صحيفة السوسنة الأردنية

كتب : فواز ابو سالم - نعم سعادة  مدير مستشفى الملك المؤسس و سعادة نقيب الممرضين هذا هو واقع هذا المستشفى فهي بحاجة فعلا لرجال آليين ليقوموا بخدمة المرضى وتمريضهم بدلا من الممرضين  العاملين حاليا بالمستشفى فلا يعقل ولا يمكن ان يكون صحيحا ان يعمل الممرض او الممرضة 12 ساعة متواصلة, نعم هذا هو واقع المستشفى وهذا هو نظام دوام الممرضين فيها .

في كل مستشفيات العالم دوام الممرضين عادة يكون حسب نظام الثلاث شفتات وبالتالي يكون دوام الممرض في هذه الحالة من 7 الى 8 ساعات وهذا هو المنطق وهذا هو نظام العمل والتي تتبعه كل دول العالم  وحتى المتخلفة منها اما في مستشفى الملك امؤسس فالوضع مختلف تماما ودوام العمل للممرضين في هذا المستشفى لا يحتمل فهذه المستشفى تعمل بنظام  الشفتين اي بمعنى ان الممرض او الممرضة عليه ان يعمل 12 ساعة متواصلة  فالشفت الاول يستلم الدوام الساعة السابعة صباحا وحتى السابعة مساءً ثم ياتي الشفت الثاني من السابعة مساءً وحتى السابعة صباحاً فاي منطق هذا بالله عليكم وكيف تسمح بذلك يا عطوفة نقيب الممرضين ممرض يعمل 12 ساعة متواصلة كيف سيكون اداءه وكم ستكون اخطاءه ؟ تخيلوا كيف ستكون حالة هذا الممرض او الممرضة في الساعات الثلاثة الاخيرة  من دوامه وهل سيكونوا في حاله تسمح لهم باعطاء الدواء او بخدمة المرضى بالشكل الصحيح ؟ هل يلام الممرض او الممرضة في هذا المستشفى اذا ما وقع بخطأ طبي بالتاكيد اعتقد ان ادارة المستشفى تتحمل المسؤلية الكاملة عن اي خطأ طبي يقع فيه الممرض لانها لم توفر له او لها الظروف المناسبة للقيام بالعمل المطلوب بالشكل الصحيح ؟ هل تساءل السيد مدير المستشفى كيف يمكن لممرض يعمل 12 ساعة متواصلة ان يقوم بواجبه على اكمل وجه ام ان هذا الموضوع وحياة المريض  ليست من اولويات الادارة  .

 لا ادري ما هي الحكمة من وراء اعتماد هذا النظام ولا اجد اي تفسير منطقي لاعتماد نظام الشفتين, هل هو التوفير المالي لصندوق المستشفى من خلال قلة او الاقلال من الكادر الوظيفي وانا لا اعتقد ذلك فرواتب الممرضين في هذا المستشفى اعلى من رواتب زملاائهم في المستشفيات الاخرى, حاولت كثيرا ان اجد ايجابية واحدة لنظام الشفتين  لكني لم اجد وفي المقابل وجدت عشرات السلبيات اولها واهمها ان حياة المريض ليست آمنة بيد ممرض انهك جراء الدوام الطويل ناهيك عن  ان نظام الشفتين يعني عدد قليل من الممرضين العاملين وفرص عمل قليلة للعاطلين عن العمل, ثم على الممرض الذي يعمل في مستشفى الملك المؤسس ان يتخلى عن حياته الاجتماعية تماما فهو اما بالمستشفى او نائم ولا يمكن ان يقوم بواجباته الاجتماعية اي بمعنى انه اصبح معزولا عن العالم الخارجي .

ثم ما رأيكم بالممرضة المتزوجة والتي شاء حظها التعيس ان تعمل في مستشفى الملك المؤسس بالتاكيد هي تتحدث مع زوجها بالمراسلة وارجو ان لا يقول احد انه لا شيء يجبرها على ذلك فهذا بالتاكيد كلام متخلف .

هذا واقع عمل الممرضين في مستشفى الملك المؤسس جهد لا يوصف واجهاد غير طبيعي  حتى لو تقاضى الممرض راتب يوازي  3 اضعاف ما يتقاضاه حاليا فان ذلك لن  ينسيه الجهد والاجهاد والهلاك والتوتر  الذي يتعرض له  خلال يوم العمل بالمستشفى واخيرا اقول لادارة المستشفى ان النقود ليست كل شيء فحياة مريض يمكن ان يتعرض للموت نتيجة خطاء ممرض انهكه العمل وافقده تركيزه اهم بكثير من اغراءات الرواتب شبه المجزية , فلتعيد الادارة النظر بنظام دوام الممرضين .

اما السيد نقيب الممرضين فارجو ان لا نعتصم ونطالب الممرضين بالاعتصام للمطلبة بمكاسب مادية فقط فالحياة ليست مادة والحقوق المهضومة ليست بالضرورة ان تكون مادية ارجو من النقيب زيارة مستشفى الملك المؤسس ليرى كيف ان الممرض او الممرضة الذي ينهي دوامه الساعة السابعة صباحاً كم من الوقت يستغرق لتسليم زميله شفت الصباح ان عملية التسليم تستغرق زهاء الساعة وهذا الوقت على حساب الممرض بمعنى ان الدوام الحقيقي للمرض اصبح  13 ساعة وفي المقابل لو تاخر هذا الممرض دقيقة واحدة عن بصمة الصباح او المساء ما هي العقوبة التي تأخذ بحقه.

على ادارة المستشفى اعادة النظر بنظام الشفتين  واعتماد نظام الثلاث شفتات وتعيين عدد من الممرضين والممرضات لمساندة الكادر الموجود حتى لو اضطر الامر الى تخفيض بسيط على الرواتب واعتقد ان لا احد من العاملين بالتمريض في هذا المستشفى يعارض فكرة تخفيض الراتب مقابل الدوام 3 شفتات بدل شفتين.