ميشال ويلبيك .. المحظوظ - يوسف أبو لوز

mainThumb

13-01-2015 08:31 PM

لا بد أن رواية الكاتب الفرنسي "ميشال ويلبيك" التي صدرت مؤخراً تحت عنوان "الخضوع" ستلقى بعد نقلها إلى العربية، رواجاً واسعاً عند القارئ العربي المعني بقراءة الرواية المركبة على عمود فقري سياسي، وكذلك عند القارئ الأجنبي، الأوروبي خصوصاً والفرنسي أكثر تخصيصاً، وبالذات بعد الأحداث الإرهابية التي شهدتها باريس قبل أيام .
 
الإرهاب السياسي المسلح في عاصمة النور، جاء من مصلحة الرواية والراوي، وكان الحظ يلعب لمصلحة "ويلبيك" الذي يتوقع في روايته أن يكون الرئيس الفرنسي مسلماً بعد أقل من عقدين، فهو يبني رواية سياسية بامتياز، والإسلام السياسي بشكل خاص هو روح الرواية التي لن تكون الأخيرة في الغرب وأمريكا وربما في بيئات ثقافية أدبية في الشرق .
 
صعود الإسلام في أوروبا، والتحذير من تحولات صادمة في التركيبة الثقافية والتربوية والفكرية للمجتمعات الغربية ليس جديداً، ولكن الجديد أن يتم توظيف الأدب للتحريض على الإسلام من دون التفريق بين الإسلام المتسامح المعتدل، والإسلام المسيّس الذي يُنظِّر له إرهابيون متطرفون أساءوا لهذا الدين الإنساني الحضاري الذي يرفض العنف، وينأى عن ثقافة التكفير والتجريم .
 
وبالعودة إلى "ويلبيك" نعتقد أنه عمل على روايته "الخضوع" منذ اندلاع الربيع العربي الذي اختطفته الجماعات الإرهابية الإسلامية، وبرؤيته الاستشرافية عرف من أين تؤكل كتف القارئ الأوروبي العادي غير المنشغل بالسياسة في الأصل، فهذا القارئ الأجنبي في الأصل، وخصوصاً، في فرنسا معروف عنه ولعه بالرواية الإيروتيكية أو ما تسمى بالروايات الزهرية، والقارئ الغربي عموماً مولع بروايات الجريمة والجاسوسية، وحتى الروايات التاريخية في الغرب لا حصة كبيرة لها في اهتمامات هذه الشعوب التي توصف دائماً بأنها شعوب قارئة بامتياز .
 
اليوم دخلت السياسة على الأدب من بوابات عدة . . بوابة الهجرة السياسية والإنسانية إلى أوروبا، وبوابة الإرهاب، وبوابة الجماعات الإسلامية المتطرفة، وأيضاً بوابة الربيع العربي الذي تناثرت "زهوره الحمراء" حتى وصلت إلى قلب أوروبا .
 
على أي حال الإسلام ليس دين "الخضوع" أو دين "الاستسلام" الذي رمى إليه ميشال ويلبيك في روايته التي أثارت ضجة إعلامية حتى قبل صدورها، ما سوف يدر عليه الملايين من الأموال، بل الإسلام دين حضارة ودين إنسانية، لكن جماعات الموت والعنف والإرهاب هي ذاتها التي تحاول إخضاع البشرية للجهل والتخلف في مستنقع الدم . – (الخليج الاماراتية)
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد