طاهر المصري : حين يكبو الرّجَال

mainThumb

01-11-2013 03:39 PM

لعلّ الرجل من السياسيين الأردنيين القلّة الذين أشعر حيالهم بالاحترام،ربّما لأنّه من القلائل الذين يُعدّون على أصابع اليد الواحدة، ممن لم تتلطخ أيديهم بالفساد،وجيوبهم بالمال العام (على حدّ علمي).

         المصري وطيلة عمله السياسيّ العام - والذي استمر لعقود – التزم نظريّة الحياد، إذ لم يكن يوما طرفا (واضحا) في أيّ صراع سياسيّ بين المعارضة والسلطة،وهذا وإن جلب للرجل وزنا اجتماعيّا وسياسيّا، وحدّاً من التوافق عليه بين أغلب القوى السياسيّة الأردنيّة،وأصدقاء كُثر واحترام الغالبية له، إلا أنّه ومن منظور النقد أو التقييم السياسيّين تميّزت مواقفه بالحياد السلبيّ،ورغم ذلك لم يُهاجم الرجل بشكل ممنهج على عكس أغلب نظرائه السياسيين.

        المصري وبعد صدمة إبعاده أو تجاهله أو إخراجه أو إقالته أو ...  فقد توازنه المعهود، وجرّ صراعه مع رفاقه إلى المكان الخطأ ، المكان الذي لا نرضاه لمثله البتّة.
       

لن نخوض في مسألة صحة وجود هكذا عقليات من عدمه في نادي السلطة السياسيّة الذي ينتمي إليه المصري،تجذُّرا ،فهو أخبر منّا به،ويتحمل كما غيره جميع إفرازاته ومخرجاته،كونه جزءا أصيلا منه ولعقود، ولكنّه التمني بالمواجهة من الداخل(إن وُجد)،لا أن يستخدم ذلك كوجبة إعلامية دسمة وسلاحا يثأر به لنفسه من رفاق أمسه، سلاحا وثأرا يكون ضحيته نحن وبنيتنا الاجتماعيّة لا هم.

        لا يمكن للسياسيّ (المخضرم) الكبير ولا يُسمح له الوقوع بمثل تلك الهفوة،إذ ليس كلّ مستمعيه ممن يحملون وعيا، يسمو بهم عن الصغائر، فبينهم أيضا من هم في حالة مرض إقليميّ مزمن،سيجدون بالتالي ضالتهم في كلام الرجل.

       طاهر المصري:غلطة الشاطر بألف ، وهفوتك كانت بمليون،فدونك الوقت الطويل للتصويب،وإنّه ليس بالبعيد. 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد