صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - إرتجاع المريء.. يطلق علية مرض العصر، وذلك لأنه يهدد 50% من مرضى الجهاز الهضمي، نتيجة تناول الوجبات الجاهزة، التدخين، السمنة وبعض أساليب تناول الطعام الخاطئة.

وأكد الدكتور عصمت شيبه أستاذ الجهاز الهضمي والكبد رئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد بطب قصر العيني، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد تحت عنوان “أمراض الجهاز الهضمى المشكلة والحل” برعاية شركة “الحكمة” للأدوية، أن مرض إرتجاع المريء بدأت أعداد المصابين به تزداد بنسبة 30%، كما زادت حالات الأعراض الحادة للمرض بنسبة 24%، بينما زاد عدد المصابين بالإرتجاع مرة بالأسبوع إلى 47% تقريباً.

وحسب الإحصاءات الطبيه العالمية فأن مرضى إرتجاع المرىء، يمثلون نحو50% من مرضى الجهاز الهضمى، وتقدر تكلفة علاج هذه الإصابة على مستوى العالم 4.5 بليون دولار سنوياً، ويشير الباحثون إلى أن هذا المرض بدأ في الانتشار خلال العقدين الأخيرين، كأحد أمراض الرفاهية التي نعيشها ، بسبب التدخين والسمنه والأطعمة سابقه التجهيز.

لماذا يحدث إرتجاع المريء؟

أوضح شيبه أن إرتجاع المرئ يحدث نتيجة لخلل في عمل العضلات المكونة للمرىء خصوصاً العضلة العاصرة التي تقع في الجزء السفلي منه.

وأشار شيبه إلى أن فتق الحجاب الحاجز هو السبب الثاني لارتجاع الحامض المعدى للمرىء، ومن الطبيعى أن تزيد حدة الألم حينما ينحنى الإنسان للأمام أو يستلقى ممدداً على الظهر إذ يزداد حجم الارتجاع على العكس مما إذا وقف الإنسان منتصباً.

فالحجاب الحاجز هو غشاء عضلي يفصل تماماً محتويات الصدر ومنها المرىء بالكامل عن محتويات البطن وفيها المعدة بالكامل، لذا فحدوث فتق في الحجاب الحاجز حول المعدة يجعل جزءاً منها يتسرب منزلقاً من البطن للصدر محدثا ما يسمى “Hiatal Hernia” أو فتق الحجاب الحاجز.

أسباب الحدوث

- نمط الحياة المحتوى بعض السلوكيات الخاطئة مثل التدخين، السمنة، الكحول، الجلوس في أوضاع غير صحية.

- الأدوية بعضها قد يسبب إرتجاع حمضي في المرئ, لذا يجب مراجعة النشرة الداخلية للأدوية لمعرفة ما إذا كانت تسبب هذه الحالة من أعراضها الجانبية أم لا.

- العادات الغذائية الخاطئة مثل الوجبات الثقيلة والأكل قبل النوم بفترة قليلة.

- بعض الأطعمة تسبب زيادة الحالة مثل الطعام الغني بالدهون, الطعام المحمر, الطعام الحريف, التوابل الكثيرة, الشوكولاتة, الأطعمة الحمضية مثل الليمون والطماطم, وكذلك الثوم والبصل، وبعض المشروبات التي تحتوى على كافيين أو فواكه حمضية.

- بعض الحالات الطبية مثل: الحمل أو مرض السكر أو الزيادة السريعة في الوزن.

أعراض الحالة

يعتبر الشعور بحرقان في الصدر هو الشكل الابرز لمرضى ارتجاع المرئ , حيث يتصف هذا الشعور بإحساس بالحرقة في وسط الصدر خلف عظمة القص في المنتصف, وغالباً ما يبدأ في الجزء العلوى من البطن، حيث يتصل المرئ بالمعدة, ثم يمتد إلى أعلى.

وقد يستمر الاحساس بالحرقة لفترة تصل لساعتين، بجانب الاحساس بالحرقة يسوء بعد الوجبات أو الاستلقاء أو الميل بالرأس قد يسبب زيادة الأحساس بالحرقة.

ولكن الحرقة لا تزداد بممارسة الرياضة أو الأنشطة الجسدية.

هل هناك مقدمات لارتجاع المريء؟

أكد شيبه أن ارتجاع المرىء أحد الأعراض لمشكلات الجهاز الهضمي التي لا يسلم منها أحد لكنها إذا تكررت بصورة دائمة انتقلت من دور العرض للمرض يجب الرجوع إلى طبيب عند ظهور الأعراض الآتيه، وجود صعوبة في البلع أو القىء خصوصاً إذا صاحبه نزيف أو عصارة سوداء اللون.

وأوضح شبيه أن هناك أهمية قصوى للتشخيص السليم لحالات المرض والذي يتطلب الكشف بالمنظار على المعدة وعمل قياس للإرتجاع في المرئ بأحدث أجهزة القياس التي تحدد نسبة الإرتجاع طوال الـ24 ساعة، كما يتم تقسيم نسبة من لايستجيبون للعلاج إلى قسمين، الأولى تحتاج إلى زيادة جرعة الأدوية، والمجموعة الثانية التي تعاني من حساسية في الغشاء المخاطي للمرئ، أيضاً لدينا مرضى الارتجاع الوظيفي.

وأضاف شيبه أن هناك حالات لا تستجيب إلى العلاج نسبتها من 35 إلى 40 % رغم وجود أجهزة حديثة تستخدم في التشخيص، ولها عدة أسباب مختلفة، من أهمها عدم الانتظام في تناول الدواء.

ارتجاع المريء .. مرض العصر

قال د. عصمت بالطبع أكل الوجبات السريعة والتدخين والسمنة والعادات الغذائية الخاطئة كلها مسببات لمرض ارتجاع المرئ، لكن هناك أيضاً أمراض تتشابه في أعراضها مع الإرتجاع مثل أحد أمراض الحساسية التي تسبب تجمع خلايا في المرئ ولاتكتشف الإ بتحليل جزء من الخلايا.

وحول الجديد الذي يقدم في المؤتمر قال د. شيبة إن الأدوية العادية للإرتجاع تعمل لمدة 12 ساعة ويأخذها المريض صباحاً لذلك ينتهى غالباً مفعولها مع بداية المساء فلا يستطيع المريض النوم، أما الدواء الحديث فهو يعمل لمدة 18 ساعة في اليوم ويعمل على السيطرة على الحامض في الماء مما يؤدي إلى حياة طبيعية لمريض الإرتجاع.

السمنة سبب رئيسي

أوضح دكتور نبيل عبد الحق الأستاذ بطب المنصورة عن العلاقة بين السمنة وزيادة ارتجاع المرئ،مشيراً إلى وجود زيادة مطردة فكلما زاد الوزن زاد الإرتجاع، بالإضافة إلى أن مريض السمنة يشعر بأعراض مختلفة عن المريض العادي مثل، الآم بالصدر وكحة متكررة تزداد مع الأكل مما يصعب من تشخيص المرض، ومما يجعل اختيار الجراحة المناسبة صعب أيضاً ويتطلب قياس لعضلات المرئ على مدى 24 ساعة للوصول للجراحة المناسبة وهي غالباً جراحة لتخفيض الوزن أو إصلاح فتق الحجاب الحاجز، وأضاف أن الدواء الجديد من العلاجات الحديثة التي تساعد إلى جانب تخفيض الوزن لعلاج المرض.

كما تحدث دكتور أسامة عبادة الأستاذ بطب الإسكندرية عن ظاهرة الاختراق الحامضي الليلي الذي يصيب بعض مرضى الارتجاع المريئي نتيجة زيادة درجة الحموضة بالمعدة لفترة طويلة (أكثر من ساعة) أثناء الليل.

وركز على أساليب علاج هذة الظاهرة التي تحتاج إلى أدوية ذات مفعول طويل تغطي أكبر فترة ممكنة من اليوم، مثل عقار” Doxirazol” الجديد و هو الوحيد القادر على الوصول لأقصى تركيز له بالجسم مرتين وليس مرة واحدة كباقي الأدوية الموجودة حالياً مما يزيد من قدرته على علاج أعراض الارتجاع المريئي بشكل عام.