مزرعة بقرية مندح .. هل هي فوق القانون ؟!

مزرعة بقرية مندح  ..  هل هي فوق القانون ؟!

27-02-2014 10:36 AM

اربد - السوسنة - ياسر شطناوي - رغم الشكاوى  المستمرة وتشكيل اللجان التي كثر عددها وقل ثمرها، ما زالت قرية مندح (المنسية) والتي تقع غرب مدينة اربد في لواء الطيبة شمال الاردن، تعاني الامريّن؛ بسبب تفشي الأوبئة والامراض الصدرية المزمنة التي تختطف عافية الاطفال وبخاصة تلك التي تقع بجوار مزرعة أحد المستثمرين صاحب الاف الدونمات المزروعة بالاشجار على اختلاف انواعها، اضافة الى استحواذ المستثمر بشكل غير قانوني على ملكية اراضي الدولة من المناطق الحرجية الموجودة في ذات القرية.

بداية القضية جاءت بعد نداءات أهالي قرية مندح وشكواهم المتكررة خوفا على حياة ابنائهم التي أصبحت في خطر يهددهم كل يوم جراء حملات رش المبيدات عالية التأثير التي يقوم بها عمال مزرعة المستثمر .

 واثار وضع سياج شائك على حدود المزرعة اضافة الى بعض اراضي الاحراش التي تعود ملكيتها  للدولة خاصة بعد ان دعم هذا السياج بكاميرات مراقبة حفيظة الاهالي ، دفعهم  الى اتخاذ الاجراء القانوني كما ان الامر لم يخلو من بعض المشاحنات .

هذا الامر فتح مجال الشكوك اكثر حول قانونية الاحتواء على اراضي الدولة اضافة الى اغلاق الطرق الضرورية للسكان والاعتداء على ارصفة الشوارع.

اهالي المنطقة بينوا ان آليات صاحب المزرعة قامت بجرف طريقين يوصلان منازل المواطنين بالمنطقة الحرجية المجاورة (طريق من الجهة الشرقة بطول 80م - واخرى غربية بطول 150م)، اضافة الى زراعة اكثر من 20 شجرة في كلتا الطريقين ناهيك عن السياج المذكور، مما منعهم من الوصول الى المناطق الحرجية المجاورة.

وبين المواطنون لـ " السوسنة " انه تم لاحقا التوافق على رسم طريق بديل عن التي جرفت، لكنهم تفاجأوا بان مهندس المساحة المسؤول عن ذلك لم يقم برسم الطريق البديل ليتسنى لمديرية الاشغال بفتح الطريق واكماله، خاصة وان الطريق خارج حدود التنظيم.

وحول السؤال عن الاجراء القانوني لوضع سياج شائك على انحاء المزرعة، بين المعني عوني شعبان في حديث لـ " السوسنة " ان ذلك تم من خلال مساح معتمد من مديرية اراضي اربد وبناء على مخططات مصادق عليها وموثقة  قانونيا ".

 وانكر المساح  في حديث لـ " السوسنة " الذي نتحفظ على ذكر اسمه معرفته بالقضية لا من قريب ولا من بعيد لاسباب تبين لاحقا انها قد ثؤثر على عمله في دائرة الاراضي.

من جهته قال  متصرف اللواء ثابت الشريدة لـ " السوسنة " ان الطريق غير مغلق ابدا ولم يتم جرفه، مبينا انه تم زراعة اشجار بعدد اصابع اليد وسيتم ازالتها، كما كشف الشريدة ان هناك مباحثات مع البلدية حول التعاون على فتح الطريق من جديد وذلك من خلال اجراء قانوني وتنظيمي قد يتطلب وقت لحين البت والاقرار بها.

وبين الشريده انه لا يوجد اي اتفاق على طريق بديل، مشيرا الى انه تم التوافق مع صاحب المزرعة للاستغناء عن عدة امتار من ارضه وفتح طريق ليتسنى للسكان العبور من خلالها الى المنطقة الحرجية المجاورة.

واشار الشريدة  الى انه تم المسح الكامل لكل المبيدات التي تستخدم وانها مبيدات مرخصة و خاضعة لرقابة مؤسسة المواصفات و المقاييس و رقابة الجهات المعنية في وزارة الزراعة .

شكاوى المواطنيين قوبلت بالكثير من الصعوبات و العرقلات الى ان تم تشكيل لجنة قبل اسابيع  ضمت مندوبين عن  كل من مديرية صحة اربد و متصرفية لواء الطيبة و مديرية زراعة اربد و الدفاع المدني وغيرها من الجهات ذات العلاقة  و الاختصاص، التقرير الختامي للجنة ما زال يحوي الكثير من الغموض من ناحية الاهالي ،حيث بين التقرير ان المبيدات التي تستخدم في الرش هي مرخصة من قبل وزارة الزراعة و خاضعة للرقابة و مطابقة للمواصفات و المقاييس الاردنية ،غير ان الاهالي يؤكدون ان اللجنة اطلعت على عينات غير التي تستخدم في الرش.

اللافت للانتباه ان حالات الامراض بين الاطفال و النساء الحوامل ما زالت بازدياد و البعض منها مستعصي ،حيث اكد والد الطفل جهاد  7 سنوات الذي يقطن بالقرب من الحاجز الحديدي للمزرعة ان ولده جهاد اصبح يعاني من صعوبات كبيرة في التنفس مما اجبره على استخدام البخاخ الصحي والرعاية الصحية الحثيثة، اضافة الى اصابه الطفل حاتم بمشاكل في العين ،حيث اوضح ذويه انه يصعب على حاتم فتح عينية خاصة بعد النوم مشيرا الى انه يعاني من حاله الرمد المستعصية جراء تلك المبيدات التي تنتقل بالهواء .


.

المهندس رياض الفقية مدير الزراعة اكد قول متصرف اللواء خلال حديثه لـ "السوسنة "  ،مشيرا  ان اللجنة قامت بالكشف المسحي على كل المبيدات المتواجدة داخل المزرعة وتبين انها صحيحة وغير ضارة، كما بين انها خاضعة للرقابة و المواصفات ،مؤكدا في ذات الوقت ان لدى صاحب المزرعة عدد من المهندسين الزراعيين من اصحاب الاختصاص و الخبرة .

واوضح شعبان – صاحب المزرعة -  في حديثه لـ " السوسنة "  انه يحافظ على الالتزام بالقوانين ويعمل على اتباعها، كما بين انه متملك في قرية مندح منذ اكثر من 20 عاما ويعمل على اعداد المشاريع التي يستفيد منها بالدرجة الاولى السكان المحليين .

وحول فحوى القضية بين شعبان ان اللجنة الفنية قامت بكل الاجراءات القانونية وعملت على فحص كل المبيدات التي تستخدم بالرش وبين انها خاضعة للرقابة  وللمواصفات القانونية ،كما اوضح ان المبيدات ليس لها اي اثر بيئي او صحي على الافراد او الحيوانات او غيرها ،مناشدا الجهات المعنية بتخفيف الضغوطات على  المستثمرين وتوفير بيئة استثمارية مناسبة اكثر لهم ، ومعولا في ذات الوقت على الاعلام الموضوعي وذات المصداقية العالية بالابتعاد عن التشوية او الاشاعات التي تدار حول اصحاب المشاريع في الاردن.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد