هكذا تُقنعين أولادكِ بضرورة الخلود إلى النوم!

mainThumb

25-08-2014 02:37 PM

السوسنة - عندَ حلول الثامنة من مساء كلّ يوم، يجهد الأهل في إقناع أولادهم بضرورة الخلود إلى النوم. ومهما اختلفت أعمار الأولاد، إلّا أنّ أعذارهم تبقى واحدة. فكيف يتعامل الأهل مع هذا الوضع؟

 
"أشعر بالجوع"، "أنا خائفة"، "ماذا يعني الموت"؟... عبارات يتذرّع بها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و10 سنوات، للامتناع عن النوم عندما يحين موعد خلودهم إلى الفراش.
 
"وهذا أمر طبيعي وشائع لدى غالبية الأطفال، حيث إنّ الأهل يطلبون منهم القيام بذلك، إلّا أنهم يرفضون وهذه وسيلة للتعبير عَن أنفُسهم"، وفق ما أوضحت المرشدة النفسية جويل خوري صوما في حديثها لـ"الجمهورية".
 
وقالت: "في هذه الحال، يُقدّم الأطفال أعذاراً كثيرة مُشترَكة بينهم، ومنها الحاجة إلى دخول المرحاض أو الشعور بالجوع والخوف، لكن على الأهل التحكُّم بأعذار أطفالهم وعدم الخضوع لها"، مُقدّمةً لهُم بعض النصائح في هذا السياق، ومنها:
 
1- ضرورة سيطرة الأهل على ردود أفعالهم حيال امتناع أطفالهم عن النوم، فلا يجوز لهم الشعور بالقلق، فالطفل يشعر بذلك ويتشبّث برأيه أكثر ويُقدّم مزيداً من الأعذار.
 
2- على الأهل الامتناع عَن تصوير النوم على أنّه أولويّة في حياة أطفالهم، بل إقناعهم بأنّه ضروريّ لنموّهم الجسدي والنفسي تماماً مثلَ الأكل والشرب.
 
3- ضرورة فرض الأهل نظاماً أو روتيناً معيّناً وتذكير الطفل به. فإذا كان الطفل سيخلد إلى الفراش في تمام الساعة الثامنة، يجب عليهم، قبلَ حلول الثامنة بـ15 دقيقة، تذكيره بكلّ الواجبات التي عليه القيام بها قبل نومه ومنها: إطفاء التلفاز، تنظيف الأسنان والاستعداد للنوم.
 
ومن الأعذار الأكثر شيوعاً بين" الأطفال للامتناع عن النوم، لاحظت خوري صوما تقديمهم ثلاثة أنواع من الأعذار: الجسديّة، العاطفية، والأعذار التي تنمّ عن قلق. وقد فصّلتها كالآتي:
 
الأعذار الجسديّة
 
وهي كلّ الأعذار المُرتبطة مباشرةً بحاجاتهم الجسَديّة، ومنها مثلاً: الشعور بالعطش والجوع، أو الانزعاج من ملابس النوم القطنيّة والتذرُّع بأنّها تسبّب لهم الحساسيّة وبالتالي تؤرقهم، أو التذرّع بالمرض وبآلام المعدة أو الصداع.
 
ولا يُصدّق الأهل إجمالاً أعذار أطفالهم، لكنّهم يتماشون معها، خصوصاً أنّها تتعلّق بحاجات جسديّة ضروريّة. وفي هذه الحال، دعت المُرشدة النفسيّة الأهل إلى عدم الامتثال لرغبة أطفالهم "بل كونوا صارمين معهم، ولا تنخدعوا بأعذارهم، وفسّروا لهم العلاقة المباشرة بين النوم ونموّهم النفسي والفكري والجسدي".
 
والعاطفيّة
 
بعدَ الانتهاء من الأعذار الجسديّة التي يَسْهل على الأهل اكتشافها والتأكّد من صحّتها أو عدمها، ينتقل الأطفال إلى مرحلة متطوّرة ومدروسة أكثر من الأعذار، وهي المرتبطة بالعاطفة. "فيُطالب الطفل أمّه بمزيد من القُبَل والحبّ والحنان وقراءة قصّة جديدة، أو يُعبّر لها عن حبّه، وقد يقرّر إفشاء سرّ أمامها"، وفق ما أشارت خوري صوما، داعيةً الأمّ إلى منح طفلها الحبّ والحنان، شرط عدم الامتثال لرغبته لأنّ ذلك قد يصبح بمثابة ذريعة له للإمتناع عن النوم.
 
"أما في ما يخصّ الأسرار، فلا تُصدّقيه واطلبي منه تأجيلها إلى الغد، إذ إنّك ستكتشفين في الصباح أنّها كانت مجرّد أعذار للامتناع عَن النوم"، وفقَ ما أوضحت خوري صوما.
 
قلق
 
عندما لا تمتثل الأمّ للأعذار الجسديّة والعاطفيّة التي يُقدّمها طفلها لكي يَمتنع عن النوم، يُحاول تقديم أعذار أو حجج تنمّ عن قلق وحيرة، ومنها مثلاً عجزه عَن النوم بسبب الضجّة الخارجية، أو بسبب رؤيته كابوساً، أو بسبب دخول باعوض إلى الغرفة.
 
وفي هذه الحال، دعت المرشدة النفسيّة الأهل إلى طمأنة أطفالهم بكلمات مشجّعة، والتشديد أمامهم على أنّ "لا شيء يستدعي الخوف".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد