صحيفة السوسنة الأردنية

لقد انتشرت في الاونة الاخيرة ظاهرة تعليمية اجتماعية خطيرة وهي ظاهرة التسرب من المدارس والتسرب الحصصي حيث لوحظ ازدياد تلك الظاهرة بشكل غير مسبوق في المدارس الاردنية مما يسبب تعرض تلك الفئة من الطلبة الى العديد من المخاطر الخارجية  التي تهدد امنهم الحياتي وهنا يجب ان نقف وقفة حقيقة لمعرفة الاسباب والمسببات هل هو شعور الطالب بعدم جدوى العملية التعليمية وعدم وجود الحافز وخاصة في ظل البطالة الهائلة بين خريجي الجامعات اما هو ضعف المناهج الدراسية وخلوها من المتعة والاثارة اما هي المشاكل الاسرية والتفكك الاجتماعي الكبير الذي اصبح يسود مجتمعنا الاردني والعربي بشكل ملفت للنظر ولاننسى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجبر الطلبة على التوجة نحو سوق العمل لتلبية متطلبات الاسرة ام هو خلو المدارس من النشاطات اللأمنهجية مثل الرحلات والمسابقات وغيرها حيث اصبحت اجواء المدارس عبارة عن جلوس خلف المقاعد وروتين قاتل  اما هو ضعف اداء وقدرة المرشدين التربويين على اسداء النصح والارشاد للطلبة وغياب التواصل والتفاعل مابين المدرسة واولياء امور الطلبة وبشكل كبير جدا ضعف اداء بعض المعلمين في ايصال المعلومات للطلبة حيث بات الطالب يشعر بعدم جدوى الذهاب للمدرسة عدم النظر بجدية للفروق الفردية بين الطلبة واخذها بالحسبان فهناك مجموعات كبيرة من الطلبة تعاني من مشكل تعليمية مثل صعوبات التعلم والنطق وغيرها حيث يشعرون بعدم الاهتمام بهم وانهم نكرة داخل الغرفة الصفية فيجدون الشارع هو الحل الامثل للهروب من الواقع المدرسي ولاننسى هنا دور الاسرة الذي اصبح دورا هامشيا في متابعة الطالب في شتى الجوانب فالطلبة يتعرضون للعديد من التفاعلات في الحياة اليومية والتي هي بحاجة الى رعاية واهتمام ومتابعة كبير من الاهل وهنا اضع مجموعة من الاقترحات للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تؤرق كافة شرائح المجتمع منها تحسين مهارات التواصل والاتصال مابين الطلبة والمعلمين من جهة المدرسة والاهل من جهة اخرى تفعيل دور المرشدين التربويين من خلال اشراكهم بالعديد من الورش التدريبية والتاهليية لمساعدتهم على التفاعل مع الطلبة وفهم احتياجاتهم وسلوكاتهم العامة والخاصة في ظل مانشهدة على وسائل الاعلام من مشاهد عنف وقتل وانحلال اخلاقي اصبح يضرب في صميم اخلاقيات مجتمعنا تفعيل عملية الحوار والمناقشة واعطاء الطلبة الحرية في ابداء افكارهم ومشاعرهم دون تسلط اعادة النظر في الكثير من المناهج المدرسية والتي اصبحت عقيمة ومكررة ولا تتماشى مع التطور الحضاري والتكنولوجي  تفعيل النشاطات اللآمنهجية في المدارس من رحلات وندوات تثقيفية وترفيهية تحسين البيئة التعليمية للطلبة من خلال توفير بيئة مدرسية امنة وتجهيزات تقنية وتعليية وادوات تساعد الطالب في الوصول للمعرفة بشكلها الامثل الحد من العقاب البدني واللفظي في المدارس والتوجهة نحو بناء علاقات اجتماعية مابين المعلم والادارة والطالب اساسها المحبة والاحترام والتقدير المتبادل  تفعيل الانظمة والقوانيين الناظمة للعملية التعليمية تحسين المستوى المعيشي للمعلم ليصبح اكثر نشاطا وحيوية وهنا يجب على وزارة التربية والتعليم القيام بواجباتها وتفعيل ادوراها الرقابية والارشادية لتسير العملية التربوية والتعليم بشكلها الافضل والامثل لا ان تقف مكتوفة الايدي ونحن نرى ابناءنا الطلبة في مهب الريح