حوادثُ السّيرِ معاركٌ بلا سلاحٍ
من لم يمت بالسّيف مات بالسّير ! و إلّا ماذا تعني الحوادث التي أدمت القلوب ، و فجعت الأردنّ من الشّرق إلى الغرب و من الشّمال إلى الجنوب ؟ اسألوا الأم الثّكلى ، و الأب المنكوب ، و الأطفال اليتامى ، الذين كانوا ينتظرون أباهم ليؤوب ، و لكنّه غيّر وجهته من البيت إلى اللحد ، اسألوا الطّرقات التي أصبحت أرض معركة ، و لونها الأسود ؛ إنّما هو من كثرة ما يُرتكب فوقها من مخالفات و ذنوب.
و لقد نثرت كنانتي فلم أجد عودًا أشدّ قسوةً ، و أكثر وجعًا من حوادث السّير ، هذا القاتل الفاتك ، الذي لا يفرّق بين الكبير و الصّغير ، و الفقير و الوزير ، صدق القائل : حوادثٌ خســــــائرٌ في المال و الأرواح كأنّـــــــها معـارك دارت بلا ســـــــلاح هل ستبقى هذه النّبتة الخبيثة مزروعة في هذا العالم ، و في أردننا الحبيب خصوصًا ؟ و هي و للأسف مستمرة في النّموّ ، و التّطاول يومًا بعد يوم ؛ فكلّ حادث إنّما هو إبريق ماء ، و وعاء سماد ، يوضع على هذه النّبتة المتجذّرة .
أما آن للمُزارع الجّادّ أن يتناول فأسه ، و يقتلع هذه الجذور العفنة ؟ لقد اصبت بالصّدمة ، و أصبحت كالعصفور ببله القطر ، حين اطلعت على آخر إحصائيّة منشورة على موقع إدارة السّير المركزيّة الأردنيّة حول الحوادث المروريّة ومنها : إنّه و كلّ 4.87 دقائق تقریبًا یقع حادث مروريّ، وكلّ 24 ساعة یقع 10,8 حادث دهس ، وكلّ 31 دقیقة تقریبًا یصاب شخص بسبب حادث مروريّ، وكلّ ساعة تقریباً یتوفى شخص بسبب حادث مروريّ.
و قد بلغت كلفةالحوادث المروریّة في الأردن ( 259 ) ملیون دینارلعام 2013م ، و كانت فئتي الشّباب و الأطفال هما الأكثر ضررًا و وفاة إثر حوادث المرور . و يكفي حوادث المرور لوعة أنّها تسقي المرارة من ذات الكأس للضّحيّة وعائلته ،و ما أدراك ماهي لوعتهم التي قد تمتدّ لسنوات ؟ و كذلك أهل المتسبب في الحادث يتجرعون الألم من نفس الكأس ؛فهم يتكبّدون الألم النّفسيّ، و المادّيّ، و السّجن لأحد أفراد العائلة ... إنّ من المفارقات النّادرة ، أن تكون حوادث المرور من الأشياء القليلة التي اجتمع العالم كلّه على كراهيتها و نبذها ، و لم يختلف اثنان على ذلك ، و السّؤال الذي يطرح نفسه بقوّة : كيف نستطيع أن نقضي على حوادث السّير ، أو نحدّ منها إلى أقلّ قدر ممكن ؟ الإجابة تكمن في أربعة مسارب : السّائقين ، و المشاة ، و الأسرة ، و المؤسسات الرّسميّة و الخاصّة .
و سأمرّ على بعض محطّاتّها مرورًا دون أن أحطّ الرّحال فيها ، و لن أغوص في تفاصيلها فقد بيّنتها الدوائر المختّصة و غيرها ، و فصّلتها تفصيلًا ، و نحن نشكر من أحسن و تقيّد ، و نلوم من خالف و الموت به يتصيّد، و هناك من يأبى إلا أن يتّعظ بنفسه ، و يكون عظة للآخرين . أبدأ بمحور القضيّةالرئيسالسائقين : ما عليكم إلا أن تتقيّدوا بقواعد المرور ، التي نتغنّى بتقيّد الغرب بها ، فهم ليسوا بأفضل منّا ، و عليكم أن تتعلموا أنّ القيادة ليست سرعة ، بل هي كما قالوا : فنّ ، ذوق ، أخلاق و أزيد و أقول : القيادة : صبر ، صبر ، صبر. المشاة : عليهم العلم أنّ قواعد المرور و إشاراته تعنيهم أيضًا ، كما تعني السّائقين ؛ فليتقيّدوا بها و ليقطعوا الشّارع من الأماكن المخصصة ، و ليساعدوا الاطفال ، وكبار السّنّ ، و المصابين في قطع الشّارع . الأسرة : هي الأساس ؛ فالأب و الأم يربّيان الأبناء على الأخلاق ، و احترام القواعد و الأنظمة ، فليكن الوالدان قدوة صالحة لأبنائهم فالقدوة السيئة قد تجعل الوالدان يخسران فلذات أكبادهم
. المؤسسات الرّسميّة و الخاصة : و هي كثيرة ، و لها جهود مشكورة ، وخطط موضوعة للحدّ من الحوادث ، ولكن المشكلة تكمن في مدى التّطبيق العمليّ لهذه الخطط ، و أن لا تبقى حبرًا على ورق ، حبيسة الأدراج ، و من أهم هذه المؤسسات التي تعرف دورها جيّدًا : المشرّعين : فهم الذين يضعون القوانين ، التي يجب أنتبتعد عن مبدأ الجباية ، و أن تتراوح بين التّرغيب و التّرهيب . دوائر السّير و التّرخيص : لهم منّا التّحية ؛ فهم الذين يواصلون العمل في الحرّ و القرّ ، و من واجبهم ألّا يعطوا الرّخصة إلا لمستحقّيها ، و مراعاة شروط السّلامة العامّة عند ترخيص المركبات . دور العبادة : و عليها دورٌ كبير شرعه الإسلام ، الذي نادى و أمر بالحفاظ على أرواح النّاس و ممتلكاتهم .
قال تعالى : (( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِنَفْسٍ وْفَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَل النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَاالنَّاسَ جَمِيعًا )) . و على الإنسان أن يكون بمستوى التّكريم الذي منحه إياه الخالق عزّ و جلّ ، الذي حمل الإنسان في البرّ و البحر . وزارة التّربية و التّعليم : فهي التي تتعهد بتربية الجيل و تعليمه ، من خلال المنهاج المدرسيّ ، و القدوة و النّمذجة ، و تفعيل دور المنهاج الخفي ، و النّشاطات اللاصفّيّة... وسائل الإعلام : من خلال البرامج و النّدوات التّوعويّة ، و عليها أن تستهدف فئة الأطفال ، من خلال برامج الأطفال التي تقرّ في ذهنهم واجب احترام الأنظمة و القوانين ، و مخاطر عدم التّقيد بأنظمة المرور .
المؤسسات الخاصّة : عليها عبء لا يقلّ عن المؤسسات الحكوميّة ، وقد ذكرتها بداية مع المؤسسات الحكوميّة ؛ لأنّهما توأمان و الأصل أن يكمل كلّ منهما الآخر ، من خلال المبادرات التّطوعيّة ، و لا ننسى انتشار المدارس الخاصة ، و وسائل الإعلام الخاصة ... و على هذه المؤسسات ان تلزم سائقيها بالتّقيّد بأنظمة المرور ، و أن تدعم الجهود الحكوميّة ، والشّبابيّة ، ومؤسسات المجتمع المحلّيّ في جهود مكافحة الحوادث .
و أراني أبدد الحزن والأسى مستبدلًا إياه بالتّفاؤل بالمستقبل ، و بمدى وعي المواطن الأردنيّ، الذي اكتوى بنيران الحوادث المروريّة ، و الذي يدرك أنّ تعاليم الدّين الحنيف تدعوه إلى عدم إلقاء نفسه إلى التّهلكة ، وعدم إزهاق أرواح الآخرين ، و إيذائهم دونما ذنب اقترفوه . و في النّهاية ، التي أدعو الله عزّ وجلّ أن تكون بداية خير أقول : رحم الله كلّ من فقد حياته ؛ نتيجة هذه الحوادث وحوش الطّريق ، و قد رسمت دماؤهم لوحة حزينة على شوارعنا ، و هدى الله كلّ ضالٍ عن طريق الأمان ، و على الجميع الصّبر ؛ فصبر دقيقة ، يقيك من أخطار محيقة ، ومخالفة قواعد السّير ، قد تكون طريقك إلى القبر .
البقعة يفوز على الأهلي ببطولة الدرع
هل مشاهدة خسوف القمر مضر للعين
طرح أمريكي لوقف الحرب على غزة .. والاحتلال يمنح الضوء الأخضر
هل سيتأثر الإنترنت بالأردن جراء الاضطرابات البحرية في الكوابل
الأميرة آية بنت فيصل تشارك باجتماعات الاتحاد الآسيوي للطائرة
توضيح بشأن تعليمات تركيب سارية العلم والتكلفة
الأمن العام يفتتح وحدتين جديدتين في الكرك والعقبة
خسوف كلي ونادر للقمر في سماء الأردن
50 شهيدًا في غزة منذ فجر الأحد
طلبات رفع أقساط المدارس الخاصة أقل من المتوقع
وزارة السياحة تبحث خطط تطوير جرش
ترامب يلوّح بمرحلة ثانية من العقوبات على روسيا
ترقيات وتعيين مدراء جدد في التربية .. أسماء
ظهر بفيديوهات .. القبض على شخص استعرض بالسلاح والتشحيط
صور تثير التكهنات حول استشهاد محمد السنوار بغزة
قرار حكومي بشأن نظام ترخيص السوَّاقين
هيئة النقل البري تحدد موعد الاختبار الإلكتروني .. أسماء
مهم بشأن الإعلان المفتوح للتوظيف بالقطاع العام
الإقراض الزراعي يدعو المواطنين لاستكمال التعيين .. أسماء
مدعوون للتعيين في الاقراض الزراعي .. أسماء
سارق محل تجاري في سحاب بقبضة الأمن
جبهة دبلوماسية أردنية مصرية لوقف الكارثة في غزة
جرائم الاحتلال وفشل مشروعه في غزة