الممر الإغاثي الأردني: رمز الصمود

mainThumb

29-09-2025 03:36 PM

في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، برزت الجهود الإنسانية الأردنية كواحدة من النماذج الرائدة في تقديم العون والمساعدة. ومع ذلك، فإن التصرف الإسرائيلي العدواني المتمثل في إغلاق ممر المساعدات الإنسانية عبر الأردن يمثل عائقًا كبيرًا أمام جهود الإغاثة.

أرى أن هذا الإغلاق ليس مجرد إجراء عابر، بل هو تحدٍ إنساني وأخلاقي يتطلب منا جميعًا الوقوف عند أسبابه وتداعياته.منذ حادثة إطلاق النار  التي وقعت عند جسر الملك حسين (معبر الكرامة)، والتي أدت إلى مقتل عسكريين إسرائيليين، أوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الأردنية إلى غزة. نستنتج من هذا التصرف أن إسرائيل تمارس ضغوطًا إضافية على الشعب الفلسطيني، وتستخدم الممرات الإنسانية كورقة ضغط سياسية، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر.

 إن الجهود الأردنية السياسية والدبلوماسية والتنسيقية مستمرة بلا كلل لإعادة تفعيل الممر الإغاثي، الذي يعد شريان حياة أساسيًا لقطاع غزة. إن مستودعات الهيئة الخيرية الأردنية تحوي أكثر من ألف شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، وهي جاهزة لإرسالها فور إعادة افتتاح المعبر. هذا الإصرار الأردني يعكس التزامًا عميقًا بالقيم الإنسانية، ويتجاوز مجرد تقديم الدعم المادي إلى تقديم رسالة أمل وصمود للشعب الفلسطيني.

 أرى أن الجهود الأردنية المكثفة داخل قطاع غزة، من خلال تنفيذ برامج مثل تكايا الطعام والمخابز، تعد مثالًا رائعًا على الإبداع الإنساني في مواجهة التحديات. إن هذه المبادرات، التي استفاد منها أكثر من 2.3 مليون شخص، تسهم بشكل كبير في تخفيف المعاناة عن العائلات النازحة. كما أن مشروع سقيا الماء، الذي يوفر مياه الشرب الصالحة لأهالي غزة، يعكس تفاني الأردن في تلبية الحاجات الأساسية رغم كل العوائق.

نعتقد أن التصرف الإسرائيلي بإغلاق ممر المساعدات الإنسانية ليس مجرد إجراء أمني، بل هو جزء من سياسة تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني. ومع اقتراب فصل الشتاء وظروفه القاسية، لا بد أن يتحرك المجتمع الدولي للضغط من أجل إعادة فتح الممرات الإنسانية وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.

أخيرًا، أرى أن الجهود الأردنية تمثل نموذجًا يحتذى به في العمل الإنساني، وتعكس روح التضامن العربي والإسلامي مع الشعب الفلسطيني. إن استمرارية هذه الجهود، سواء عبر إرسال المساعدات أو تشغيل المخابز والمشاريع الإغاثية، هي رسالة أمل في ظل واقع مليء بالتحديات. ولا بد أن نؤكد أن الإنسانية يجب أن تكون دائمًا فوق أي اعتبار سياسي، وأن تقديم العون للمحتاجين هو واجب أخلاقي وإنساني لا يمكن التهاون فيه.عدا الروابط العربية والاسلامية ووحدة الدم بين الشعبين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد