أبناء الباديّة الأردنيّة يرثي الشهيد زعيتر

mainThumb

15-03-2014 09:41 PM

رُدّتْ حياتكَ الدنيا قاضياً مجبورة، وغادرْتها شهيداً شأساً أبيّاً مغمورة، شهيدٌ قضى نحبَه في أرضٍ هي في الأصل له وعليه مجزورة، ففاحَ منها دمٌ زعتره عطراً استنشقناهُ فأعادَ لأروحنا أمجاداً مأثورة، طفقَ منه الصبرَ بمشهدِ كرامةٍ وحقاً معذورة، طبّقَ عدالةَ دينهِ فأينَ نحنُ من مواقفة الفخورة، صيحة ثائرٍ، أرهبَتْ عدواً فبادرَ الجبانُ برميك برصاصةٍ مغدورةٍ، قاضٍ أذّلَ يهوداً ويحَ شعبٍ اجتر صمته منه شغورة، تباً لنا فأينَ نحنُ من قضيةِ فلسطينَ المحذورة، تهاوَت القنابلُ على هاماتنا منذُ فجرِ المئة والتسعين مذيلةً بثمانٍ وأربعين مدرورة، فتحملناها أملاً أنّ الموتَ سيكون بديل تحريرِ فلسطينَ المحرورة، ولكن لم نعاهد أسيرتنا أن نؤجلَ امتهانَ كرامتنا ونقرنه بتحريرِها ونجعلها مخدورة، فنارُ وقودِ حياتنا كرامةٌ صبّرتنا على محتلٍ وهي مقهورة.

لبيكَ رائداً في شهادتك فقدْ أذهلتَ الطفلَ والرجلَ والشيخَ العجوزَ وحتى المرأة المعذورة.

لله درّكَ من بطلٍ أسرتَ قلوبَ شعبين بتضحيتكَ التي أضحَتْ مفطورة، نزجي إليك ثمانٍ وثلاثين تحيةً حالما أهديتنا أغلى منها من سهامِ جوارِحك ووهبتها لنا وقرارُها في قلوبنا مغمورة.

ابرحْ مكانكَ فإنّنا قادمونَ إليكَ شهداءَ الدينِ والأرضِ المحجورة، نابُلسَ العروبةِ ضمّتك في ثراها فهنيئاً لها وللثرى الطهورة، شيّعتكَ ملائكةُ الرحمنِ وشعبُ المصطفى العدنانِ للجنّةِ المنظورةِ، رائدُ: لك جهادُ الفخرِ حينما قاومْتَ واستشهدْتَ ورقدْتَ في دارِنا المقرورة، أيُّها البطلُ ابتهلْ فأنتَ مع رفقةِ الصحابةِ السابقين وأعمالهِم المشكورة، دوَّرَتْكَ غرائمُ الأيامِ وأنزلتكَ منازلَ أهلِ العزمِ المبرورة، أسدُ الجسرِ: نَمْ قريرَ العينِ بعدَ أنْ كسّرتَ حواجزَ الوهمِ المجّسورة، أغمضْتَ عيناك وطالما أنتظرْنا أنْ تتفتح أعينِ العربِ باكرةً مبكورة، طابتْ روحُكَ فقد هيّجْتَ شعورَ العروبةِ النّديّ وحقنتَهُ دفئاً أزالَ جليدَ الصقيعِ فسالَ في شراييننا عقبَ رقدةٍ مرقودة.

مجّسرَ الأبطالِ أرفدْتَ فينا وَلعاً للشهادةِ المنشورة، وألهمتنا معنىً للحياةِ لطلبِ ثأرٍ من الكافرين كانت في أنفسنا مبتورة.

أيُّها الوديعُ عرفناكَ شهيداً وتركتَ لنا دنيا الغرورِ التي لم تُعرّفْكَ بنا ولم تُعَرِفنا بكَ، فأصْبحنا كُنْهاً لها ولقربكَ مُنشدّينَ هبورة، نعاهدُكَ إخواناً لأهلكَ كأخوةِ هارونَ لموسى والنخوةُ مبذورة، نعاهدُكَ بأنّ سطوةَ شجاعتِكَ ستكونَ لنا تاجاً على الجبينِ محفورة، نعاهدُك وبأنَّ قطراتِ دمِكَ ستكون ماءَ وضوئنا في كلِ صلاةٍ ندعو لكَ بدعوةٍ مغفورة، نعاهدُكَ بأنَّ جسركَ الذي ارتسمَتْ عليه حروفُ اسمك سيكون ضريحاً تتقوّى فيه أنفسُ الخائفينَ وليتجرعوا ترياقَ الشجاعةِ وينضمّوا إلى صفوفنا وتبقى قلوبُنا معمورة.

نعاهدُكَ ببطولتكِ التي سَندرّبُ أطفالنا إلى ساعةِ الحسمِ ونستعيدُ القدسَ المأسورة.

* رئيس الملتقى الوطني لأبناء البادية الأردنيّة الدكتور موسى بني خالد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد