هوية المشرف التربوي القدوة الفعال
لا شك بأن الاشراف هو دينامو حياة العملية التربوية والعنصر المؤثر , والمحرك المفعل للعملية التعليمية التعلمية , وأن حضورها في الميدان التربوي واجب بشرط تفعيلها لتحقيق ما وجدت من أجلها من تحسين لأداء كل من المعلم والمتعلم , ولا استغناء عنها لما لها من نتائج ايجابية على العملية التربوية بشكل عام , وقبل أن أخوض في معترك الافادة بهوية المشرف التربوي من أهل القدوة , فانه من واجبي أن أعرج الى التعريف بالمفهوم اللغوي لمصطلح الاشراف حسب ما ورد في القواميس اللغوية والكتب الدالة على ذلك , فيقال أشرف لك الشيء أي أمكنك منه , ويقال شارف الشيء أي دنا منه وقارب أن يظفر به , ويقال ساروا اليهم حتى شارفوهم أي أشرفوا عليهم , والاستشراف هو وضع اليد على الحاجب عند النظر كالذي يستظل من الشمس حتى يبصر الشيء ويتبينه , وأصله من الشرف والعلو وكأنه ينظر اليه من موضع مرتفع , وأشرفت الشيء أي علوته واطلعت عليه من فوق . وهناك معان أخرى : فالاشراف كما هو في لسان العرب يدل على الحرص والتهالك ومنه الحديث الشريف الذي يقول " من أخذ الدنيا باشراف نفس لم يبارك له فيها " , فلا يكن من يتولى هذه المهمة من أولئك الذين لم يبارك الله لهم فيها , والاشراف كما رصدت في بعض التعريفات اللغوية بأن معناه " الحرص والتهالك " ويقول الشاعر بهذا الخصوص :
لقد علمت وما الاشراف من طمعي أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
وقال " شمر " في قوله وأنت غير مشرف له : قال ما تشرف عليه وتحدث به نفسك وتتمناه . والمشرف هو ذلك العضو من هذه العملية التربوية الذي يفترض به أن يحرص على تطبيق قواعد الموقع الذي عمل به من خلال الصلاحيات التي تعطى له , وفي قاموس " هومر الموجز " أشار الى أن المشرف هو مطل من عل أو مطل من شاهق أو متقارب على الوصول . ومن كل تلك المعاني نستنبط أن كل من ينتمي الى عملية الاشراف هو ذلك العنصر الذي يتصف ويتسم بالعلو المعرفي والسمو العلمي المقرون بالاتزانية والأخلاقية وليس بالجهوية الفارغة والتسلطية الجاهلية والأنانية المطلقة . فهو الذي يتمتع بالأهلية والجدارة الحقة التي تمكنه من أن يكسب ثقة من يشرف عليهم ويسيرون على نهجه ويتبعون خطواته وارشاداته.
لقد حاول كثير من علماء التربية تعريف الاشراف , لكنهم لم يتفقوا على تعريف محدد له , فظهرت تعاريف ومعان كثيرة متقاربة في معانيها واختلافها كان باختلاف النظرة الى العملية التعليمية وأهدافها وباختلاف النظرة الى عمليتي التعليم والتعلم ومنها أنه يعمل على النهوض بعملية التعلم والتعليم كليهما , ومعنى " أن تشرف " هو أن تنسق وأن تحرك وأن توجه نمو المدرسين في اتجاه يستطيعون معه باستخدام ذكاء الطلبة تحريك كل طالب في صفه , وأن توجه الى أغنى وأذكى مساهمة فعالة في المجتمع والعالم الذي يعيشون فيه . ومنهم من عرفها بأنها عملية تهدف الى تحسين المواقف التعليمية عن طريق تخطيط المناهج والطرق التعليمية التي تساعد الطلاب على التعليم بأسهل الطرق وأفضلها بحيث تتفق وحاجاتهم , ومنهم من عرفها بأنها نشاط يوجه لخدمة المعلمين ومساعدتهم في حل ما يعترضهم من مشاكل للقيام بواجبهم على أكمل وجه , ومنهم من قال أن الاشراف التربوي هي عملية واعية مستمرة بناءة ومخططة تهدف الى مساعدة وتشجيع الفرد لكي يعرف نفسه ويفهم ذاته , وينمي امكاناته بذكاء , ولقد كان الاشراف التربوي فيما مضى موجودا ويمارس دون أن يأخذ هذا الاسم في الاطار العلمي , ودون أن يشمله برنامج منظم , ولكنه تطور وأصبح الآن له أسسه ونظرياته وطرقه ومجالاته وبرامجه ومهاراته , وأصبح يقوم به أخصائيون متخصصون علميا وفنيا , وأصبحت الحاجة ماسة الى الاشراف التربوي في مدارسنا وفي مؤسساتنا التعليمية وفي مجتمعاتنا بصفة عامة . ومنهم من يقول أن الاشراف هو عملية تعاونية طرفاها الرئيسان المشرف والمعلم وهدفها تبادل المشورة لمساعدة الطلاب على تحقيق الأهداف المرسومة , فهو قائد تربوي يهتم بنمو المعلم وتطوير أدائه ومساعدته على مواجهة المواقف التعليمية برؤية فاحصة متمكنة , ومنهم من يقول أن الاشرف هو عملية التفاعل مع المعلمين من أجل احداث التغيير الايجابي في أدائهم لمهماتهم التعليمية والمساعدة لعملية التعليم لتحقيق النمو المهني الكامل , ومنهم من قال انها عملية متكاملة العناصر لها مدخلاتها وعملياتها تستهدف احداث تأثيرات ايجابية مرغوب فيها في كفايات الفئة المستهدفة , وتسهم في تحقيق عمليات التعلم والتعليم , ومنهم من قال أنها عبارة عن سلسلة من الجهود المخططة والمنظمة والهادفة الى مساعدة المدير والمعلم على امتلاك مهارات تنظيم تعلم الطلاب بشكل يؤدي الى تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية , وتكون على هيئة نظام يتكون من مجموعة من العناصر أو العمليات , ولكل عنصر أو عملية وظيفة وعلامات تبادلية مع بقية العناصر والعمليات , ولها مدخلات وعمليات ومخرجات . ومنهم من قال أنها جمع الجهود المبذولة في اعداد المعلم من أجل تحسين عمليتي التعليم والتعلم . ومن كل هذا نستنتج أن عملية الاشراف التربوي تعني أن عمل المشرف التربوي هو تعليمي لأنه يضع المعلم أمام حقائق جديدة , وتدريبى لأنه يدرب المعلمين على مختلف مهارات التدريس , وتنسيقي لأنه يحرك المعلمين في اطار خطة منظمة موضوعة بالتعاون معهم , وتغييري حيث يهدف الى احداث تغيير في سلوك المعلمين وسلوك طلابهم , واستشاري حيث يقدم المقترحات والبدائل لمعالجة الصعوبات التي تواجه التعليم والتعلم . والاشرف عملية تعاونية طرفاها الرئيسان المشرف والمعلم هدفها تبادل المشورة لمساعدة الطلبة على تحقيق الأهداف المرسومة , فهو قائد تربوي يهتم بنمو المعلم وتطوير أدائه ومساعدته على مواجهة المواقف التعليمية برؤية فاحصة متمكنة . وبناء على ذلك فان المشرف التربوي القدوة هو من يتحلى ويمتلك عددا من الكفايات القيادية الأساسية ضمن الاتجاه التكاملي للاشراف التربوي , وقد أطلق عليه التربويون ب " العملاق النائم " بمعنى أنه متى تحرك سيكون له الأثر الكبير , فهو قاعدة الانطلاق نحو الارتقاء في جميع العناصر التربوية , واليكم تفصيلا لما يجب عليه أن يكون :
• شديد الاهتمام بكيفية اتقان المعلم لمهمة دوره وتمكينه علميا ومسلكيا ومعرفيا حيث واضعا ذلك في أعلى درجة سلم اهتماماته .
• مخططا يحدد أهدافه وخطة العمل التي تتضمن مشروعاته الخاصة لتنمية المعلمين علميا ومهنيا
• قائدا متطورا يتعامل مع المعلمين في جو من الأمن والثقة والاحترام
• مقوما لخططه وبرامجه حسب معايير موضوعية , ومتابعا لما يترتب عن ذلك من نتائج هذا التقويم
• مؤمنا بعمله وملتزما بأخلاقيات المهنة التي يعمل بها
• معنيا بتطبيق المنهاج الدراسي وذلك بالعمل الجاد على تطويره وتنفيذه وتقويمه
• مثقفا يوجه كل من يعمل معه للاهتمام بالثقافة والقيم الثقافية
• معلما نموذجيا يقتدى به فيكون له دور يلعب به بعرض الأساليب الحديثة في تعليم أي مهارة ما أمام من يشرف عليهم من المعلمين ليطبقوها لطلابهم في الغرف الصفية
• انسانيا بتواصله مع الآخرين يمتلك القدرة على تفهم حاجات الآخرين وتقبل نقاط ضعفهم وتعزيز حاجاتهم ومعاملتهم بقدر عال من الاحترام والتقدير , وان لم يكن كذلك فلن ينجح في عمله لأن الوصول الى قلوب الآخرين هي الخطوة الأولى للوصول الى عقولهم ودفعهم في الاتجاه الذي يريد
• مصمما للبرامج التدريبية أثناء الخدمة , قادرا على استقراء حاجات المعلمين وآليات دفع مستوى أدائهم من خلال برامج واقعية غنية ومناسبة لمستوياتهم في النمو المهني
• مقوما للبرامج التربوية وأداء المعلمين وطلابهم من خلال تصميم اختبارات تشخيصية وتحليل نتائجها ووضع الخطط العلاجية المناسبة لها
• منظما للعمل الجماعي بكل مفاهيمه
• ممارسا للعمل البحثي وقادرا على القيام بالبحث الاجرائي
• اكلينيكيا يسجل كل ما يجري في الغرفة الصفية من أفعال وأقوال وتحليلها ومناقشتها مع المعلم المزار بكل شفافية وأريحية
• قائدا , مرنا , رائدا , متجددا , متطورا , متفتحا , واعيا لمهماته وقائما بأدواره , مطلعا بمسؤولياته وحريصا على النجاح في جو يسوده الأمن والمحبة والثقة والتقدير والاحترام المتبادل
• مبتكرا , مبدعا , مؤثرا , بارعا في التخطيط ومدركا بأن ممارسته للاشراف تتطلب منه التزود المستمر بالكفايات المعرفية والأدائية والفنية وأن مثل هذه الأمور لا تتحقق الا من خلال الدراسة والممارسة والتدريب والبحث والاجتهاد لمساعدة المعلمين على تحقيق الأهداف المرجوة
• مبتسما , متفائلا , ذكيا وواقعيا يساعد الآخرين , ويرغبهم في التربية وحث الانتماء اليها , حريصا على التوفيق بين العمل والانتاج من جهة والمشاركة الانسانية من جهة أخرى , ويعرف كيف يستفيد من أخطائه لتحسين عمله ويسعى الى الاطلاع على الجديد النافع المفيد في مجال تخصصه ويلتزم بأخلاقيات الرسالة التربوية
• مثقفا ذا بصيرة ثاقبة , ومهتما بشؤون المعلمين دون استعلاء , محترما لقدراتهم ومقدرا لمشاعرهم وممثلا الأخ والزميل والقدوة الحسنة , ومثالا يحتذى به في الأداء والنمو والعطاء
• عادلا متسامحا , واثقا , موضوعيا في اتخاذ قراراته ومتعاونا مع المعلمين , ديدنه تحسين نموهم المهني , حريصا على مساعدتهم كي يصبح كل واحد منهم قادرا على اتخاذ القرارات المناسبة المتصلة بعمله
• ناظرا الى الاشراف التربوي بمنظار المفهوم الواسع الشامل , ومؤمنا أن ما يقدمه للمعلم من تدريب وتعاون هو أهم وأسمى من أن يقتصر عمله على تقويمه وتصيد أخطائه , وأن يكون التقويم بالنسبة له وسيلة لا غاية ينشد من ورائه رصد الهفوات والزلات التي يقع بها المعلم أثناء تدريسه , وتشخيص مواطن الضعف لمعالجتها ومواطن القوة لتعزيزها ليتسم عندها أدائه بالتميز , بل فوق ذلك يكون لهم بمثابة طبيب استشاري هدفه معاينة ومعالجة كل الأخطاء لرفع سوية المعلم مهنيا
• مؤمنا بالتربية ودورها في بناء الانسان بناء متكاملا تتوافر فيه معالم الاستعداد والرغبة , واكتساب الكفايات الاشرافية العلمية منها والفنية , والسمات القيادية الناجحة والريادة التربوية المميزة , والقدرة على تطبيق أساليب الاشراف المختلفة
• متزنا ولينا ورفيقا مع من يشرف عليهم واضعا بين عينيه قول رسول الله صلى الله غليه وسلم " ما كان الرفق في شيء الا زانه " , ومتمتعا بحسن المعاملة بتهيئة البيئة المناسبة التي فيها يتكيف كل منهما مندمجين في جو من الحب والتآلف والاخاء
• قادرا على اكساب الطالب من خلال زياراته الميدانية مهارات البحث الذاتي والاتصالات ودمجه بالنشاطات التربوية المنهجية منها واللامنهجية التي بدورها تؤدي الى بلورة مواهبه وتفجير طاقاته وتنمية قدراته وتكامل شخصيته
• عاملا مساعدا فعالا لكل من المعلم والطالب للرجوع الى مصادر المعرفة المختلفة المتوفرة في المكتبات والمراكز التعليمية ووسائل الاعلام المختلفة بهدف استخراج المعلومة المفيدة واللازمة لهم وتوفير الجهد والوقت مما يجعل كل منهم مبدعا ومبتكرا وخلاقا منتجا أكتر من كونه متلقيا للمعلومات وتخزينها دون توظيفها بفاعلية , وقادرا على حل مشاكله الشخصية منها والأكاديمية والاجتماعية يشكل سليم
• قادرا على التعرف على خصائص الطلبة الذين سيتعامل معهم من خلال زياراته الميدانية وتحديد قدراتهم العقلية وميولهم واتجهاتهم ومهاراتهم وخلفيتهم التربوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية
• مدركا للأهداف التربوية العامة والخاصة لكل مرحلة من مراحل التعليم ومطلعا بل ملما للقوانين الأساسية المتعلقة بنظريات التعلم والتعليم وطرائق تدريسها
• قادرا على توظيف المادة الدراسية ونقلها الى مواقف حياتية من واقع حياة الطالب اليومية , وأداة لاشباع حاجاتهم ولتحقيق التغير المطلوب في سلوكهم
• مهتما تمام الاهتمام بتطوير نفسه وقادرا على نقل الخبرات الميدانية بين المعلمين
• ملما بالمناهج التعليمية المختلفة بحيث تمكنه من مناقشة الطلبة بعد انتهاء المعلم من اعطاء درسه ليتعرف على جوانب التقصير , ومتابعتها في الزيارة القادمة , وواضعا المعلم بالصورة المطلوبة من خلال مناقشته مزودا المعلم بالحلول الناجعة التي يتغلب بها على الصعوبات التي تواجهه مع الطلبة ومادته
• ثريا في معلومات تخصصه وذو أهلية عالية , واسعا في التجربة الميدانية ومتميزا عن المعلمين في عمله وذلك بقدرته على الاقناع
• معينا للمعلم على تلمس حاجاته وصائغا لتوصياته في قالب جميل تقبله النفوس وموجها انتقاده للعنصر وليس للمعلم
• محبوبا لدى المعلمين يشتاقون زياراته الميدانية لشعورهم بتحسن الأداء عند كل زيارة تاركا أثارا ايجابية على أدائهم
• معايشا اليوم الدراسي للمعلم بغير تنظير , وميدانيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى , وعمليا مطبقا واقعيا في نقله للمعلومة , وموصلا الفكرة بروح طيبة بعيدة عن الفوقية , يترك من خلالها آثار ايجابية تنعكس على الارتقاء بالعملية التربوية
• محاورا عمليا ومنطقيا في أقواله وأفعاله و مرشدا لا كابوسا مسلطا عليهم , بل هو مدرسة بحد ذاتها
• قياديا يبدأ وينتهي بطرح الأسئلة , ومن خلال هذا الطرح يتعرف على من يشرف عليهم من المعلمين الذين لديهم حب الحاجة الى التغيير , وأولئك الذين يتحملون المسؤولية في تنفيذ الارشادات والتوجيهات التي تؤدي الى التغيير في سلوكهم ومهنتهم , حيث من خلال هذه الأسئلة يمكن للمشرف أن يساعد في ارشاد المعلم الى ما يصبوا اليه كل منهما , والمشرف القيادي هو الذي يعرف بأن طرح الأسئلة يكون أكثر أهمية من معرفة الجواب لأنه من خلالها يعمل مسحا كاملا يتعرف من خلاله على حاجات المعلمين ونوعية مستواهم العلمي والفني
• قادرا على خلق بيئة عملية جاذبة ,عادلا في سياسته وممارسا مثابرا , اذ من شأن ذلك يساعد المعلم للقيام بواجبه بفاعلية , وهذا أمر مهم لأن رضا المعلم مربوط برضا الطالب
وأخيرا فاننا لا نريد اشرافا استبداديا حيث يستطيع المشرف أن يقرر ما يجب عمله , ولا دبلوماسيا محضا بحيث يوجه توجيها رفيعا لعمل ما متظاهرا بسمة الديمقراطية , ولكنها استبدادية في المضمون , ولا سلبيا في مواقفه مع المعلمين , بل ليكن شعاره الحوار المبني على الاحترام المتبادل متحررا من كل قيود الفوقية المطلقة , بل نريده اشرافا ديمقراطيا يمنح فيها المعلم فرص الابتكار والابداع , ويفسح المجال أمام نموه الذاتي مع مراقبة المواقف التعليمية , ومناقشتها معه للتوصل الى أفضل الحلول السليمة . فلا تصيد للأخطاء , بل ليكن أداة تفعيل لكل عناصر العملية التربوية ومحاولا نقلها الى أحسن صورة , آخذا دورا تصحيحيا لتحقيق الأهداف التربوية المثلى والتي بدورها تنعكس ايجابيا على جودة التعليم واتقانه , يحفز الهمم ويحرك القدرات الخلاقة لتخريج احسن ما يستطيع في كل المجالات , وهذا يتطلب مستوى عال من الصفات الشخصية مثل المتايعة والصبر واللباقة والمرونة في التفكير , والثقة بالقدرة المهنية والتواضع والرغبة في الاستفادة من الآخرين وخبراتهم , والادراك الواعي للأهداف التربوية والاستعداد للسير في أفضل السبل التي توصل اليها .
ان المشرف التربوي القدوة والفعال في الميدان التربوي له كل التقدير والاحترام , فهو ناقل للخبرة يسخر كل امكانياته لعلاج كل تقصير , وذلك بتوظيف كل الآليات العملية التربوية من دورات ونشرات وورش عمل ومشاغل هادفة وعقد لقاءات ومؤتمرات وغيرها .
وبناء على ما سبق , فان جميع التوترات الحاصلة التي ربما تنجم عن الاحتكاك المباشر بين المشرف والمعلم في بعض الأحيان , تعود بالدرجة الأولى لغياب الوعي والادراك بمعرفة كل منهما دوره , وكيفية تحقيقه للارتقاء بمستوى العملية التعليمية التعلمية , وعلينا أن نقول اذا كان أهل الغرب يرفعون قبعاتهم اعجابا وتقديرا لموقف ما , أو لشخصية ما , فمن الواجب علينا أن نرفع عقالنا الذي نلبسه على رؤوسنا كنوع من العنقرة والأبهة الشخصية , تقديرا واعجابا لكل مشرف تربوي يؤدي واجبه على أكمل وجه , نظرا لأهميته في صقل العقول والذهون , ولأهميته في رفع مستوى أداء كل من المعلم والطالب على حد سواء . وعلينا أن نذكر مثالا بسيطا فيه نوع من العبرة والعظة والتأمل , بأنه كان هناك أستاذا ألمانيا يدرس في مدرسة ألمانية , كلما دخل الى صفه في الصباح ليعطي درسه , يرفع قبعته تحية لأبناء صفه , ولما سئل عن السبب في ذلك , أجاب " انكم لا تعلمون ماذا سيصبح كل واحد من هؤلاء في المستقبل " وكان على حق لأن واحدا منهم كان " مارتن لوثر " . فكما رفع هذا الأستاذ قبعته لطلابه , فعلى المشرف أن يرفع بالمقابل عقاله لكل معلم متألق ربما يتفوق عليه علميا وفنيا مستقبلا نتيجة لتدريبه ومتابعته وطموحه . فما على المشرف الا أن يكون محاورا ايجابيا يبدأ حواره مع المعلم بايجابياته التي رصدها عنه في أدائه وعطائه وأنشطته الصفية , حتى يضمن حوارا مفيدا يعزز علاقته من خلالها مع المعلم ويقويها , لأنه والحالة هذه سينظر له المعلم بمقياس الأهلية الحقة والاجلال والتقدير والقدوة الحسنة التي يحتذى بها , والرضا في تقبل توصياته , وقد قيل بأن " وراء كل تعليم ناجح , مشرف ناجح " , وأنه لم يأتي ليكشف مكامن خلله ويتصيد أخطائه بل لتنميته في أدائه القني , فالكمال لله , والثناء كما هو معلوم مجبول عليه الانسان , وفي ذلك يقول الشاعر :
يهوى الثناء مبرز ومقصر حب الثناء طبيعة الانسان
القدر المخفي: حينما يرسم الغيب ملامح حياتنا
سلاح غير تقليدي يقضي على البعوض ويحارب الملاريا
فرنسا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال حزيران
عروض الدرون تزيّن سماء إربد احتفاءً بالمناسبات الوطنية
أبو عبيدة: نقذف حجارة داود على آليات الاحتلال والانتصارات تتوالى
محمد رمضان يغازل قائد وجمهور الزمالك بأغنية أول أيام العيد
وزير الخارجية يلتقي نظيره البريطاني
روسيا: قيود طيران مؤقتة في مطارين بموسكو
الحملة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية توزعان لحوم الأضاحي في غزة
الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع ولي العهد السعودي بمناسبة عيد الأضحى
ثلاثة حجاج إسبان يحيون طريقًا حجريًا عمره 500 عام .. على ظهور الخيل
تنويه هام من بلدية الطيبة بخصوص مخلفات الأضاحي
فلتهنأ عيون أميرتنا الصغيرة إيمان فقد ربحت الفوز
التلفزيون الأردني يحذر المواطنين
عُمان تطلب توضيحاً رسمياً بشأن ما حدث بتدريبات النشامى
توجيه من ولي العهد بشأن بث مباراة الأردن وعُمان
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
مجموعة من النساء يهاجمن مشهورة التواصل أم نمر .. فما القصة
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
فتح باب التجنيد في القوات المسلحة الأردنية اليوم
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
وفاة مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة
أموال هؤلاء ستؤول إلى الخزينة العامة .. أسماء
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع