مَنْ هِيَ الغانيةُ ؟

mainThumb

05-06-2014 06:51 PM

لطالما سمعنا بمفردة ( الغانية ) ، وأكثر الناس لغياب التراث العربي عنهم يظنُّ أن مدلول هذه المفردة سيِّء فينفرُ منها ؛ لأنها توحي له بمعانٍ لا يستسيغها من السفول والنزول ، فهو نافرٌ منها نفورَ الحُمُر من القَسْوَرَةِ !!

وما ذاك الا لما نعانيه - أفرادا ومجتمعات ومؤسسات – من زهدٍ في تراثنا الأدبي واللغوي ، بل نجد خجلا ودُنُوَّا في العكوف على القديم من موروثنا الذي سهر عليه علماء أفذاذ ، وهبوا حياتهم وهجروا مضاجعهم لتدوينه والحفاظ عليه من العوادي ، وأوصلوه لنا غَضَّاً طَرِيَّا ، يَتَثَنَّى كأنَّه غادةٌ مُضَمَّخَةٌ بالمسك والزعفران !

ولكنَّ أجيال اليوم ، عكفوا على رسومٍ وأطلالٍ نعقَ أصحابُها أنَّها هي غاية الأدب وهي موضعُ حَطِّ رحاله ! وإنْ نظرتَ إليها بعين البصير والمحزون على تراثنا الرائع علمتَ أنَّها آلٌ وسرابٌ يركض وراءه اللاهثون من شبابنا ظانين أنهم بذلك يخدمون الموروث الأدبي وهم في الحقيقة ينحرون جُهْدَ أولئك العلماء الأفذاذ ، يطردون المبرِّدَ ، وسيبوية ، وابنَ قتيبة الدينوري ، والخليل بن أحمد ... ويحتضنون النَّطيحةَ والمُتَرَدِّيَةَ ، وما أَكَلَ السَّبُعُ ، ممن يُسَمَّون شعراء وأدباء ...!

وعودا الى مفردة ( الغانية ) نكشف الخمار عنها ونُجَلِّيْها لِشُداةِ الأدب الأصيل :

الغانية لها ثلاثة معانٍ لا رابع لهن :

1 – هي ما استغنتْ بجمالها الطبيعي عن ( الاكتحال ، والحناء ، والحُلي ) .

2 – هي ما استغنَتْ بزوجها عن غيره .

3 – هي ما استغنَتْ في بيت أبيها ، ولم تتزوج بعدُ .

والتفسير الأوَّلُ هو الشائع عن أكثر المثقفين العرب ، ولكنْ وجدتُ بيتاً من الشعر ، للشاعر ( نصيب ) يترجَّحُ فيه التفسير الثاني وهو استغناؤها بزوجها :

أَزْمانَ ليلى كَعَابٌ غيرَ غانيةٍ  ..... وأَنْتَ أَمْرَدُ ، معروفٌ لَكَ الغَزَلُ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد