ابناء دايتون .. الامن بدلا من الدولة

mainThumb

11-06-2009 12:00 AM

جنرال امريكي يستعد لمهمة مماثلة في لبنان واقتراحات بتوسيع ولاية باتريوس

تولي الدوائر الاسرائيلية والامريكية اهتماما كبيرا ببرنامج تدريب قوات فرض النظام في مناطق السلطة الفلسطينية الذي ينفذ في الاردن باشراف الجنرال الامريكي كيت دايتون. تنظر اسرائيل للقوة الامنية التي تتبع مباشرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس باعتبارها اداة محلية لملاحقة عناصر حماس واعتقالهم واحباط اي محاولة لشن هجمات على اسرائيل. سلطة عباس من جهتها تعتبرها قوة لحفظ الامن وتحقيق الاستقرار.

في البداية عارضت اسرائيل برنامج التدريب تحسبا من تحول افرادها الى العمل ضد اسرائيل غير ان التجربة الميدانية للكتائب الثلاث الاولى من القوة دفعت الجانب الاسرائيلي الى الموافقة على توسيع برنامج التدريب وزيادة القوات 7 كتائب اضافية تضم كل كتيبة 500 عنصر ويخضع المرشحون للانتساب اليها الى عملية دقيقة يشارك فيها الجانبان الاسرائيلي والفلسطيني لمنع حماس من اختراقها.

ووافق الكونغرس الامريكي مؤخرا على تخصيص مبلغ يزيد على 200 مليون دولار لبرنامج التدريب فيما يتولى الجنرال دايتون شخصيا جمع الاموال الاضافية من الدول الخليجية لغايات تسليح القوة بالاسلحة الخفيفة ودفع رواتب منتسبيها.

بعد ايام سيتم تخريج دفعة جديدة تضم 500 عنصر وفي اطار التوسع ببرنامج التدريب سيلتحق نحو الف عنصر في دورة جديدة.

كان الجنرال دايتون يعتزم الاستقالة هذا العام الا انه قرر تمديد مهمته سنتين بناء على طلب من المبعوث الامريكي لعملية السلام جورج ميتشل.

دايتون وميتشل يأملان بأن تشكل قوة الامن الفلسطينية عنصرا اساسيا في الحل السياسي المنشود للقضية الفلسطينية. فقد واجه مشروع تدريب القوة اسئلة مصيرية جراء تعثر عملية السلام في المرحلة السابقة. ففي غياب الافق السياسي للحل وتقدم المسار الامني تحولت قوة ابناء دايتون كما تسميها حركة حماس الى اداة لضرب المقاومة الفلسطينية وخلايا حماس على وجه التحديد, ووكيلا امنيا للاحتلال الاسرائيلي الذي وجد فيها بديلا يحكم قبضته على ابناء الشعب في مدن محاصرة بالجدران والحواجز والمستوطنات والطرق الالتفافية فيما يشبه قوة البوليس في الغيتو.

برنامج التدريب سيستمر خلال المرحلة المقبلة في الاردن, لكن على المدى المتوسط يخطط الجانب الامريكي لبناء مركز تدريب في اريحا. وبالتزامن مع توجه ادارة اوباما لتحريك عملية السلام وانجاز تقدم ملموس في سياق حل الدولتين تدرس القيادة العسكرية الامريكية لمنطقة الشرق الاوسط بقيادة الجنرال باتريوس ضم مناطق السلطة الفلسطينية تحت مظلتها. ويرى اصحاب هذا الاقتراح انه سيساعد في زيادة الدعم لسلطة عباس وتوسيع برامج التعاون في المجال الامني. وتعتمد منطقة الشرق الاوسط على مركز متقدم للعمليات مقره الدوحة يستعد العاملون فيه للانتقال قريبا الى مبان جديدة.

وعلى غرار تجربة دايتون في فلسطين يخطط الجانب الامريكي لتنفيذ برنامج مماثل في لبنان لاعادة تأهيل الجيش اللبناني - رصد له الكونغرس الامريكي مئات الملايين - وقريبا سيحل في بيروت جنرال على شاكلة دايتون لتولي المهمة. ويرى الجانب الامريكي ان قيام علاقات طبيعية بين اسرائيل و57 دولة عربية واسلامية يتطلب تطويرا في الاستراتيجية العسكرية الامريكية وتعزيز التعاون العسكري بين هذه الدول والسلطة الفلسطينية واسرائيل.

ما لا يعرفه الكثيرون عن الجنرال دايتون هو انه عمل في السنوات الماضية في العراق مسؤولا عن فريق عسكري تولى البحث عن اسلحة الدمار الشامل المزعومة ثم تولى مهمة الاشراف على تدريب الشرطة الفلسطينية وسط معارضة واسعة لمهمته من اطراف فلسطينية في مقدمتها حماس ودعم ملموس من اسرائيل التي كانت تخشاها في البداية.

الجانب الامريكي لا يعتقد ان القوة الفلسطينية ستشكل في يوم من الأيام تهديدا لاسرائيل كونها لا تملك اسلحة او تجهيزات تؤهلها لذلك.

اما بالنسبة لعباس فإن الشرطة هي المظهر الوحيد الذي تبقى لسلطة تطمح أن تكون دولة ولم تفلح بعد.0العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد