قيادات سياسية ونقابية : انسحاب الإسلاميين من الانتخابات البلدية خطأ استراتيجي

mainThumb

07-08-2007 12:00 AM

عمان - عماد عبدالرحمن وغيث الطراونة وماجد الأمير - اعتبرت قيادات سياسية ونقابية أن ما صدر عن الحركة الإسلامية في اعقاب انسحابها خلال الانتخابات البلدية التي جرت الثلاثاء الماضي يمثل خطأ استراتيجياً وقراراً غير مسؤول، مشددة على ان ما صدر عن بعض قياداتها بعد ذلك من عبارات ومصطلحات كبيرة وغير معهودة لا يخدم تاريخ وسمعة الحركة التي مارست العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي بحرية مطلقة منذ نحو ستين عاماً.
واعتبروا في تصريحات لـالرأي أن الاستقواءعلى الوطن بالخارج امر مرفوض جملة وتفصيلا ولا يمكن القبول به مهما كانت المواقف تجاه اي طرف، مشددين على ضرورة ان تميز قياداتهم ما بين النقد البناء للحكومة وهو امر متاح، وبين نقد الدولة بكل مؤسساتها وهو غير مسموح به.

العين الفايز
وأكد رئيس الوزراء السابق العين فيصل الفايز ان الاردن دولة مؤسسات له ارث سياسي عريق منذ نشأت الدولة صاغته العديد من مواقف القيادة الهاشمية منذ الملك المؤسس عبدالله وحتى يومنا هذا.
ووصف الفايز انسحاب الاسلاميين من الانتخابات بانه تملّص وتهرّب من المسؤولية . وقال كان الأحرى ان يستمروا وان كان لديهم قضية او اعتراضات ان يلجأوا للقضاء المعروف بعدالته ونزاهته وهو صاحب القرار في الفصل بصحة هذه الادعاءات او بطلانها .
وقال انه في حال الادعاء بحدوث اختلالات في الانتخابات البلدية فالقضاء هو المكان الطبيعي الذي يمكن اللجوء اليه، وقال لكل اردني الحق في اللجوء الى القضاء العادل والنزيه.
ودعا العين الفايز الاسلاميين الى تحكيم لغة العقل والعودة الى ثوابت الدولة الاردنية، مؤكدا ان عليهم التمييز بين نقد الحكومات وهو امر متاح في بلدنا اذا كان بناء وبين نقد الدولة بكل مؤسساتها وهو امر غير مسموح به.
وقال الفايز اريد هنا ان اذكر الاسلاميين بمواقفهم الداعمة للدولة في جميع الازمات الاقليمية والمحلية داعيا اياهم الى اعتماد مبدأ الحوار وتحكيم صوت العقل والمنطق، مشيرا الى ان هذا الحوار يجب ان يبنى على اسس واضحة.
كما اكد ان على الحركة الاسلامية ادراك ثوابت الدولة التي يندرج ضمنها العديد من الاطياف السياسية في ظل العرش الهاشمي مشددا على ان الحقيقة ليست حكرا على احد وانه على الاسلاميين احترام آراء ومواقف الاطياف السياسية المختلفة.
العين النسور
وحذر العين الدكتور عبدالرزاق النسور من حدوث تغيير واضح في خطاب الحركة الاسلامية، مشيراً الى ان التحول في الخطاب اصبح ملحوظا نحو التشدد وقال اعتقد ان الحركة الاسلامية اصبحت تغذى سياسيا من الخارج.
كما شدد على وجود اختلاف في خطابهم عما كان عليه في العقود الماضية، وقال لقد تغير خطاب الحركة نحو التشدد ولا يوجد مبرر لهذا التطرف، مشيرا الى انه لا يوجد في خطاب الحركة اية اشارة تطمئن الناس ان الاردن له اهتمام عندهم الا بمقياس ما يريدونه هم.
واوضح ان الاردنيين عرفوا الحركة الاسلامية بانها حركة اصلاحية توجيهية نحو الدين ولم نعرفها حركة سياسية متشددة ومتصلبة وكأننا على ابواب مرحلة ثالثة في خطاب الجماعة.

رئيس مجلس النقباء
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس النقباء نقيب الصيادلة طاهر الشخشير، ان الانسحاب من الانتخابات خلال الاقتراع او قبله امر غير ديمقراطي وغير مسؤول، فالأصل المشاركة في الانتخابات البلدية او النيابية مهما كانت الظروف، وفي حال استشعار وقوع مخالفات لدينا قضاء نزيه ومستقل يمكن اللجوء اليه للبت في المخالفات إن وقعت.
واعتبر الشخشير ان انسحاب الحركة الإسلامية من الانتخابات البلدية قرار خاطئ في استراتيجية الحركة، حيث ادى الانسحاب بعد مضي ثلثي الوقت المحدد للاقتراع الى حدوث ارباك كبير في الشارع.
وقال ان النقابات المهنية لديها خبرة واسعة في اجراء الانتخابات وتتم منذ عقود طويلة بمشاركة اعضائها في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وهذا مصدر قوة وفخر لها، لكن ان يحاول البعض جر الأردن الى صراعات ومعارك داخلية نحن في غنى عنها، فهذه مشكلة يجب ان تجد الحل الملائم لها على وجه السرعة.
وقال ان امن واستقرار الوطن امر اساسي في بلدنا، وبالتالي مطلوب الآن من جميع الأطراف العودة الى الحوار وتحكيم العقل والحكمة بدلا من الاستقواء بالخارج والتخندق خلف المواقف.

نقيب المحامين
وأكد نقيب المحامين صالح العرموطي، ان ما جرى خلال وبعد الانتخابات البلدية الثلاثاء الماضي هو تفتيت للصوت الواحد في وقت نحن فيه بحاجة الى وحدة الصف والموقف، داعيا الجميع للوقوف في خندق الوطن.
وبينما اورد العرموطي ملاحظات على ما جرى خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، خصوصاً فيما يتعلق ببعض الإجراءات الإدارية والقانونية حول ادارة العملية الانتخابية، شدد على ضرورة ان لا يتم الاستقواء بالخارج او الاستعانة بأي جهة اجنبية في القضايا التي تهم الوطن والمواطن، سواء المنظمات الأجنبية او الممثلون الأجانب، مؤكدا ان مؤسساتنا الوطنية لديها القدرة والكفاءة على ادارة ومراقبة نزاهة العملية الانتخابية اكثر من اي جهة اخرى.
وقال ان لدينا قضاء نزيها ومستقلا قادرا على الفصل في الكثير من القضايا التي تكون محل خلاف، وبخاصة عند اجراء الانتخابات البلدية او النيابية وحتى النقابية، مشيرا الى ان لدى النقابة شكاوى تتعلق بتجاوزات وقعت في بعض المناطق الانتخابية وسيتم الاحتكام الى القضاء للفصل فيها.

نقيب الأطباء
واعتبر نقيب الأطباء الدكتور زهير ابو فارس ان الحركة الإسلامية تعتبر جزءا ومكونا اساسيا من مكونات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في المجتمع، وبالتالي يؤمل ان تشارك بفاعلية في كافة المحطات الديمقراطية ابتداء من الانتخابات البلدية وانتهاء بالنيابية.
وقال ابو فارس كنا نأمل ان لا تصل العلاقة بين الحكومة والحركة الى مرحلة القطيعة، فمشاركة الحركة في الحياة السياسية تعتبر مصدر قوة ومنعة للوطن كما هي مصدر قوة للحركة نفسها فالمقاطعة لا تخدم الحركة ولا تخدم البلد.
وبيّن ان خروج الحركة وتنحيها خارج اطار العمل السياسي والتشريعي غير صحي على الإطلاق، وندعو الحكومة والحركة الى ترجيح صوت العقل والمنطق كما كان عليه الحال في الكثير من الأزمات التي حدثت بين الطرفين.
وقال ان مصدر قوتنا في الأردن هو الاختلاف في الرأي والتنوع الفكري والثقافي، وفي احيان كثيرة يكون الاختلاف ضروريا لكن لا يجب في حال من الأحوال ان يصل الى مرحلة التناحر، مشيرا الى ان الأحزاب السياسية تختلف فيما بينها كما هو حاصل في لجنة تنسيق احزاب المعارضة، ولكن الخيار الديمقراطي يكون هو دائما نقطة الفصل بين الجميع. كما اشار الى ان الأردن تمكن عبر تاريخه الطويل من تجاوز الكثير من التحديات والمصاعب التي واجهته ونحن اليوم قادرون بفضل رجاحة العقل وحكمة العقلاء على تجاوز هذه المرحلة، تمهيدا للتعامل مع التحديات الإقليمية المقبلة.

نقيب أطباء الأسنان
وقال نقيب اطباء الأسنان الدكتور وصفي الرشدان ان الحكومة تعهدت قبل الانتخابات بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة اي انها ستكون واضحة في كل مرحلة من مراحل الانتخابات ابتداء من الاقتراع والفرز واعلان النتائج، وهو ما لمسناه من خلال الصناديق الشفافة المستخدمة وشفافية الفرز.
وفيما يتعلق بالموقف من التصريحات الصادرة عن قيادات في حزب جبهة العمل الإسلامي اكد الرشدان ان الوحدة الوطنية كانت على الدوام واحدة من ركائز وسمات المجتمع الأردني وثبات وتوازن المسيرة، مشيرا الى ان الاعتراض والشكوى من نتائج العملية الإنتخابية شائعة وموجودة في كل دول العالم وحتى في الديمقراطيات العريقة، وهناك نماذج كثيرة ومنها ما حدث في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الاميركية الأخيرة.

نقيب الممرضين
نقيب الممرضين محمد حتاملة دعا الى تهدئة الموقف و التوقف عن الرد على الرد، او التصعيد من جميع الأطراف، خصوصاً في ظل حاجة الأردن الى الحفاظ على مكانته وسمعته كبلد آمن ومستقر وديمقراطي، كما حث على تجنب المصطلحات الكبيرة التي لم نعتد عليها في ثقافتنا السياسية وتتضمن الاتهامات غير المعهودة.
كما دعا الحتاملة الى استذكار مكونات وخصوصية مكونات المجتمع الأردني، التي مكنته على مدى عقود طويلة من مجابهة التحديات، مشيرا الى ان استمرار تصعيد لغة الخطاب لن يحقق مصلحة لأحد، مشددا على ضرورة العودة الى الحوار والتهدئة، لأن ما يجري لا يرضي احدا، خاصة وان الأردن عرف بالعقلانية السياسية والتوازن.
وقال ان التوافق الوطني هو الخيار الوحيد، داعيا كافة الشخصيات الوطنية الى عدم الاصطفاف بل يجب على الجميع الدعوة والعمل من اجل التهدئة واللجوء الى الحوار المسؤول كوننا نواجه جميعا نفس التحديات، كما حث على ضرورة المشاركة بالمسؤولية، خاصة وان الأردن بقيادته الحكيمة كان دائما على قدر التحديات بمختلف مصادرها، وهو ما تتمناه القيادة على الجميع فلا احد غير منتم الى تراب هذا الوطن والجميع يتحلون بنفس المسؤولية تجاهه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد