هل يتحول الحريصي الى بوعزيزي السعودية ؟

mainThumb

28-06-2013 01:23 AM

 السوسنة - عندما أضرم بائع بطيخ النار في نفسه في الرياض الشهر الماضي لم يؤد ذلك إلى ثورة ضمن الربيع العربي لكنه لفت الانتباه إلى قضية مسكوت عنها وهي محنة البدون الذين يعيشون في السعودية.

 
وسكب محمد الحريصي الوقود على جسده ثم اشعل النار في 15 مايو ايار مكررا ما فعله البائع التونسي المتجول محمد بوعزيزي في ديسمبر كانون الاول 2010 وكانت الشرارة التي اشعلت انتفاضة في بلاده.
 
وقال اقارب الحريصي ان المسؤولين منعوه من بيع بضاعته على جانب الطريق في حي فقير في الرياض لأنه لم يكن يحمل ترخيصا.
 
وقال علي الحريصي والد القتيل لرويترز "هدد بإشعال النار في نفسه منذ ستة اشهر. كان يشعر بضغوط شديدة بسبب الديون وظن انه سيخسر كل شيء."
 
وتعيش عائلة الحريصي - التي جاءت من منطقة على الحدود السعودية اليمنية - الان في جنوب الرياض. ويقع منزلها الفقير على طريق يمر عبر مزارع النخيل والاراضي التي تملؤها القمامة حيث تتنقل الكلاب الضالة بين هياكل الشاحنات المعطوبة.
 
ولا يستغرب سعوديون كثيرون فقر أمثال هؤلاء لكن موقفهم مختلف لأنهم من فئة "البدون" وهو تعبير عمن لا يحملون جنسية اي دولة.
 
والتعامل مع عدد كبير من المهاجرين الذين لا يحملون وثائق والذين وفدوا على السعودية الغنية من انحاء العالم امر على درجة كبيرة من الاهمية حيث تحاول الرياض الحد من السوق السوداء للعمالة.
 
وقالت وزارة العمل السعودية هذا الاسبوع ان اكثر من 1.5 مليون عامل اجنبي وقفوا أوضاعهم في البلاد منذ ابريل نيسان قبل حملة مزمعة على المقيمين الذين لم يوفقوا أوضاعهم. وغادر اكثر من 180 الف شخص السعودية.
 
لكن عندما يتعلق الامر بالبدون فالمتاح من المعلومات والبيانات العامة شحيح ولا يرد ذكرهم كثيرا في تعليقات وسائل الاعلام.
 
والموقف السعودي يتناقض بشدة مع موقف عشرات الالاف من البدون الذين يعيشون في دول الخليج المجاورة والذين حصلوا على اهتمام جديد في دعوات للاصلاح بعد موجة انتفاضات الربيع العربي.
 
ويسعى نشطاء البدون للمطالبة بالمزيد من الحقوق.
 
ومثلهم في ذلك مثل المهاجرين غير الشرعيين لا يملك البدون وثائق الهوية التي تمنح للمواطنين السعوديين والتي تتيح لهم الحصول على الخدمات الحكومية كالرعاية الصحية المجانية والتعليم والوظائف الحكومية أو الوثائق التي تمنح للأجانب المقيمين.
 
لكن البدون يحصلون على اوراق هوية مؤقتة يجب تجديدها كل خمس سنوات.
 
وبعض هؤلاء البدون ينحدرون من اجداد ينتمون إلى قبائل لم تكن مسجلة رسميا عندما وضعت الحدود الحديثة للسعودية القرن الماضي. وهاجر البعض الاخر إلى السعودية بعد انشاء الدولة بحثا عن نصيب في الثروة النفطية بعد ان تخلصوا من هوياتهم الاصلية 
 
ورفض مسؤولون سعوديون اتصلت بهم رويترز التعليق على مسألة البدون او على قضية الحريصي.
 
ولا توجد احصاءات رسمية لعدد العرب البدون في السعودية لكن الامم المتحدة تقول ان عددهم حوالي 70 الفا في العالم كله بينما يقول بعض النشطاء ان العدد اكثر من ذلك بكثير.
 
وقال خالد الفاخري الامين العام للجمعية الوطنية لحقوق الانسان - المرخصة من الحكومة - لرويترز ان الاجراءات والاليات التي تتخذها الحكومة للتعامل مع قضية البدون يجب ان تكون اسرع واكثر قوة.
 
وقال احد البدون وينتمي إلى قبيلة عنيزة الكبيرة التي تسكن السعودية والعراق والكويت لرويترز انه لا يستطيع ركوب طائرة او الحصول على رخصة قيادة ولا يمكنه فتح حساب بنكي او امتلاك منزل او شركة.
 
وقال الرجل الذي يعيش في حي النديم في الرياض حيث يعيش الكثير من البدون انه لا يرغب في نشر اسمه لأنه يخشى ان يهدد ذلك محاولاته للحصول على عمل والحصول على الخدمات الحكومية.
 
وقال ان اقاربه اضطروا لتسجيل ممتلكاتهم باسماء اصدقاء او شركاء سعوديين.   " رويترز "


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد