل في سبيل هذا الوطن وسجل مواقف بطوليه على الأرض الأردنية للحديث عن المرحوم عكاش الزبن.
    ولد المرحوم عكاش الزين في عام (1927) في قرية جالون وتلقى تعليمه في مدراس عمان في مدرسة العبدلي، عاش حياته وقد ربته والدته وأشرفت على تربيته ونقلته ليدرس في مدارس عمان وحرصت على أن يتلقى العلوم الابتدائية والثانوية، وكانت تركز عليه تركيز كاملاً.
وعندما  نتحدث عن المرحوم عكاش الزبن نتحدث عن الشخص الذي كان له دور فاعلٌ في اكتشاف خرائط البحر الميت، فالحديث عن عكاش الزبن هو حديث عن المؤسسة العسكرية الأردنية التي هي الوجه المشرق للمملكة الأردنية الهاشمية نظراً لما تتميز به هذه المؤسسة من مستوى فكري رفيع وقوي وعالٍ فالجيش العربي الأردني يشارك دائماً  في كافة المجالات التنموية وحتى وصلت القوات المسلحة باسم الأردن إلى أماكن كثيرة في العالم لكي تخفف من معاناة الناس من خلال المشاركة في قوات حفظ السلام ومن خلال المستشفيات العسكرية الميدانية انطلاقاً من الرسالة الهاشمية القومية العربية الإنسانية. أما إذا تحدثنا عن المرحوم عكاش الزبن فنحن نتحدث بكل اعتزاز بهذه الشخصية الأردنية التي استطاعت أن تلعب دوراً مهماً للعطاء وخاصة عندما نتذكر القصة التي يعتز بها كل الأردنيين ونعتز بجلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله عندما اتخذ هذه الخطوة الجريئة والوحدوية العربية بتعريب الجيش العربي. حين أوكل جلالة الملك إلى عدد من الضباط الأردنيين عملية إدارة الجيش الأردني وعملية النهوض بالجيش الأردني وكان المرحوم عكاش الزبن من الشخصيات العسكرية التي أولاها جلالة الملك ثقة كبيرة وطلب منه أن يقوم بعملية مواصلة تأسيس كامل السلاح المدرع الملكي وأثبت قدرته فعلاً على مواصلة العمل وأسس هذا السلاح بكل فخر وبكل امتياز واقتدار.
    يعد الجيش العربي هو المؤسسة التي نعتز بها دائماً لأنه امتداد للثورة العربية الكبرى ومنطلقاتها. بكل فخر نقول أنه تأسس مع قدوم جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول عام (1921م) ومع إرساء القواعد الديمقراطية والحرية والإهتمام بالإنسان الأردني ومنح هذا الإنسان الثقة الكبيرة في الفكر والعطاء والإنجاز استطاع أن يضع الأردن على قائمة الدول التي لها الدور الرائد، إن ما يميز القيادة الهاشمية، خبرتها الكبيرة في اختيار وانتقاء الأشخاص والكفاءات وأصحاب القيادة المميزين وهؤلاء هم الذين بنوا الأردن.
كان للمرحوم عكاش الزبن دور كبير في حرب عام (1948) حيث كان آنذاك رئيساً لأركان الجيش العربي وقد خاض هذه الحرب مع مجموعة من القادة والجنود الأردنيين من كافة أرجاء المملكة من الشمال إلى الجنوب. ولا تكاد تخلو عائلة أردنية في ذلك الوقت إلا وقدمت شهيداً من أجل فلسطين الطهور في تلك الحرب.
وبالنسبة لأحداث عام (1956)، كان المرحوم عكاش الزبن قائد السلاح المدرع في الجيش العربي، عندما حاول مجموعة من الضباط القيام بمحاولة العبث بمقدرات الوطن واستقراره السياسي من خلال "حركة الضباط الأحرار" ولكن هذه المحاولة والحمد لله لم يُكتب لها النجاح، وأمر جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله بإنشاء محكمة عسكرية لمحاكمة هؤلاء الأشخاص وتم تعيين عكاش الزين، رئيساً للمحكمة العسكرية، وحوكموا وأخذوا جزاءهم ولكن جلالة الملك عفا عن هؤلاء الأشخاص  ولم ينفذ فيهم الحكم.
وقد تدرج المرحوم عكاش الزبن في عدة منصب وهي: قائد للسلاح الملكي المدرع، حيث أنه وبعد تعريب الجيش وإخراج كلوب باشا وطرده من الأردن كان توجه جلالة الحسين بن طلال  أنه يريد أن يكون الأردنيون هم قادة الجيش لذلك عين عكاش الزبن قائداً للسلاح الملكي المدرع، ومن ثم أصبح كبير المرافقين لجلالة الملك الحسين بن طلال أكثر من ثلاث مرات تقريباً، ومستشار عسكري، وقائداً للمنطقة الجنوبية، وبعد ذلك عين نائباً لقائد الجيش، حيث كان قائد الجيش هو المشير حابس المجالي ومن ثم انتقل إلى المرحلة السياسية والعمل الدبلوماسي إلى سفارتنا في دولة الكويت.
لقد عاصر عكاش الزبن جميع الملوك الهاشميين هم: جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول والملك طلال وجلالة الحسين، وجلالة الملك عبد الله الثاني، أمد الله في عمره، وبعد ذلك أصبح عكاش الزبن وزيراً للدفاع عام 1970 حيث كان ذلك في حكومة أحمد طوقان  وقد تم اختياره كونه رجلاً عسكرياً ذا قدرة كبيرة في ضبط الأمور.
وفيما يتعلق بالعمل السياسي الدبلوماسي فقد كان المرحوم عكاش الزبن شخصية ديناميكة في العمل الدبلوماسي هو إنسان يميزه بعد النظر وقضية مهمه جداً وهي البعد الإنساني والوطني والهم العربي دائماً، عمل في الستينيات (1966) في سفارة الأردن في الكويت وعمل أيضاً في الباكستان خلال فترة وجوده في الكويت كان دائماً يتلمس احتياجات  الأردنيين المتواجدين في الكويت ويلتقي بهم وكانت السفارة باستمرار مفتوحة وكان ينقل دائماً إلى جلالة الملك الحسين بن طلال احتياجات وأوضاع الأردنيين العاملين في الكويت وكان على تواصل دائم معهم، إن ما يميز المؤسسة العسكرية أنها الوجه المشرق للأردن واستطاع أن ينجح في الكويت، وفي الباكستان كان له دور في توطيد العلاقات ما بين الأردن والباكستان، والأردن والكويت وأيضاً الاهتمام برعاياها والوقوف إلى جانبهم.
لقد أثبت الفريق عكاش الزبن انه الرجل المخلص لأمته ووطنه ولقيادته الهاشمية الحكيمة تغمد الله فقيد الأردن عكاش الزبن بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جنانه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد