القضية الفلسطينية المحورية

mainThumb

15-03-2014 02:36 PM

إن معادلة اقتطاع أجزاء من دول كثيرة وإعطائها لشعوب أخرى في الحرب العالمية الثانية والتي استقرت واستتب فيها الأمن لا ينطبق عليها المعادلة الفلسطينية فمنذ احتلال إسرائيل لفلسطين والمسلمون يعانون من جرح عميق كون الأقصى ثالث الحرمين الشريفين الذي تشد الرحال اليه حيث الصلاة فيه خمسمائة صلاة وكون فلسطين ارض مباركة بارك الله فيها فتولد لدى بعض المسلمين الهموم والشعور بالتقصير تجاه الواجب والفرض من اجل إعادة الأراضي المغتصبة.

اعتقد انه آن الأوان للتفكير جديا من قبل المجتمع الدولي لحل المشاكل العالقة بالقضية الفلسطينية بطريقة قابلة للحياة  منطلقة من قرارات الشرعية الدولية ومن منطق الحق بعيدا عن شريعة الغاب ليعيش المجتمع بأسره بعدالة بعيدا عن المصطلحات والشعارات البراقة الكاذبة  والظلم والقهر وإعطاء حريات الأديان ومعتقداتها لأصحابها لان الحلول تتطلب إرضاء الأطراف المتنازعة وإقناعها بالوصول إلى حلول جذرية.

فالقضية الفلسطينية استغلها المتشددون المنتشرون في بقاع العالم تحت مئات التسميات المتفرخة من الإرهاب...مجتهدين بالجدل البيزنطي واللعب بالتفسيرات من اجل الوصول إلى أهدافهم التسلقية والمشاركة في رسم السياسات والغنائم والرأي.وقاموا بشحن بعض المسلمين من خلال المحاضرات واللقاءات مبتدئة بالعبادات ومانحة لهم انهار اللبن والعسل والحوريات ومتدرجة معهم بالسلوكيات والفرائض والواجبات ومنتهية بتوليد الإرهاب واضعة السم بالدسم بصقل التفكير التشددي  الإرهابي خارجة عن المبادئ الإسلامية السمحة لتنال من غير المغتصب من دول أخرى تحت ذرائع وهمية أساسها تقسيم المجتمعات إلى  مجتمعات إسلامية وتكفيرية.

وجلاله الملك عبد الله الثاني المعظم في كل خطاباته دعا ومازال يدعو إلى الاعتدال لا التطرف ليمهد الطريق أمام المستقبل  وذلك من خلال تعزيز التعايش والتعاون بكل ما يوفره من مكاسب فقال في خطابه في جامعه اوكسفورد في شهر حزيران 2008     (ان تحقيق الأمن لا يمكن أن يتأتى لإسرائيل من خلال إتباع سياسة الانعزال خلف الجدران والتمترس بالقوة العسكرية ويجب أن لا نسمح لعوامل الفرقة الزائدة إن تشدنا إلى الخلف ومعا يمكننا مواجهه الهجمة على مبادئ العقل والمنطق والتعايش ومعا يمكننا أن نجعل من إنسانيتنا المشتركة حقيقة واقعه) وها هو جلالته في كل مقالاته وخطاباته في المحافل الدولية والمؤتمرات... يدعو الى الحلول السياسية والدبلوماسية بما تتوافق مع الشرعية الدولية والتسوية  وجدوله الخلافات والمبادرة العربية ومؤتمر القمة الإسلامي من اجل حلول منطقيه قابله للحياة مجرده من القهر والعنف وسلب الحقوق
 
ما زالت اسرائيل باحتلالها منذ عام 67 تعيش بالرعب والخوف بسبب المقاومة الفلسطينية وما زالت تعتقد  ان القبضة الحديدية ستوصلها إلى بر الأمان رغم أنها لا تحظى في الاعتراف بها من سبعة وأربعين دولة إسلامية والتي تشكل ثلث الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ولم تأخذ درسا من الخسارات المستمرة.

فلا بد من حل للقضية الفلسطينية من اجل التكاملية  في الاستثمار....بين الغرب والمسلمين حيث نشأت إشاعات موجهة ومغرضة مفادها أن المسلمين إرهابيين وان كلمة الجهاد تعني الإرهاب وليس الدفاع عن النفس فالقائمون على معاداة الإسلام من الصهاينة من خلال فضائياتهم وإعلامهم المضلل....نشروا أكاذيبهم  فصدقها الغرب حتى أن بوش الابن تحدث عن تفجيرات 11سبتمبر بأنها حرب صليبية حارمين بذلك دولهم من المردود الاقتصادي السياحي الغربي الإسلامي.... حيث لا يسمح للمسلمين الدخول إلى أوروبا إلا من خلال فيزا الشنقن والتي تتطلب شروطا صعبة.

اعتقد أن المجتمع الدولي يقف ضد نفسه ويخسر الكثير برهانه ناسيا أن الإحباط والتوتر يزيد التحدي فكل قرارات مجلس الأمن لا تدين إسرائيل ويعتبرون الاحتلال دفاع عن النفس.....خاسرا التكاملية التشاركية.

ألا تكفي المجازر...وقتل الفلسطينيين بالكيماوي والأسلحة المتطورة ؟ ...أين المجتمع الدولي من هولاكية إسرائيل لفلسطين.....فرسائل البطش والوحشية الإسرائيلية لن توقف الدفاع عن الأرض والمقدسات....وقتل الشهيد الزعيتر لن يلقن المسلمين درسا ولن يشرخ الأردن  ولن يؤثر في قمع القضية الفلسطينية.... كفى غطرسة أيها الإسرائيليون أرعبتم شعبكم بالاختباء بالملاجئ وحرمتم تكاملية العالم بأسره في الاقتصاد كفى خططا فالذكاء الظاهر الذي تتدعون به هو غباء باطني حقيقي فيه الخسارات المادية والمعنوية لكم ولغيركم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد